|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أبغض الله عيسو ؟ وليس ذلك فقط، بل رفقة أيضاً، وهي حُبلى من واحد وهو إسحاق أبونا .. قيل لها: إن الكبير يُستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ( رو 9: 10 -13) إذا كانت محبة الله ليعقوب يرجع السبب فيها لله، فإن البغضة لعيسو يرجع أسبابها إلى عيسو نفسه (قارن مع تث9: 5). ولنستَعِد معاً قصة عيسو من البداية كما صورها لنا سفر التكوين ابتداءً من أصحاح25، فهي قصة مليئة بالمآسي. لقد خسر عيسو البكورية، ولا يلومن أحد الله على ذلك، فلقد باعها عيسو بكامل إرادته ووعيه. حقاً لا يقدر عيسو أن يقول إنه خسر البكورية لأن الله أراد له ذلك، أو أن قضاء الله وقدَره هما المسئولان. كلا، فليس قَدَر الله بل قِدْر العدس. ولا أقول قِدْر العدس، فالثمن الذي به باع بكوريته لم يكن قِدراً من العدس، بل مجرد "طبق عدس"! صحيح يعقوب أخذ البكورية بقضاء الرب، أما عيسو فقد خسرها لأنه باعها، وقبض ثمنها صحناً من طبيخ العدس، التُهمه في لحظة نشوة وشَرِه. أيقدر أن ينكر ذلك؟ أليست هي الصفقة التي عقدها مع أخيه، وساق لها من الأسباب ـ كي ما يبرر نفسه ـ قائلاً: "ها أنا ماضٍ إلى الموت، فلماذا لي بكورية؟" ( تك 25: 32 ). وهذا البائس الذي باع بكوريته بطبق عدس، ظن أنه يحصل على البركة بأكلة أخرى أفضل يأكلها أبوه من صيده. أَوَ ليس هذا عين ما يفكر فيه الخاطئ. يقول: لقد خسرت السماء بأفعالي الردية، وسأستعيدها ثانية بأعمال أفضل، أو بأن أزور ذلك المكان، أو بالكف عن بعض الخطايا، أو بعمل بعض الحسنات. هذا مستحيل. والخاطئ المطرود من محضر الله بسبب أعماله، لا يقدر أن يعود إلى محضر الله من جديد إلا على أساس مختلف تماماً، هو النعمة المُطلقة. بالعدل خسر الخاطئ نفسه، وبالنعمة وحدها يربحها: النعمة الإلهية الغنية التي قدمت المسيح فدية عن خطايانا. وقد يظن واحد أن عيسو لما بكى أمام إسحاق أبيه، كان تائباً حقيقياً. أبداً! أتعرف ماذا أراد ذلك التائب النادم أن يفعل لما رأى أنه فشل في الحصول على البركة؟ قال: "لقد قربت مناحة أبي، فأقتل يعقوب أخي" ( تك 27: 41 ). لقد خاف عيسو أباه، ولكن لم يكن خوف الله أمام عينيه. فهل نستغرب القول إنه إن كان الله قد أبغض عيسو، فذلك لأنه يستحق البغضة؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|