|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شخصية سفر يهوديت
تحدثنا عن شخصية يهوديت قبلًا كأرملة جميلة تقية، متواضعة، وشجاعة، احتلت مركز قيادة خلال غيرتها المتقدة، وإيمانها الحي وثقتها في عمل الله. هي بطلة السفر ومحوره. كانت أرملة لزوج يُدعى منسي، مات من ضربة شمس أثناء حصاد الشعير (8: 2-3)، وظلت ثلاث سنوات وستة أشهر أرملة إلى حين استخدمها الله في خلاص شعبه (8: 1-4؛ 9: 3)، وقد عاشت حتى بلغت المائة وخمس سنوات (16: 28) في بيت رجلها الأوحد. لم تكن شجاعتها عن تهورٍ، بل تتحرك بحكمة محفوظة بصلواتها وصلوات الآخرين عنها، تحت ظل جناحي الله. كانت تُقيم في غرفة سرية مغلقة عليها مع جواريها في أعلى منزلها (8: 5)، في قرية زوجها الذي كان من الأشراف "بيت فلوي" أو بيت خلوي"، إلا أنها كانت ذات شهرة عظيمة بين جميع الناس لتقواها وعفتها (8: 8؛ 16: 25). كانت تظهر في الأعياد بمجدٍ عظيمٍ (16: 27)، وكانت غنية جدًا، ذات ثروة واسعة وحشمًا كثيرين وأملاك (8: 7). كانت من سبط رأوبين، بنت مراري (8: 1)، وكان كبار شعبها يدعوها "قديسة" (8: 29). "كانت تضع على حقويها مسحًا، وتصوم كل أيام حياتها" (8: 6؛ 9: 1؛ 10: 2) ماعدا في الأعياد. كانت أثناء الضيقة تصوم إلى المساء (12: 9). حافظت على الشريعة فلم تتدنس بطعام قائد أشور الأممي (10: 1). * لديك أرامل مثلكِ يستحققن أن يكُنّ نماذج لكِ؛ يهوديت المشهورة في قصة عِبرية، وحِنة بنت فنوئيل المشهورة في الإنجيل. كلتاهما عاشتا ليلًا ونهارًا في الهيكل وحفظتا كنز طهارتهما بالصلاة والصوم. واحدة رمز للكنيسة التي قطعت رأس الشيطان، والأخرى تقبَّلت على ذراعيها مخلص العالم، وأُعلنت لها الأسرار المقدسة العتيدة. في اختصار أتوسل إليكِ أن تنسبي قصر خطابي ليس لعجز في اللغة، ولا لنقصٍ في المادة دائمًا، وإنما للشعور العميق بالحياء الذي يجعلني أخشى أن أطيل الحديث على أذني إنسانٍ غريب، ويجعلني أفزع من الحكم الخفي على كلماتي من الذين يقرأونها(36). القديس جيروم * إذ عرفت هذا يهوديت (أرملة ذات غنى عظيم، تتَّسم بالجمال، لكنها بالأكثر تتميز بفضيلتها أكثر من جمالها)، هذه التي كانت في المحلة، فقد حسبت أنه في ظروف الضيق التي لشعبها يلزم أن تمارس الجرأة، ولو أدت إلى هلاكها. لقد زيَّنت رأسها وجمَّلت ملامحها، وأخذت جارية واحدة، ودخلت معسكر العدو. للحال اقتادوها إلى أليفانا، وأخبرته بأن شئون وطنها في انهيار، لذلك احتاطت لحياتها بالهروب.توسلت إلى القائد أن يعطيها الحق في الخروج من المعسكر أثناء الليل، لتردد صلواتها. صدر هذا الأمر للحراس وحافظي الأبواب. ثبتت عادة خروجها وعودتها من وإلى المعسكر بممارسة ذلك ثلاثة أيام، وبهذه الطريقة أيضًا أوحت للبرابرة رغبة أليفانا في معاشرة هذه المسبية بسبب جمالها الفائق، بهذا كان لها أثرها على الفارسيين. بهذا ذهبت إلى خيمة القائد بقيادة الخصي باغص، وبدأت وليمة حيث سكر البربري وصار في خبلٍ بشربه الخمر بكثرة. وإذ انسحب الخدام قبل أن يعتدي بعنفٍ على المرأة نام. انتهزت يهوديت الفرصة وقطعت رأس العدو وحملته معها. وإذ حسبوا أنها خارجة كالعادة من المعسكر رجعت إلى شعبها بسلامٍ. وفي اليوم التالي عرضوا رأس أليفانا في أعلى (السور) وهجموا على معسكر العدو. فتجمع الأعداء معًا عند خيمة قائدهم ينتظرون علامة بدء المعركة. وإذ اكتشف جسمه المشوَّه هربوا في ذعرٍ معيبٍ أمام العدو. أما اليهود، فمن جانبهم اقتفوا أثر الهاربين، وقتلوا الآلاف منهم، واستولوا على المعسكر وما فيه من غنائم(37). سالبيتوس سويرس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|