ما معنى كلام لامك لامرأتيه؟
يقول " ليوتاكسل".. " لقد كان لامك المزواج، ذا رأس لا ملل فيه، فقد ساق لنا سفر التكوين واحدة من خُطبه، أفضل سماتها أنها قصيرة، ولم يستطع شارحي التوراة أن يفهم شيئًا منها {وقال لامك لامرأتيه عادة وصلة اسمعا قولي يا امرأتي لامك فإني قتلت رجلًا لجرحي وفتى لشدخي. إنه يُنتقم لقايين سبعة أضعاف وأما لامك فسبعين مرة سبع مرات} (تك 4: 23، 24) وبعثت هذه الكلمات الذعر في قلبي المرأتين وأصابهما منها ذهول أنساهما طلب أي تفسير لألغاز الغطرسة هذه"(1).
ج: 1- يقول أبينا المحبوب القمص تادرس يعقوب " خلال هذه الأغنية نشتم روح الافتخار والاعتداد بالذات بالدفاع عن النفس والثقة في قوة الإنسان وعنفه، إذ يرى البعض أن لامك يعلن لامرأتيه أن يستخدم السيف الذي اخترعه ابنه توبال والذي قيل عنه {الضارب كل آلة من نحاس وحديد} (ع 22) يستخدمه في دفاعه عن نفسه، لهذا فيحسب نفسه بريئًا إن قتل إنسانًا مادام ليس بقصد القتل وإنما دفاعًا عن نفسه. إن كان قايين كقاتل لأخيه يُنتقم له سبعة أضعاف فإن لامك كمدافع عن نفسه يُنتقم له سبعة وسبعين.
توجد تفاسير كثيرة لهذه الأغنية فالبعض يرى أن لامك شاخ جدًا وصار ضعيف البصر وإذ كان حفيده يقوده وكان محبًا للصيد أشار له حفيده عن صيد فضرب بالسهم فإذا به يقتل جده قايين عن غير قصد، وإذ صرخ الحفيد معلنًا قتل قايين ضرب لامك الفتى فقتله، لذلك قال " قتلت رجلًا (قايين) لجرحي وفتى لشدخي". وأدرك أنه كقاتل لا بُد أن يُقتل، لكنه إذ قتل بغير عمد ينتقم له الرب سبعة وسبعين"(2).
2- يقول الأرشيدياكون نجيب جرجس " قال لامك هذا الكلام شعرًا، ومن المعروف أن الشعوب التي تعيش في أحضان الطبيعة ينساب الشعر من أبنائها بالسليقة بالنسبة لطبيعة البيئة والأعمال التي يقومون بها، وقد نظموا الشعر، إما لتمجيد الله أو للتغني والتسلية أو في مناسبات أفراحهم وأحزانهم أو لمناغاة الأطفال أو لحداء الأبل ورعي الأغنام أو لغير ذلك.. إن لامك كان يتباهي بقوته ويفتخر بأسلحته التي صنعها له ابنه (توبال) وربما كانت زوجتاه تبديان خوفهما على حياته بسبب مباهاته بقوته، مما جعل لامك يقول لهما هذا لكي يطمئنا عليه، لأنه يتحدى أي إنسان يجرح شعوره أو يخدش كرامته سواء كان رجلًا أو فتى، لأنه بسيفه وسلاحه يستطيع أن يقتل كل من يتعرض له بسوء. ومعنى القول أنه يُنتقم لقايين سبعة أضعاف وأما للامك فسبعة وسبعين، إنه إذا كان الله ينتقم لقاتل قايين سبعة أضعاف، فإنني أنتقم لنفسي بسيفي وسلاحي سبعة وسبعين، وهذا ما يدل على تجبره واعتماده على قوته واعتزازه بذاته