داعش يعود بنظام أكثر وحشية بدولة عربية
شن تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من 100 هجوم في شمال شرق سوريا خلال الشهر الماضي وحده، وهو يرهب العديد من البلدات والقرى ليلا.
ويتركز العنف في محافظة دير الزور الصحراوية إلى حد كبير.
وقام الباحث السوري علي (تم حجب اسمه الحقيقي إلى جانب اسم المنظمة غير الحكومية التي يعمل فيها من أجل حمايته) بجمع إحصائيات عن الهجمات، ويقول إن العنف يتخذ أشكالا عديدة.
وأوضح قائلا: "إن ذلك يتمثل في الذبح وقطع الرؤوس والتفجيرات وعمليات انتحارية على متن الدراجات النارية والاغتيالات والخطف، وكل ما نتحدث عنه هو في منطقة صغيرة شرقي مدينة دير الزور".
وفي إحدى تلك الهجمات الأخيرة، قُتل 40 شخصا عندما نصبت خلية نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية كمينا لحافلة.
ويقول علي إن المدنيين هم الأكثر عرضة للخطر بعد غروب الشمس عندما ينتقل مقاتلو التنظيم إلى منطقة تتحول بسرعة إلى فراغ أمني.
وأضاف قائلا: "في الليل يكون الناس في حالة خوف وفي قبضة مقاتلي التنظيم، لقد دأبوا على الذهاب إلى السلطات طلبا للحماية لكن لا أحد يستجيب، ويقولون دائما إنه ليس لدينا ما يكفي من الأسلحة لقتالهم، لذلك يخلون المنطقة فبعد غروب الشمس يغادر جميع الجنود المرتبطين بقوات سوريا الديمقراطية (إس دي إف) البلدة".
أميرة (ليس اسمها الحقيقي) لها أقارب في قوات سوريا الديمقراطية، وهي قوة يقودها الأكراد قادت القتال ضد تنظيم الدولة في المنطقة بدعم من تحالف تقوده الولايات المتحدة مما أدى إلى خروج المسلحين "الجهاديين" من الأراضي التي سيطروا عليها سابقا والتي باتت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وتقول أميرة إن بلدتها الآن مكان مرعب بعد حلول الظلام.
وتضيف قائلة: "إن المنطقة التي أعيش فيها تكون ليلا تحت سيطرة عناصر التنظيم تقريبا، إنهم يتنقلون ويهاجمون المنازل ويهددون الناس، إنه أمر مخيف لأن قوات سوريا الديمقراطية تكاد لا تسيطر على المدينة في الليل، ولكن يحدث أيضا خلال النهار أن لا يمر يوم دون أن يقتل شخص أو اثنان".
قتل دون سابق إنذار
وتقول أميرة إن أي شخص يعتقد أن له صلات بحكومة دمشق أو قوات سوريا الديمقراطية هو الأكثر عرضة للخطر حيث يطلب أعضاء التنظيم من هؤلاء ترك وظائفهم أو مواجهة العواقب، وغالبا ما يُقتل من يعتقد الجهاديون أن لهم صلات بقوات سوريا الديمقراطية دون سابق إنذار.
كما يتم استهداف أصحاب المتاجر ورجال الأعمال الآخرين عادة عن طريق رسائل تهديد أو مكالمات هاتفية حيث يُطلب منهم دفع مبالغ كبيرة تصل أحيانا إلى 5 آلاف دولار، أو مواجهة أفراد عوائلهم للقتل أو الاختطاف.
ويستغل بعض المجرمين المحليين الآن مناخ الخوف السائد بالتظاهر بالانتماء إلى التنظيم والمطالبة بالمال باستخدام تهديدات مماثلة.
وتقول أميرة إنه بسبب فشل قوات الأمن المحلية في وقف ذلك لجأ بعض الناس إلى استدعاء المسلحين "الجهاديين" أنفسهم للمساعدة.
وتضيف قائلة: "في الآونة الأخيرة كان هناك 3 رجال يهددون الناس قائلين إنهم من التنظيم، ولكن بدلا من أن يدفع الناس لهم سألوا مسلحي التنظيم عما إذا كان أولئك الثلاثة بالفعل أعضاء في صفوفهم، فنفى التنظيم وقتلهم".
وكانت "الخلافة" المزعومة للتنظيم قد امتدت، في ذروة نجاحها، عبر مناطق شاسعة من سوريا والعراق، بحجم بريطانيا تقريبا، لكن بعد سلسلة من الهزائم فقد مسلحو التنظيم آخر معاقلهم في مارس من عام 2019.
وقد أعلن دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة آنذاك أن التنظيم "هُزم بنسبة 100 في المئة"، لكن ثبت بالتأكيد أن ذلك بعيدا عن الواقع، ففي العام الماضي زعم تنظيم الدولة الإسلامية أنه نفذ ما يقرب من 600 هجوم في سوريا وأكثر من 1400 هجوم في العراق المجاور.
أرض خصبة
يعتقد خبراء الأمم المتحدة أن هناك حوالي 10 آلاف مقاتل من التنظيم في سوريا والعراق، ويخشى فلاديمير فورونكوف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب أن يمثل التنظيم مرة أخرى تهديدا متزايدا.
"الجهادي جاك": "كنت مستعدا للموت من أجل تنظيم الدولة الإسلامية"
وقال لبي بي سي: "بعد هزيمتهم على الأرض في العراق وسوريا عام 2019 بدأ تنظيم الدولة الإسلامية في إعادة تشكيل هياكله في شبكة سرية".
ويخشى البعض أنه مع انشغال العالم بوباء كوفيد 19 فقد يزداد الوضع سوءا.
ومن بين هؤلاء أميرة التي تصر على أنه ما لم يتم بذل المزيد من الجهد في محاربة ذلك التهديد من مسلحي التنظيم فقد يتبنى عدد متزايد من السكان المحليين الرأي القائل بأنه إذا لم تتمكن من التغلب عليهم انضم إليهم.
وتقول أميرة: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه أعتقد أن الناس سيعودون فعليا إلى دعم التنظيم في المنطقة، لأنه عندما كان التنظيم يسيطر، نعم كان الأمر مخيفا ونعم كانوا يقتلون الناس، ولكن كان هناك نوع من الأمان بالمقارنة بالوضع الحالي".
هذا الخبر منقول من : مصراوى