طلب ملاك الرب من هاجر أن ترجع إلى مولاتها ساراى، وكأنها تشير إلى الحكمة الزمنية التي إن تقدست تخدم الإيمان بخضوعها له. إنها تمثل الفلسفات الزمنية إن قبلها المؤمن بروح تقوى وبفكر إيماني، فإنها تصير خادمة له في الرب وليست محطمة لإيمانه بروح الكبرياء والعجرفة...
لعل هاجر أيضًا تشير إلى الإنسان الجسداني، إن احتقر الروح (ساراى) كان محطمًا لنفسه، لكنه إن تقدس في مياه المعمودية، وقبل عمل الروح القدس فيه، وعاد إلى ساراى خاضعًا للروح، يكون خادمًا للرب. في هذا يقول القديس أغسطينوس: ["أرجعي إلى سيدتك" أيتها النفس الجسدانية، كجارية متعجرفة. إن كنت قد احتملتي شيئًا من التعب إنما لأجل التأديب، فلماذا تثورين؟ أرجعي إلى سيدتك وتمتعي بسلام الكنيسة(267)].
طالبها ملاك الرب بالخضوع والطاعة لسيدتها [9] التي يبدو أنها لم تظلمها في طردها بل هاجر كانت عنيفة في ازدرائها بسيدتها. مقابل هذا الخضوع وعدها بكثرة النسل لكنه يكون ابنها وحشيًا لا يتوقف عن مقاومة اخوته، وهم أيضًا يقاومونه.
رأت هاجر "ملاك الرب"، وكما يرى كثير من المفسرين أنها إحدى رؤى ابن الله، وقد وعدته هاجر "أنت إيل رئى" أي "إله رؤية، إله يرى"، بمعنى أنه الرب الذي ظهر لها ورأى مشقتها. وأما البئر التي توقف عندها فدعتها "بئر لحى رئى" وتعني البئر التي رؤى فيها الله الحيّ.