|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شخص عظيم فوق البشر
يخطئ مَنْ يظن أن المسيح بمولده من عذراء يُشبه آدم في خلقه. هناك مقولة شائعة عند البعض: إن قدرة الله تجلَّت في خلق آدم بدون أب وأم، ثم في حواء التي خُلقت من أب وبدون أم، وأخيرًا في المسيح الذي ولد من أم بدون أب ... لكننا نُجيب بأن الاختلاف هنا أكبر جدًا من المُشابهة. فآدم مخلوق من الله خلقًا مباشرًا. وبالتالي فنحن لا نتوقع إنه يكون له أب وأم. أما حواء فالمسألة مختلفة، لأن آدم لم يكن أبًا لحواء بل زوجها. والله لما خلق حواء من ضلعة آدم، كان غرضه من ذلك توضيح نظرة الله المقدسة للزواج، وأنهما في نظر الله جسد واحد. لكن لا آدم ولا حواء وُلد، بل الله خلقهما «ذكرًا وأنثى خلقهم الله» ( تك 1: 27 ). لكن بعد حادثة الخلق، فإن الله جعل طريقة الدخول إلى العالم هي طريقة واحدة دائمًا، وهي تزاوج رجل بامرأة. واستمر هذا الأمر آلافًا من السنين، فيها وُلد ملايين وبلايين البشر بهذه الطريقة الوحيدة. إلى أن جاء المسيح، فوُلد بطريقة مختلفة تمامًا عن سائر البشر. لماذا؟ ليس من سبب لذلك سوى أن المسيح مختلف عن كل البشر. آدم خُلق ولم يولد، وكذلك حواء، لكن المسيح وُلِد ولم يُخلَق .. ثم إن آدم قبل خلقه لم يكن له وجود، ولا حواء كانت موجودة قبل خلقها، لكن المسيح كان موجودًا قبل ولادته. قال المسيح في إنجيل يوحنا8: 58 «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائنٌ». فهو وُلد في العالم، لكنه هو نفسه كان قبل ولادته. إنه الأزلي الأبدي، فلا عجب أن يدخل ذلك العظيم إلى العالم عن طريق أعجوبة الميلاد العذراوي. فحقًا إن شخصًا كالمسيح كان يلزم أن يكون دخوله إلى العالم عجيبًا نظير الدخول العذراوي. إن كيفية دخول المسيح العجيبة تُبرَّر تمامًا عندما نعرف حقيقة شخصه العجيب! إذًا فمسألة الميلاد العذراوي، لها أبعاد تختلف عن مجرد قدرة الله. إنها تؤكد سمو شخص المسيح. وهذا العظيم عندما دخل إلى العالم، لم يدخله بالطريق العادي كما يدخل سائر البشر، وذلك لأنه يختلف اختلاقًا جوهريًا وجذريًا عن سائر البشر، سواء في حقيقة شخصه أو غرض مجيئه إلى العالم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|