الابن الأصغر يرجع إلى نفسه
فقد قارن حاله الذي يهلك من الجوع بحال الأجراء عند أبيه الذين يشبعون و يفيض عنهم الخبز كما هو مكتوب « فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! »( لوقا ١٥ : ١٧ ).
الابن الأصغر يعترف بالخطأ و يقرر العودة : فقد اعترف و قرر و نفذ بأن يقوم و يذهب إلى أبيه و يعترف بخطيئته إلى السماء و قدام أبيه كما هو مكتوب « أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ »( لوقا ١٥ : ١٨ ).
الابن الأصغر يقرر عدم استحقاقه للبنوة: فقد وافق أن يعمل أجيرا في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه لأنه ليس له الحق في ذرة من تراب أموال أخيه الأكبر كما هو مكتوب « وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ »( لوقا ١٥ : ١٩ ) و في الحقيقة يكون أجيرًا عند أخيه الأكبر الذي يملك كل شيء.
الابن الأصغر يجيء إلى أبيه و يعترف له بخطيئته و عدم استحقاقه لأن يكون له ابنًا كما هو مكتوب « فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيداً رَآهُ أَبُوهُ فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الاِبْنُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً »( لوقا ١٥ : ٢٠ ، ٢١ ).