|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشركة اليومية فقالت له: أنا بنت بتوئيل ... وقالت له: عندنا تبن وعلفٌ كثير، ومكان لتبيتوا أيضًا. فخرَّ الرجل وسجد للرب ( تك 24: 24 - 26) لما سمع عبد إبراهيم جواب رفقة المملوء بالعطف والكَرَم، والذي ملأه أملاً بنجاح مهمته، هل شكرها؟ كلا. نسب تصرفها الحسن هذا إلى فضل يهوه على سيده، ولهذا شكره هو «فخرَّ الرجل وسجد للرب». ولم يكن عمل هذا بالرغم منه ولا سبق أن فكَِّر فيه، ولكنه كان سجودًا اختياريًا وتلقائيًا. لقد فاض قلبه بالشكر فجعله يسجد أمام هؤلاء الغرباء. تأمل في معرفة هذا الرجل وما لنا من معرفة. ما أقل ما كان يعرفه عن الله بالنسبة لِما نعرفه نحن! ومع هذا فقد فاقنا بكثير في التصرف. لماذا نتردد ونؤجل سجودنا حتى رجوعنا إلى منازلنا أو ذهابنا إلى الاجتماع. قد أنجح الله عملاً لك، فهل شكرته على هذا في نفس الوقت والمكان؟ هل شكرته ولو شكرًا بسيطًا؟ يخيل إليَّ أن في طبيعتنا ضعفًا عظيمًا يجعل هذا النوع من تذكر الله في كل فرصة يكاد يكون مستحيلاً. يهتم الإنسان بأمور كثيرة يظن أن فيها نجاح عمله، ولكن مع الأسف قلما يخطر على باله أن يطلب الله. أو إذا نجح في أمر ما قلما ينسب هذا النجاح إلى الله ويشكره. ولكن كيف تصرف عبد إبراهيم؟ قبل أن يقول لمضيفه ”أشكرك“ خرَّ وسجد ليهوه. «فأجاب لابان وبتوئيل وقالا: من عند الرب خرج الأمر ... هوذا رفقة قدامك. خذها واذهب. فلتكن زوجة لابن سيدك، كما تكلم الرب. وكان عندما سمع عبد إبراهيم كلامهم ...» هل تقدم وعانقهم؟ هل هنأ نفسه وإياهم على نجاح مهمته؟ كلا. لم يعمل شيئًا من هذا بالمرة، بل «... سجد للرب إلى الأرض» (ع50- 52). فهو في أول طريقه وقف وصلى، وفي الختام «خرَّ وسجد إلى الأرض». ولم يخجل من أنهم يلاحظون أنه ينسب نجاحه لا إلى ذكائه ولا إلى إرادتهم الحسنة بل إلى يد إلهه التي معه. نرى إذًا في العبد؛ المظهر العملي للشركة مع الله. ربما لم يسمع هذا الرجل شيئًا عن ”الشركة مع الله“، ولكنه عاش فيها عمليًا وتمتع بها. هذا هو نوع الحياة التي يجب أن نحياها. حياة الشركة المستمرة مع أبينا تتخلل كل أعمالنا مهما تنوعت. شركة تفيض بلا تكلف أو عائق أينما كنا، وكيفما كان حالنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|