منتدى الفرح المسيحى  


merry christmas

ربنا باعتلك رسالة ليك أنت

الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025

يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه


 رسائل الفرح المسيحى اليومية على قناة الواتساب | إضغط هنا 
Love_Letter_Send.gif

العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2021, 04:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,280,347

قيافا وأنانيته




قيافا وأنانيته


في اختبارات واتشمان ني المسيحي الصيني العظيم يقول : في عام 1929 عدت من شنغهاي إلى فوتشاو مسقط رأسي، ويومًا ما كنت أسير في الطريق متوكئاً على عصاي، وقد استولى على الهزال والضعف الشديدين، وفي تلك اللحظة التقيت بأحد أساتذتي القدامى في الكلية، فأخذني لنجلس في محل نشرب فيه الشاي، ونظر إلي من هامتي إلى قدمي، ومن قدمي إلى هامتي، وقال : كنا نعلق عليك آمالاً كبارًا في الكلية، فهل انتهيت إلى هذه الصورة، واعترفت أنني أحسست في تلك اللحظة بحاجتي إلى البكاء لسوء حالتي الصحية، وها هو أستاذي القديم في القانون يسألني : «هل ترضى بحالك هذه، بلا نجاح أو تقدم أو الحصول على شيء!!...» لكن شيئًا عجيبًا استولى على، وفاض في إحساس الإنسان المكرس لله، وصرخت دون تحفظ : «ربي أشكرك، إذ أن هذا اعظم شيء في الوجود، وما سلكته كان الطريق الصحيح»، كان شعار وتشمان ني أمام المسيح : «لا أنا ... بل المسيح» وكان شعار قيافا على العكس تمامًا : أنا... لا المسيح، وقد نطق بهذا الشعار في قوله: «خير لنا أن يموت إنسان واحد» (يو 11 : 50).. وإذا كان المعمدان قد فقد الذات أمام المسيح في القول : «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقض» (يو 3 : 30) وإذا كان بولس وهو يتحدث إلى الغلاطيين أجمل قصته في العبارة، «فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ» (غل 2 : 20) ... فإن قيافا، وقد استيقظت فيه أنانيته الكاملة ذهب إلى الاتجاه الآخر، فإذا كان الأمر يتطلب : هو أو المسيح، فإن مهمته الصحيحة التي لا يمكن أن يهدأ قبل الوصول إليها هي أن يزيل المسيح من طريقه مهما كان الثمن، ومن هنا نتبين مبلغ أنانية الرجل. وماذا تفعل الأنانية في حياته، إنها تكسبه قسوة ما بعدها قسوة، وهو لا يبالي بموت المسيح أو تهتز له عضلة ألمًا أو شفقة، بل إنه لا يبالي أيضًا بمصير يهوذا، الذي إذ جاء نادمًا على فعله، لاقاه بابتسامه السخرية، والقول : «أنت أبصر» ولا حاجة إلى القول إن مثل هذا الإنسان لابد أن يكون وصوليًا لا مبدأ له أو أخلاق على وجه الإطلاق، فهو من أصحاب الرأى : إن الغاية تبرر الوسيلة، كان ميكافيليًا قبل أن يولد ميكافيلي بعشرات القرون، ولعله هنأ نفسه على الطريقة التي حاكم بها يسوع المسيح وجر السنهدريم معه إلى هذا الحكم، الذي أصدره من قبل : «فقال لهم واحد منهم وهو وقيافا كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة أنتم لستم تعرفون شيئًا. ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها» (يو 11 : 49 و50) وعندما تم الاتفاق مع يهوذا، وقبض على المسيح ليلاً، دعا السنهدريم على عجل، وكان السنهدريم يتكون من واحد وسبعين عضوًا برئاسة رئيس الكهنة، وكانت اللائحة القانونية تحدد إجراءات المحاكمات، وكان يشترط بموجبها أن تنظر جميع التهم نهارًا، ويجب إنهاؤها خلال النهار، ولا يجوز أن تتم المحاكمة ليلاً، ولا يجوز أن تتم محاكمة خلال أيام عيد الفصح، فإذا كان الحكم بالبراءة فإنه يجوز إصداره في ذات اليوم الذي تنظر فيه القضية، أما إذا كان بالإدانة فيجب أن تنقضي ليلة كاملة قبل إعلان الحكم حتى تكون هناك فرصة كافية لمشاعر الرحمة!! ولا يجوز أن ينعقد السنهدريم إلا في مكانه الرسمي، في إحدى قاعات الهيكل، وينبغي أن تكون الشهادة ثابتة من شاهدين على الأقل، يفحصان على إنفراد دون أن تكون لأحدهما فرصة الاتصال بالآخر، فإذا كانت الشهادة متعلقة بجناية من الجنايات، فقد كان لابد أن يقال للشاهد : «لا تنسى أن هناك فارقًا بين الشهادة في الأمور المدنية، والشهادة في الجنايات التي يعاقب عليها القانون بالموت، ففي قضايا المال إذا كانت الشهادة خاطئة، أمكن تعويض الخطأ بالمال، أما في هذه المحاكمة لأجل الحياة أو الموت، فإنك إن أخطأت في شهادتك، فانك ستحمل وزر المتهم ودمه ودم نسله عليك إلى الدهر».

