|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع والمرأة السامرية : ” عطية الله ” ( يوحنا ٤ : ٢٤ – ٤٢ ) لقاء سيدنا ومخلصنا يسوع المسيح مع المرأة السامرية هو من أجمل اللقاءات في الإنجيل المقدّس ، حيث نلمس محبة المعلم الإلهي واسلوبه التربوي والتعليمي الحكيم لإنقاذ الإنسان من الخطيئة ورواسبها ولإيصاله إلى الإيمان القويم وللإلتزام المسيحي . إقترب يسوع من المرأة السامرية بدقة ورقة وحذق ، وبحكمة ومحبة ، كونه يقصد خلاصها . وباسلوب لبق كشف لها أسرارها الخاصة بدون أن يمسّ كرامتها . وظهر لها ولأبناء مدينتها السامريين مسيحاً ومخلّصاً للعالم . أراد يوحنا الإنجيلي بقوله : ” كان عليه أن يمر بالسامرة ” ، لكي يشدّد على أهمية الحدث الذي قصده يسوع رغم أنه كان ذاهباً من اليهودية متوجهاً إلى الجليل ، وكان باستطاعته أن يسلك طريقاً أخرى أقرب من الطريق التي كان اليهود يسلكونها ليتحاشوا المرور بالسامرة متجنبين اللقاء بأعدائهم السامريين . هذا ، يدل على أنّ يسوع أراد القيام برسالة خاصة ، إنه الراعي الصالح الذي يبحث عن الخروف الضال ، وغير مبال بالتعب وبنميمة الناس وكلامهم . هناك قرب البئر ونبع الماء ، مكان تجمع العائلات ولقاءات الشباب ، نلمس لقاء روحي بين يسوع والمرأة السامرية . بدأت المحادثة بينهما بالسخرية : ” كيف تسألني أن أسقيك وانت يهودي وانا إمرأة سامرية ؟ ” . ” كيف تتجاسر وتكلمني وانا عدوتك ؟ ” . فكّرت المرأة السامرية بيسوع وكأنه يهودي عادي . عدو لها ، يحتقرها ويعتبرها خاطئة ، بينما هو اقترب منها ، وهدفه تحريرها من الشهوة ، من الخطيئة فتاكة النفوس ، التي استعبدتها طوال سنين طويلة . اراد تحريرها من أصنام الدنيا التي كبّلتها وابعدتها عن السعادة الحقيقية التي كانت تتوق إليها . هو الذي بحكمته الأزلية أظهر لها أنه يحتاج إلى ماء الأرض ليمنحها ماءً حياً يتفجّر حياةً أبدية . هو الذي يوفر هذه الحياة للذين يعبدون الله بالروح والحق . هو بداية رسالة السر الخلاصي به ينمو ويثمر قديسين وقديسات ومرسلين ومرسلات ومعلمين وشهداء . هو مخلّص العالم . هذا اللقب الذي كان يُعطى للقياصرة والملوك والعظماء ، متناسين أن الخلاص الحقيقي لا يتم عن طريق أشخاص يؤلّههم الناس ، بل بيسوع المسيح وحده ومعه وفيه . كانت المرأة السامرية منتبهة لعلامات الأزمنة ، فكل حركة وكلمة من يسوع كانت إشارة ودعوة لها لتبحث بعمق عن الحقيقة وعيشها وتطبيقها مع الآخرين . فتقدّمت في مسيرة الإيمان بخطى سريعة : ظهر لها هذا ” اليهودي ” سيداً ورباً ونبياً ومعلماً ومسيحاً . فوعت ، وعرفت وتحرّرت من أصنامها المغرية القاتلة ووصلت بالحوار إلى يسوع فغمرها بلطفه ومحبته ومسامحته وغفرانه ، فراحت تذيع اسمه وتبشّر به وتشهد له وتوزّع محبته على الجميع لينعموا بعطاياه . دعاها يسوع فلبّت الدعوة . نحن ايضاً ، كلنا مدعوون من قبل يسوع الفادي المخلّص بأساليب مختلفة لنتحرّر من أصنام إنساننا القديم ، إنسان الكبرياء والأنانية ، لنلبس الإنسان الجديد ، إنسان القداسة والنعمة المبررة ، فنعرف بعمق حقيقة المسيح ونُدرك الوقت المناسب الذي يجب أن نخصصه لقراءة وتأمل الإنجيل لنسمع صوت الرب يسوع ونمشي على خطى السامرية النادمة لننال غفران الخطايا وتغير حياتنا وتصرفاتنا . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع والمرأة السامرية عند بير يعقوب |
يسوع والمرأة السامرية |
يسوع والمرأة السامرية (إسقني) |
قصة يسوع والمرأة السامرية |
عطية الله - السامرية - القس مرقس ميلاد |