شمشون
دروس من حياته
- قوة عظيمة في ناحية من نواحي الحياة، لاتعوض الضعف في نواحي اخرى: رغم ان شمشون كان يملك قوة جسمانية هائلة، الا انه كان ضعيفا من جهة غرائزه التي تحكمت به كثيرا، فكل المشاكل التي واجهها كانت بسبب ضعفه تجاه النساء اللواتي ارتبط بهن بعلاقات فاشلة دمرت حياته، وخاصة علاقته الأخيرة مع دليلة، الذي انخدع بها ومال الى تصديق اكاذيبها، فمع أنه استطاع أن يخنق أسداً، فانه لم يستطع أن يكبح جماح شهوته ليرى دليلة على حقيقتها. فكيف أمكن أن يكون غبياً الى هذا الحد؟! فقد استغفلته أربع مرات، ولو انه لم يدرك ما حدث بعد الأختبار الأول او الثاني، كان لابد أن يدرك الموقف في المرة الرابعة.. ونحن من حقنا أن نظن بان شمشون كان غبياً، ولكن يا ترى كم من المرات نسمح لأنفسنا أن نُخدَع بالتملق، ونستسلم للتجربة والمعتقدات الخاطئة؟ ويمكننا من أن نتجاوز الوقوع فريسة للخداع، بأن نطلب من الله أن بعيننا على التمييز بين الحق والخداع.
- إن وجود الله لايطغي على إرادة الانسان: لقد أصبح شمشون المقاتل الجبار، اسيراً فبدلاً من أن يقتله الفلسطينيون، فضلّوا إذلاله فقلعو عينيه وجعلوه يطحن الحبوب، وربما حينها أصبح لدى شمشون متسع من الوقت ليفكر ما إذا كانت مفاتن دليلة تستحق أن يقضي بقية حياته ذليلاً؟ ومع أن الله لم يتركه إلا أنه سمح لأن يكون له قراره ، وجاءت عواقب هذا القرار أمراً طبيعياً، وقد نختار الإلتصاق بالله أو السير في طريقنا، ولكن هناك عواقب تنتج عن أختيارنا. فلم يختر شمشون أن يكون أسيراً، لكنه أختار أن يكون مع دليلة، ولم يكن في استطاعته الهروب من عواقب قراره.
- يستطيع الله أن يستخدم رجال الإيمان بالرغم من أخطائهم: رغم ماضي شمشون، إستمع له الله واستجاب صلاته، فدمر المعبد الوثني والعابدين فيه، فالله ما زال يحبه، وكان على استعداد للإستماع الى صلاة شمشون بالاعتراف والتوبة، وأن يستخدمه هذه المرة الأخيرة. وإحدى نتائج الخطية في حياتنا، هي أنها تحرمنا من الاستمتاع بالصلاة، ولكن علينا أن ندرك بان السلوك الأدبي الكامل ليس شرطا للصلاة. فلا تجعل الشعور بالذنب لأجل الخطية، يحرمك من الوسيلة الوحيدة لرد نفسك. فمهما كانت مدة ابتعادك عن الله، فهو مستعد أن يستمع لك ويردك الى العلاقة الصحيحة معه. فكل موقف في الحياة يمكن أن يُغتفَر، إذا كنت مستعدا للرجوع الى الله مرة أخرى. واذا كان الله قد إستطاع أن يعمل في موقف شمشون، فهو بكل تأكيد يستطيع أن يعمل شيئاً هاماً في موقفك.