القمص بيشوي كامل وبناء كنيسة السيدة العذراء
بناء كنيسة السيدة العذراءوفي تلك السنة عينها قدَّم الفادي الحبيب برهانًا جديدًا على مدى فاعلية وعده القائل: "ها أنا معكم إلى انقضاء الدهر". ويتلخص البرهان فيما يلي: كان هناك قطعة فسيحة من الأرض تقع قرب خط الترام عند محطة كليوباترا الحمامات. فرأى أبونا أن يبني عليها كنيسة وقد تم بالفعل بناؤها مؤقتًا لحين استصدار قرار جمهوري وهذا أيضًا قد حصل عليه بعمل ربنا العجيب وهكذا كلل الرب هذا العمل المقدس بالنجاح خصوصًا أن وافق أول قداس في هذا المكان الطاهر يوم الجمعة ٢١ طوبة أي ٨ فبراير سنة ١٩٧٦ وهو يوم تذكار السيدة العذراء ولكن القطعة كانت ملاصقة لمبنى الاتحاد الاشتراكي الوطني. فاستثار عدو الخير المقيمين في المنطقة ضد أبينا بيشوي مما جعلهم يشتكونه للشرطة. على أن رجل الله لم يتراجع بل حدّد يومًا لبناء السور. وقضى الليلة السابقة لهذا اليوم في الصلاة حتى مطلع الفجر. وما أن بزغ أول شعاع للشمس حتى فتح نافذته ويا للعجب فقد دخلت إلى الحجرة عصفورة جميلة غريبة الشكل وأخذت تنط في الحجرة وتغرِّد وترفرف بجناحيها، بل إنها وقفت على كتف أبينا في ثقة واطمئنان. وراقبها فرحًا مستبشرًا وللوقت ارتدى ملابسه وخرج إلى الأرض المرغوب في إقامة الكنيسة عليها. وعندما همَّ البنَّاء لكي يبني استوقفه رجل الشرطة. وهناك خلع أبونا لباسه الخارجي الكهنوتي ولفّ أكمامه إلى ما فوق الكوع وبدأ يبني بيديه. وسرى حماسه إلى كل الذين رافقوه فاشتركوا معه في العمل. ولقد بلغ اشتغالهم مبلغًا مكّنهم من أن يبنوا ست عشرة ألف طوبة في ذلك اليوم وكانوا على يقين من أنهم لا يبنون وحدهم بل لقد اشتركت في العمل معهم أيدي ملائكية. وهنا ترنّ في آذاننا كلمة قالها مصرولوجي أمريكي اسمه هنري جيمز برستد وهي: "إن ما يبدو أسطوريًا في البلاد الأخرى هو طبيعي في مصر"