|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مكان سفر يونان وبيئته لا نرى في سفر يونان على تواريخ تساعدنا على معرفة زمن تدوينه، إلا ان اسلوب الكتاب المقدس، ومفرداته هي التي تخولنا أن نحدد البيئة التي نشأ فيها، ففيه نستدل على التعابير المستعملة في اللغة العبرانية الحديثة، والواردة غالباً في نشيد الأناشيد، وفي سفر الجامعة التي تكشف عن تاثير آرامي. كذلك كلمة ( سفينة ) ( يونان 1 : 5 )، وعبارة ( إله السماء ) ( يونان 1 : 9 ) انها مكتوبة في الأسفار اللاحقة للجلاء، ( عزرا، نحميا، دانيال )، والعبارة تعود إلى زمن الواقع بعد العودة ( السبي ) من الجلاء . أما نينوى فلم تعد المدينة المخفية ، كما ورد في نبوءة ناحوم، وغيره من الأنبياء، فلو لم تكن ذكريات العنف التي ترافق تأريخ نينوى قد ابتعدت عن مخيلة المؤلف، لما كان استطاع أن يتحدث بهذه الطريقة، عن توبة أهل نينوى إلى الرب. أخيراً في سفر يونان تخمين لتعاليم الأنبياء من يوئيل وارميا بصورة خاصة. لأن اللاهوتيين حاولوا بعد الجلاء تأوين تعليم الأنبياء السابقين دون ذكر أسمائهم مباشرة. ان مصدر سفر يونان هو أواسط القرن الخامس قبل الميلاد، فهو يصف لجماعة اورشليم في ذلك الزمان. يونان هو صورة عن البيئة التي يريد المؤلف انتقادها بطريقة لبقة . نرى فيه أرادة صاحب السفر، أن يعرض على قرائه تناقضات البيئة انه لا ينتقد قوميتهم الضيقة فحسب، بل ديانتهم الخاطئة أيضاً. أما مأساة يونان فهي : مأساة مؤمن في صراع مع نفسه ومع العالم، ويقول يونان على ظهر السفينة : " انا عبراني واتقي الرب " يشدد على المسافة التي تفصل اليهود عن الوثنيين، وكلماته تحمل إلى ذهننا كلمات القديس بولس الرسول في رسالته الى أهل رومة ( 2 : 17_ 21 ) " وأنت، ما يا من تسمي نفسك يهودياً، وتتكل على الشريعة، وتفتخر بالله، وتعرف مشيئته، وتميز ما هو الأفضل بما تعلمته من الشريعة، وتعتقد أنك قائد للعميان ونور لمن هم في الظلام، ومؤدب للأغبياء ومعلم للبسطاء، لأن لك في الشريعة كمال المعرفة والحقيقة. أنت، يا من يعلم غيره، أما تعلم نفسك؟ تنادي : لا تسرق، وتسرق أنت؟ " يعيش يونان هذا التناقض، فهو بينما يعترف بايمانه ويشهد لربه، فانه يتمرد على الله، ويهرب من وجهه. ان هذه التناقضات في يونان تحمله على تمني الموت والاستسلام له. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما يجب فعله وتجنبه عند تنفيذ الديتوكس |
يونان بلعه الحوت. أكان يشكر على هذا؟ |
يونان نتعلَّم أنه لا يوجد مكان |
أكان يونان يظن أن الله غير موجود |
عقيمك الزائد للطفل وبيئته قد يضره |