يسوع إذًا يكسر حاجز البغض الذي نشأ بين اليهود والسامريّين لأنّ حواجز البشر لا تمنع الله من سكب نعمه على من يشاء. لذلك قال للمرأة السامريّة "لو عرفت عطيّة الله ومن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حيًّا". أراد يسوع من المرأة أن تركّز نظرها عليه شخصيًّا علّها تكتشف فيه الجانب الإلهيّ وتنسى موضوع الاختلاف المذهبيّ. تتهكّم عليه المرأة قائلة "ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا هذه البئر..؟"، وفي اعتقادها أنّ يسوع في إشارته إلى الماء الحيّ أراد الكلام على مياه الينابيع وليس ماء البئر الراكد. كما أنّها ما زالت تشدّد على الخلاف المذهبيّ وتريد أن تؤكّد أنّها من صلب إسرائيل إذ هي أيضًا من أبناء يعقوب أبي الآباء.
يعاود يسوع جذب انتباهها قائلاً إنّ مياه يعقوب لا تروي العطش نهائيًّا، في حين أنّ الماء الذي يعطيه هو يتحوّل إلى "ينبوع ماءٍ ينبع إلى الحياة الأبديّة".