كانت لقيافا القدرة العجيبة على أن يفعل كل شيء مخالفًا للقانون، فإذا كان الأمر يحتاج إلى استخدام المال، فمن الممكن شراء تلميذ المسيح، وإذا كانت هناك حاجة إلى شهود، فلا مانع من جلب الشهود بأي ثمن يمكن أن يشتروا به، وليس من الضروري توجيه التنبيه عليهم بخطورة الشهادة التي سيقدمون عليها، فإذا لم تفلح هذه الشهادة، فلا مانع من الاستغناء عنها، والاتجاه مباشرة إلى المتهم، ومحاولة الحصول منه على ما يدينه، مع أن من حقه الامتناع عن الجواب فيما يمكن أن يؤخذ دليلاً عليه!! وهو يستطيع أن يصل بالتمثيلية إلى آخر مداها، عندما يمزق ثيابه إزاء استجوابه ليسوع المسيح، وما حاجته بعد إلى شهود، وقد أقر معترفًا بما استحلفه به!!

والسؤال الذي ينهض أمامنا لماذا أجاب المسيح على سؤال الرجل، وهو يعلم أنه يقصد به إيقاعه، لقد وقف المسيح هنا موقفًا غير عادي، أمام سؤال مرتبط بقسم، وهكذا وقف المسيح أمام الحقيقة المجردة التي جاء من أجلها إلى هذه الأرض، والتي سار في طريقه وهو يعلم أن الصليب أمر لابد منه، لا يحكم قيافا، بل بحكم الله لفداء الجنس البشري، وهو لابد أن يعترف بهذا الحقيقة، ولو في لحظة الموت، ليعلم أتباعه أنه توجد حقائق عليا في الحياة لا يحمل التهاون أو التهادن في الاعتراف بها، مع اليقين بالموت المؤكد تجاهها، لقد تفادى المسيح أسئلة كثيرة بالحكمة، وهو يعلم قصد قاتليها، وخداع ألفاظهم المعسولة، لكن الموقف هنا مختلف، والأمر هنا إما أن يكون هو المسيح أو ليس المسيح، وهو لا يستطيع أن يقول : «لا» فينكر شخصيته، ولا يقبل أن ينال نجاته على أساس هذا الإنكار، وهو لابد أن يقول : «نعم» مهما كانت النتيجة حتى ولو قادته هذه النتيجة إلى الموت، لو أنه كان مسيحًا مدعياً أو مزيفًا، لداور في الحقيقة، وحاور في الجواب! أما هو فحاشاه - هو الصادق الأمين أن يفعل ذلك،... كلا لقد أجاب المسيح وأضاف إلى الإجابة. مما يؤكد أنه يرى في الصليب سلمًا إلى المجد العظيم إذ أشار إلى نبوة دانيال : «كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتي وجاء إلى قديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطانًا ومجدًا وملكوتًا لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض» (دا 7 : 13 و 14) ومن العجيب أن يرى السيد ذات المحاكمة والصليب مرتبطين بمجده الأبدي العظيم، فإذا عجزت كل هذه الاتهامات والمحاكمات عن أن تنفذ حكم الموت في المسيح، إذ أنها في جوهرها اتهامات دينية لاتسمح بالقضاء عليه، وإذا كان الأمر يحتاج إلى تهمة سياسة ملفقة، فلتلفق له هذه التهمة، وليرغم بيلاطس على قبولها، وهي تهمة التمرد على قيصر، فإذا تراخى بيلاطس على الأخذ بها، فهو لا يصلح أن يكون واليًا وهو يهمل في حق مولاه والثورة على عرشه ومركزه، وهنا يصبح قيافا إمامًا من أثمة المنافقين في كل التاريخ، وماكرًا من أبرز الماكرين وأكثرهم خبثًا ودهاء!.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يُجسِّم لنا ”عجْلون“ الجسد في رغباته وأنانيته
هل قيافا نبي ؟ يوحنا 11 : 49-52
قيافا
قيافا
قيافا


الساعة الآن 08:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024