منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2012, 10:15 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

من أوائل الدروس التي تعلّمتها منذ بدأنا الخدمة، كانت كيف أكون وديع، كما كان السيد المسيح وديعاً ومتواضعاً لا يصيح ولا يسمع أحدٌ في الشوارع صوته.
كنت ذات طبيعة جادة منذ صغري؛ مما كان يسبّب صدامات كثيرة بيني وبين ذوات الطابع الهادئ، وهو ما كنت أراه أنا طابعاً ( بارداً). لذا كثيراً ما فزعت من زوجتى حينما كنت أجدها تفكر فترات طويلة قبل اتخاذها أي قرار، واعتبرت أن كثرة التفكير في الأمر هو تردد. . .
ولكن الله الحاني معزي القلوب وفاحص الكُلى . . علّمني في هدوء أن الجدية لا تعني أن أكون حاد في تعاملي مع الآخرين، ولكن الجدية هي فقط أن أقوم وأسير بخطى جادة في حياتي.
وكان الله يُغيّر الكثير من خلال أحداث حياتي اليومية، وكان يتعامل معي كأب يعلّم ابنه الخطى. . . في حنانٍ بالغ.
لهذا في تلك الفترة، تعرّفت إلى خادم يمكنك أن تطلق عليه لقب الوداعة المجسّمة.
كان وجه مريحاً جداً لا تفارقه البسمة الحانية أبداً، معبّراً دائماً عن الحب الذي يملأ قلبه للجميع. يعامل الكل برقة فائقة. صوته رقيق منخفض النبرات. . . وهناك الكثير والكثير مما كان يتصف به من محاسن الخلق ورقة الطبع.
وما حدث، هو أنني رُشحت للعمل مع هذا الخادم في مجال خدمة الطفل. فما كان منه إلاّ التعامل معي - وكأنى أنا الذى أكبرة كثيراً فى السن - وكأنى أمين خدمته أو رئيسه . . رغم أن الخدمة ليس فيها رئيس ولا مرؤوس بل الكل سواسية في المسيح. .
ومن هنا بدأت أنظر إليه كمعلم لي في التواضع، وأقول لكم إن كلمات الإنجيل هي خير نبراس في هذا المجال. فمثلاً حينما قال الكتاب الجواب اللين يصرف الغضب بدأت أطبق هذه القاعدة في حياتي. وكلما ابتدأ أحد الأشخاص بالانفعال نتيجة لتأخر أتوبيس مدارس الأحد، في التقاط أطفاله في الميعاد المحدّد لهم مثلاً، أجد أنني حينما أعامله بالهدوء والرقة تبدأ ثورة الانفعال القاسية في الخمود تدريجياً. ثم أشركه معي في حل المشكلة، فينقلب الحال من حوار هجومي صارخ، إلى مشاركة عاقلة هادئة، ربما يُسهم الشخص الآخر أكثر مني في الحل.
حتى إنني أتذكّر أنه في إحدى المرات، وقع طفلٌ في الحوش وكسرت يده فما كان مني إلاّ أن أخذته إلى المستشفى، وقام الطبيب بعمل جبس له، ثم أخذته إلى منزله بنفسي. وحينما دخلت المنزل فوجئت بوابل من الكلمات القاسية: هذا إهمال . . . كيف يحدث هذا. . . وهكذا.
وحينما حاولت الكلام لم أجد الفرصة للرد. . فتذكرت وقلت ماذا كان سيفعل الخادم ( . . .) في هذا الموقف! وفي الحال ومض في عقلي صورته . . فركعت بقلبي في صلاة حارة أطلب مشورة إلهي . . ماذا أفعل؟
لأن أم الطفل أخذت تهددني بأنه حينما يحضر الأب، فسوف يذهب بي إلى قسم البوليس ويتهمني أنا والكنيسة بالإهمال، وأنهم لن يذهبوا إلى الكنيسة قط فيما بعد. . .
والحقيقة لو أنني تركت نفسي لطباعي الحامية، لكنت أسمعتها كلاماً قاسياً يسكتها في الحال، وكنت قديراً على ذلك! ولكنني كما قلت حينما تذكرت ماذا كان سيفعل الخادم .... في هذه الحالة، سوى الصلاة، تركت قلبي يتجه إلى الصلاة ولم أتكلم.
والعجيب أنه حينما دخل الأب وهو تاجر الفاكهة المعروف بطباعه الحادة ثار ثورة عارمة، ثم نظر إلىّ في غضب وأعتقد أن الصلاة المشتعلة في قلبي أضفت على وجهي وداعة امتصّت كل سهام الغضب المتقدة، فكانت كالمياه التي أطفأت الجمرات الملتهبة. . . قال الأب: . . . أنا عارف ابني . . .شقي جداً جداً، وهذه ليست المرة الأولى التي تكسر فيها يده. والحقيقة أنا النهاردة سمعت عظة جميلة من القس (...) كانت في جهاز المسجل في المحل، لا أعرف مَن بالضبط الذي وضعها في الجهاز، كان عنوانها : الخير نقبل من عند الرب والشر لا نقبل. الظاهر ربنا كان عاوز يقول لي حاجة لأن كلمات العظة مازالت ترن في أذني كل شوية. فقلت هو احنا طول عمرنا نسمع كلام، وعند التنفيذ نتراجع عنه. ولما دخلت البيت وعرفت اللي حصل قلت يبقي هو ده التنفيذ العملي. .
في هذه اللحظات رفعت عيني إلى السماء، فوجدت صورة السيد المسيح وهو فاتح أحضانه أمامي على الحائط المقابل لي وتذكّرت قول الرب أنه في كل ضيقاتهم تضايق وأرسل ملاك حضرته ليخلصهم. . .
وتصوروا أنه منذ هذه الحادثة والأب والأم صارا من الأعضاء الأكثر نشاطاً في الخدمة وأصبح بيتهما مصدراً للحب والمساعدة لكثيرين.
وتعجبت أنه لولا الهدوء والوداعة التي اتبعتها في معالجة القضية، لصارت معركة كبيرة لا أدري ماذا كانت ستصير نتائجها.
وهكذا أخذت أدرب نفسي على احتمال الآخرين بدون غضب، وبدأت أقرأ في كافة المصادر عن الوداعة، والابتسام، وسحر التعامل الرقيق. وشكرت ربي أن وضع في طريقي الخادم (. . .) الذى كان هو السبب في لفت نظري إلى أهمية الوداعة، والوجه الوديع للخادم الذي يمثل المسيح، فيجب أن يسلك على مثاله .

هذة قصة حقيقية تم تنقيحها لتقديمها بهذا الشكل لكم . مصلياً للرب أن تكون سبب بركة لكثيرين .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا بني مجد نفسك بالوداعة
يا بني مجد نفسك بالوداعة
يا بني اقض أعمالك بالوداعة
يا بني مجد نفسك بالوداعة
يا بني اقض أعمالك بالوداعة


الساعة الآن 07:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024