نيويورك تايمز: التطورات في إيران و سيناء تعمق مخاوف إسرائيل من مصر
نشرت صحيفة نيو يورك تايمز خبرا اوردت فيه انه بتوجه الرئيس المصري الاسلامي الجديدة الى ايران هذا الاسبوع و نشر الدبابات العسكرية في شبه جزيرة سيناء – خارج معايير معاهدة السلام مع اسرائيل منذ 33 عام – يزداد قلق المسئولين علي نحو متزايد حول علاقتهم الاقليمية من فترة طويلة. و قال مسؤول كبير في الحكومة الأربعاء ان وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش ارسلوا العديد من الرسائل الي القاهرة في الأيام الأخيرة حول سيناء، ولم تتلق أي رد. ويأتي انقطاع الاتصال، بعد أسبوعين من الهجوم الإرهابي القاتل على طول الحدود بين الدول، جنبا إلى جنب مع إعلان الرئيس محمد مرسي بأنه سوف يتحدى الغرب ويكسر عادة سابقه المصري لحضور اجتماع قمة لدول عدم الانحياز في طهران، و تعقيد الجهود الأمريكية و الإسرائيلية لتعريف إيران على أنها دولة منبوذة بسبب برنامجها النووي.
عندما أطيح بزعيم مصر منذ فترة طويلة، حسني مبارك، في العام الماضي، قلقت إسرائيل من فقدان رجل قوي و موثوق به يمكن الاعتماد عليه و كان قد ساعد على حفظ السلام. نما القلق مع الانتخابات في ربيع هذا العام بانتخاب رئيس من الاخوان المسلمين و الوضع الأمني المتدهور في شبه جزيرة سيناء، التي تمثل جسرا بين البلدين. قد نمت هذه الافكار بين المصريين من مختلف ألوان الطيف السياسي في الأسابيع الأخيرة حيث طالبوا بإعادة النظر في المعاهدة، وعلى وجه الخصوص،. قيودها على وجود مصر العسكري في سيناء.
بينما أعلن السيد مرسي الاربعاء انه سيزور واشنطن الشهر المقبل، شاب إدارة أوباما الغيوم إلى حد ما بالإشارة إلى انه سيذهب أولا إلى إيران، وحتى إسرائيل ناشدت الآخرين على مقاطعة الاجتماع تضامنا مع بواعث قلقها بشأن برنامج ايران النووي المتنازع عليه. في حين تشكل الدبابات في الصحراء تهديدا لإسرائيل، ينظر الي عدم وجود تنسيق حول انتشارها علي انه تقويض محتمل لمعاهدة السلام التي كانت حجر الزاوية لأمن إسرائيل على مدى عقود.
وقال مسؤول كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته حتي لا يغضب المسؤولين المصريين في وقت يشهد توترا, "يجب علينا أن نكون شديدين جدا في الالتزام بروح ونص معاهدة السلام - على خلاف ذلك سنكون على منحدر زلق، ولا أحد يعلم الي أين قد يؤدي هذا ". وقال ياسر علي، المتحدث باسم مرسي ، الاربعاء في مقابلة ان "مصر تحترم معاهداتها" و "تتوافق مع كل ما يتعلق بهذه الالتزامات"، مضيفا أن أي جهد لضبط التفاصيل سيكون "من خلال الوسائل الشرعية و القانونية ".
في حين ان الدافع وراء الثورة التي أدت إلى الإطاحة السيد مبارك كان إلى حد كبير المخاوف الداخلية، طالب المحتجون أيضا بمزيدا من الاستقلالية في سياسة مصر الخارجية، كما انتقدوا بشدة تحالفات مع الولايات المتحدة وإسرائيل. يحرص رئيس مصر الجديد، على توطيد سلطته وتعزيز شرعيته،و يتعرض لضغوط لتلبية تلك المطالب. و تبعث رحلته الي إيران إشارة واضحة من مصر لرسم مسار جديد من خلال ربط أحد اللاعبين في المنطقة الأكثر تأثيرا، على الرغم من أنه لم يعط أي إشارة انه يخطط لاعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة. بغض النظر عن النوايا، هذه الخطوة تعادى لا محالة اسرائيل، التي ترى البرنامج النووي الايراني تهديدا لوجودها وتتعرض لضغوط من واشنطن وأوروبا إلى الامتناع عن أي عمل عسكري حتى تنجح العقوبات الاقتصادية.
ودعا العديد من المصريين أيضا السيد مرسي للمطالبة بالسيادة الكلية في سيناء، التي كانت منزوعة السلاح بموجب شروط معاهدة السلام عام 1979. وشكك البعض في إسرائيل ما إذا كانت الحكومة الجديدة استخدمت هجوم 5 أغسطس - الذي قتل فيه مسلحين ملثمين 16 جنديا مصريا، ثم فجروا سيارة مدرعة محملة بالمتفجرات في اسرائيل - كذريعة لتعديل المعاهدة.
بوابة الفجر الاليكترونية -