المعاني الروحية لقصة الابن الضال
المعاني الروحية : –
و دون ذكر تشبيهات كثيرة فلن أشبِّه الانسان الذي له ابنان بالآب السماوي و لا الابن الأصغر بالأمم و لا الابن الأكبر باليهود لذلك أذكر بعض المعاني الواقعية كما يلي : –
١ – ارتداد المؤمن عن حياة القداسة و الذهاب إلى كورة بعيدة ليبذر امتيازاته بعيش مسرف و يعيش مع الزواني و يرعى الخنازير أي يعيش حياة الخطيئة الرديئة و يكون حتى أشرَّ من غير المؤمن فحياته المرتدة عن القداسة هذه ليست عائقًا يمنع عودته للرب عندما يتوب و يعترف بخطاياه و يعترف بعدم استحقاقه حتي لأن يكون إبنا و لن يقلل ذلك من فرحة الأب بعودته و قبوله له كابن كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجد.
٢ – المؤمن العائد من الارتداد ليس له نصيب في الامتيازات التي حصل عليها إخوته الثابتين بل عليه أن يبدأ من الصفر فقد ضاعت منه كل اختباراته و امتيازاته السابقة للارتداد وعليه أن يذهب للعمل في الحقل مع إخوته ليكسب امتيازات و اختبارات جديدة فالابن الضال عاد بلا شيء و يجب أن يبدأ من لا شيء.
٣ – الأب دائما أكثر حنانًا على ابنه أكثر بكثير من حنان الأخ على أخيه و لكن الأب في عدالته يعطي كل ذي حق حقه فالأصغر يستحق فرحة الاستقبال و لكن لا يستحق أي شيء من المال والابن الأكبر و إن كان أساء في الاستقبال لكنه له كل المال.
٤ – الابن الذي يترك البيت يفقد عظمته بينما الابن الذي يبقى في البيت و يعمل باجتهاد في الحقل يكرم أباه و يزداد في العظمة حتي يقول له أبوه كل ما لي هو لك لكن يجب أن نمكن المحبه للابن الأصغر العائد إلينا كسيرًا مفلسًا محتاجًا جائعًا لنساعده على ان يبدأ حياته بيننا ليعمل كأنَّه أجير حتى يفضل عنه الخبز و لا يعود يحتاج بل يعوض بعمله باجتهاد و بوقت إضافي الخسائر التي فقدها بتبذير معيشة أبيه في الاسراف و بين الزواني و حينئذ يستطيع أن يرفع رأسه من جديد كابن مطيع حريص ناسيًا حياة الزنا و التبذير و الإسراف.