|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
✝القمص بيشوي كامل نموذج لقدّيس معاصر (1)✝ 1 / 10 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 ✝مقدّمة: + القمص بيشوي كامل إسحق كاهن كنيسة مارجرجس اسبورتنج، عاش حوالي 47 عامًا، وفي خلال هذه الأعوام القليلة أرسى مدرسةً للخدمة والحياة المسيحيّة الحَقَّة، سَطَرَها بحياته قبل أقواله. + كان شخصيّة ديناميكيّة لا تعرِف الراحة أبدًا، استخدمَتها يدُ الله للعمل، كما فَعَلَتْ مع بولس الرسول. لم يُرَ إلاّ مُسرِعَ الخُطَى.. كأنّما أراد أن يَحشِد أعوامه القصيرة بأعمالٍ صالحة غزيرة، سَبَقَ الله فأعدّها له (أف2: 10). + كان إنسانَ خُلوةٍ، يَهرَب الي أماكن هادئة، في خلوة مع المسيح.. تجده في أيّ مكانٍ هادئٍ، جالِسًا مع إنجيله، حتّى أنّه كثيرًا ما كان يختار المدافن ليقضي فيها خلوته.. فنما إنسانُهُ الداخلي جِدًّا، وأحبّ عِشرة المسيح، وظهرَ هذا في الأقوال التي تفيض بالحبّ لكلّ انسان، وأعماله التي تشهَد لله باستمرار.. + أحبّ الصليب جِدًّا، كعلامةٍ لعهدٍ ثابت من الله مع النفس، عهد بالدم.. فانسكَبَ على ذبيحة القُدّاس، وصار هو حجر الأساس لحياته وصلواته.. وكأنّ المذبح هو محطّة الوقود الروحي، التي يتزوّد من خلالها بالقوّة باستمرار. + كان يقف أمام المذبح في القدّاس كنارٍ ملتهبة. وكأنّه قد اشتعل بنار الذبيحة الإلهيّة المذبوحة عن حياة العالم.. وكانت خبرته الغنيّة مع القداس الإلهي وقودًا روحيًّا لا ينضُب، يُشعِل قلبه الوديع بالمحبّة والقداسة والفرح.. وكان يقول: "تكمُن فائدة حضورنا للقدّاس عندما نكتشف سرّ الحُبّ في الذبيحة، وأنّها تَجَسُّد للحُبّ الإلهي، فينفطر قلبنا حُبًّا في ذلك الحُبّ الذي حضرنا لنراه مذبوحًا حُبًّا لأجلنا على المذبح، فتنسحق نفوسنا وقلوبنا أمام هذا السرّ الإلهي." + أحبّ أبوّة الله، وصارَتْ عِظاته مُحاوَلة لتعريف الناس بهذه الأبوّة، حتى يُدرِكوها ويعيشوها، بل قد انطبَعَتْ هذه الأبوّة في حياته، فصار أبًا لأولاد كثيرين، منهم العديد الذي لم يكن يعرف عن المسيح شيئًا. + تَجَلَّتْ في "أبونا بيشوي" ملامح إنسانيّة جَذّابة جِدًّا لأيّ إنسان، بغَضّ النظر عن ديانتِهِ أو ثقافته أو سِنّه أو مركزه؛ فكان متواضِعًا بَاشًّا ودودًا وديعًا لطيفًا رقيقًا، لا يذمّ أحدًا.. باذِلاً مُشَجِّعًا للكلّ.. شجاعًا جَسورًا.. يُدرِك جيّدًا فَرَادَة وامتياز وقيمة كلّ إنسان، مَهما كان خاطئًا. وكان يَشِعّ فَرَحًا ورجاءً لكلّ إنسان، كَمَنْ غَلَبَ الموت فِعلاً.. فتَجَلَّتْ فيه صورة المسيح الفادي محبّ البشر.. إنّ اجتماع هذه الصفات في شخص أبينا بيشوي، باطنيًّا قبل أن يكون خارجيًّا، وفي تلقائيّة عجيبة، جَعَلَ مِنه أيقونة إنسانيّة نادِرة، شديدة الجاذبيّة. + زَرَعَ الحبّ الحقيقي الباذل في كلّ مَن حولَه، حتى تَعَلَّم كلّ مَن خالطوه المحبّة التي بدون أيّ غرض، المحبّة الإلهيّة الحيّة الثابتة. + ما أن تقترب منه، بسماع كلمة له، أو قراءة أحد كتبه، حتي تكتسِب قوّة.. فهو بالروح يكشِف لك عن إمكاناتك في المسيح، وفي نفس الوقت يكشف لك عن حقيقة العالم المغلوب من الله، فآية "ثِقوا أنا قد غلبت العالم" (يو16: 33) هي حَجَر أساسٍ في فِكرِهِ.. لا تجده يجادِل في ما يعتقده البعض تحدياتٍ للعصر، بل في إيمانه أنّ الاتحاد بالمسيح هو غلبةً للعالم، فالعالم مغلوب سابقًا من المسيح.. وعلى العالم أن يتحدّى قوّتنا في المسيح وليس العكس.. ولهذا فإنّ كنيستنا قويّة بالمسيح، ونحن أعضاء أقوياء فيها بقوّة يسوع. + كَشَفَ وركّز على قوّة الطهارة، وحبّب أولاده في حياة الصلاة، فاحبّوا عِشرة القدّيسين.. نَبَشَ في كنوز آباء الكنيسة وقدّيسيها، فأخرَجَ جُدُدًا وعُتقاء. + استطاع بنعمة المسيح تقديم صورة "الكاهن الخادم" بدلاً من صورة "الكاهن الموظَّف"، مُرَدِّدًا دائمًا أنّ المخدومين هم "أولاد الملك"، وهو خَدَّام أولاد الملك.. وأنّ كلّ نفس هي "عروس المسيح"، المطلوب إعدادها لتليق بعُرسِهِ. + كرّر كثيرًا أنّ المسيحيِّة هي حياة المسيح في البشر.. وأنّها ليست مجرّد ديانة، بل علاقة حيّة مع المسيح.. وعملنا هو تنمية الشركة مع الله والثبات فيه. + مَن تعامَل معه، عرف أنّ أقواله تطابقَتْ مع حياته، فأحبّه شعبه جِدًّا، بل أحبّوا المسيح الذي رأوه فيه..! + أخيرًا، سافر إلى السماء، تارِكًا لنا كنوزًا من العظات والكتابات التي تفيض بالروح والحياة.. هي بالحقيقة ثروة لكلّ الأجيال.. 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 ✝حياته في سطور: + ولد باسم سامي كامل إسحق، في قرية مجاورة لدمنهور في 6 ديسمبر سنة 1931م. + حصل على بكالوريوس العلوم من جامعة الإسكندرية سنة 1951م، وعُيِّن مُدَرِّسًا بالمدارس الثانوية بالإسكندرية. + حصل على دبلوم في التربية وعلم النفس سنة 1952م وكان ترتيبه الأول. + في سنة 1954 حصل على ليسانس آداب، وفي نفس الوقت التحق بالإكليركية بالإسكندرية. وكان الأول على دفعته. + خدم بكنيسة العذراء بمحرّم بك، ثم اُختير أمينًا عامًا للخدمة بالإسكندرية سنة 1956م. في سنة 1957 عُين مُعيداً بمعهد التربية العالي بالإسكندرية. + اختاره الربّ ليكون كاهنًا على مذبح كنيسة مارجرجس باسبورتنج في يوم 2 ديسمبر 1959. + مَثّل الكنيسة القبطية في مؤتمرين في جنيف سنة 1960، 1965م. + خدم في الإسكندريّة بقلب غيور، وأسّس عدّة كنائس في مناطق عديدة لم يكُن بها كنائس، وامتدّت خدمته واهتمامه بالشباب والتعليم إلى كافّة ربوع القطر المصري. + اهتمّ بتلمذة ورسامة آباء كهنة معه في كنيسته، وقدّم أيضًا من أبنائه الروحيّين للرسامة الكهنوتيّة في كنائس كثيرة. + في 5 نوفمبر سنة 1969 قُبَيل سفره إلى أمريكا رُقي إلى درجة القمّصية. + بدأ الخدمة في غرب القارّة الأمريكيّة، بتكليف من قداسة البابا كيرلّس السادس، وأسّس كنيسة مارمرقس بلوس أنجيلوس في مايو 1970م. + خدم أيضا فى نيوجيرسى بتكليف من غبطة البابا شنوده الثالث، في عام 1974م، وساهم فى شراء كنيسة مارجرجس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين هناك. + اختارته السماء، بعد أن خدم جيله بأمانة، لينتقل إلى الأخدار السمائيّة، بعد رحلة حياة قصيرة، غنيّة بالأعمال الصالحة، في 12 برمهات سنة 1695 ش الموافق 21 مارس سنة 1979 م. [عن كتاب "القمّص بيشوي كامل حامل الصليب" للقمّص جرجس سامي - 🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿 |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
✝القمص بيشوي كامل نموذج لقدّيس معاصر(2) |
نشأة القمص بيشوي كامل |
أحد الشعانين - القمص بيشوي كامل |
عظة رأس السنة - القمص بيشوى كامل |
كتب القمص بيشوى كامل |