|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حبقوق موضوع السفر:- هذا السفر عبارة عن "ديالوج" حوار بين النبي حبقوق والله ، وموضوع هذا الحوار يدور حول:- كيف يسمح الله أن يسود الشر وان يسيطر الشرير في أرض الأبرياء. وأيضاً نرى جواب الله حول الإيمان والأمانة. ونرى بداية هذا السفر تكون بصيغة السؤال وهو سؤال حبقوق لله . لا ننسى قبل كل شئ أن حبقوق هذا، هو نبي إستلم دعوته الخاصة من الله. ومن هنا كان باستطاعته التحاور معه وقد قال بعض المفسرين عن هذا الحوار بان حبقوق لم يتذمر على الله بل تذمر إلى الله. فكانت صيغة السؤال بهذه المرحلة هي ليس! لماذا انتصر الشر؟ إنما كان يسأل الله متى سينتهي طغيان هذا الشر؟ وكل سؤاله يمكن تلخيصه في كلمتين "حتى متى؟" . شخصية حبقوق اسم حبقوق في العبرية يعني يعانق أو المعانق "חבק" وهذا المعنى يشير إلى انه كان مثل يعقوب يصارع الله في الصلاة كما نراه في الإصحاح "1:2" على مرصدي اقف، وعلى الحصن انتصب، وأراقب لأرى ماذا يقول لي ، وماذا أجيب عن شكواي." بهذا يعطي حبقوق تشبيه بمكانته وموضعه هذا وكأنه الرقيب الواقف على المرصد الذي يشير انه يقف وينتظر بالصلاة والتأمل ليرى ماذا يقول له الرب. وطبعاً هنا الجواب ليس لحبقوق شخصياً " فردياً " وإنما لأجل نفسه ولأجل الشعب "جماعي" . التفسير الثاني لاسم حبقوق هو اسم لنبات وهو مأخوذ من اللغة الاشورية التي كانت مسيطرة في ذلك الوقت ويظهر هذا التفسير متطابق مع الترجمة السبعينية (LXX) “Ambakoum” أو كما في الفولجيتا “Habacuc” . ولسبب الإصحاح الثالث الذي اعتبره معظم المفسرين على انه مزمور لحبقوق ، وبالأخص العدد التاسع عشر . يذكر فيه لرئيس المغنيين على آلات ذوات الأوتار . بهذا نسبوه إلى سبط لاوي وأيضا بأنه أحد المرنمين في الهيكل . كاتب السفر حبقوق رغم اختلاف الرأي حول أصلية الإصحاح الثالث الذي سوف نتحدث عنه لاحقاً بأنه أضيف فيما بعد إلى هذا السفر ، لكن هذا لا ينفي أن كاتب هذا السفر هو حبقوق نفسه ، والذي يدعم رأينا هذا ما جاء في اللإصحاح الثاني في العدد الثاني "فأجابني الرب وقال: أكتب الرؤيا وانقشها على الألواح." تقسيم السفر حبقوق يقسم السفر إلى ستة أقسام بحسب ترتيب الرؤيا من السؤال الأول إلى الجواب الثاني والصلاة لأجل عظمة الله . 1. (1:1-4) وهنا التساؤل إلى أي حد سيبقى الإثم بدون عقاب. 2. (5:1-11) الحوار عن عمل الله لأنه عمل لا يصدق ، ويشير فيما بعد إلى الكلدانيين في جوابه. 3. (12:1-17) وهنا كيف يسمح الله بوجود هذه الأمة بوحشيتها ووثنيتها. 4. (1:2-5) حبقوق المرتعب يتلقى الجواب ، أما إيمان البار فهو خلاصه. 5. (6:2-20) الويلات الخمس على الأمة الكلدانية. 6. (1:3-19) مزمور مؤلف من صلاة ورؤيا . نرى فيها الله قادماً للدينونة ، وللخلاص ، واعتراف حبقوق المعبر عن عمق الإيمان بالله. الخلفية الأدبية لحبقوق النبي كما ويجمع مفسري السفر إلى وجود ثلاثة أنواع من المادة الأدبية في الإصحاحين الأول والثاني هي:- i. قطعة شعرية بها شكوى حبقوق لله وحيرته (2:1-12أ-13) و (1:2-4) . ii. وصفي . بحيث يصف الأمة الغازية (5:1-11-12ب) (14:1-17) جـ) الحكمة. والتي تظهر عندما يتحدث حبقوق عن الويلات الخمسة التي لعن بها الشرير (5:2-20) تاريخ سفر حبقوق النبي من هذا التقسيم الأدبي أعلاه نرى من خلاله بأنه سفر ذا تاريخ طويل ، يبدأ هذا التاريخ بنبوءة حبقوق عن الكلدانيين كعصا تأديب استخدمها الله للدينونة (فهو يقصد هنا بشر أو بالأعمال الشريرة البعيدة عن الناموس) على الشعب اليهودي لابتعاده عن الله ولعبادة الأصنام . والأداه المعاقبة لهذه الأعمال والأفعال هي سبيهم على يد الكلدانيين بعد هبوط وانكسار المملكة الأشورية. "ملاحظة: ( الكلدانيون هم نفسهم بتفاسير أخرى المملكة البابلية)". وهذا التاريخ الكلداني من سنة 621 ق.م. حتى سنة 600 ق.م. فقد اظهر الكلدانيون استقلالهم من الحكم الأشوري سنة 625 ق.م. وهزموا عاصمة هذه المملكة نينوى بمساعدة من الماديين سنة 612 ق.م. وبخدعة ماكرة هزموا مصر "فرعون" التي كانت تعتبر القوة المنافسة لهم . وهذا ما يتحدث عنه في السفر بالإصحاح (10:1-11)في معركة كركميش سنة 605 ق.م. ومن هنا يزدهرون وكأنهم الأداة التي يستخدمها الله لمعاقبة الشرير (الأشورين) ، ولكن عندما يحتكون مباشرة مع فلسطين تبدأ بالظهور نواياهم الحقيقية بإجرامهم وشرهم وغطرستهم. حبقوق النبي النبي المعاصر اقرب نبي عاصر حبقوق هو النبي ارميا . والذي نرى في كتابته حالة يهوذا الروحية السيئة التي وصلوا إليها على يد يهوياقيم ملك يهوذا . لكنهما اختلفا في جوهر النبوءة ، فقد كانت مشكلة ارميا كيف يعقل أن يهلك الله شعبه؟ أما مشكلة حبقوق هي ، كيف يعقل أن الله يستخدم أمة مثل الكلدانيين الشريرة ، ولهذا نسمع صرخاته عبر كلمات هذا السفر التي بدأ بها نبوءته. "حتى متى يا رب أدعو ، وأنت لا تسمع ، واصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلص".(2:1-4). موضوع سفر حبقوق النبي وهم ثلاثة مواضيع:- i. الشرير من هو ، ومن من يشكو النبي حبقوق؟ (4:1) ii. من هو الذي يستخدمه الله لمعاقبة اليهود؟ (5:1-15) iii. الويلات لمن تكون ؟ (5:2-20) الشرير و حبقوق النبي وهذا البند الذي نتعرف به على الشرير نجد أنفسنا أمام ثلاثة اتجاهات حول تفسير أو حول من هو الشرير هذا؟ القسم الأول – يقصد به ، الشعب اليهودي نفسه وهو هذا الشرير الذي يراه الله بهذه الصورة والذي تعدى ناموس الله . وهو بمثابة ضميرهم الداخلي "للشخص اليهودي الواحد" والذي بدوره الله يعاقبه بالأمة الكلدانية. القسم الثاني – آشور هو الشرير أو العدو الخارجي لشعب الله ، الذي بجبروته عذب الشعب (13:1-17) القسم الثالث – وهنا قسم الشرير إلى مرحلتين الأول هم الشعب اليهودي الذي سيعاقبه الله من اجل خطاياهم ، وأداة هذا العقاب هم الاشوريين الذين سبوا شعب الله ويكون ظالمين لهم بشدة ، فلهذا سيدانون من اجل هذا الظلم ومن اجل عبادة الأصنام ، ويكون هذا العقاب ظهور المملكة البابلية وهذا الأخير يكون ظالم وشرير أيضاً فيعاقبه الله بالويلات الخمس لإثمهم ووثنيتهم وقساوتهم على شعب الله . فلا ننسى العدد الذهبي بهذا السفر في النهاية "البار بإيمانه سيحيى". (4:2ب) i. من هو الذي يستخدمه الله لمعاقبة إسرائيل ؟ بهذه المرحلة أيضاً نرى اختلاف بالرأي حول هذا الذي سوف يستخدمه الله . بحسب سفر حبقوق تكون الإشارة إلى الأمة الكلدانية (6:1).لكن عند إكتشاف مخطوطات قمران في البحر الميت‘ المعاقب الذي تتحدث عنه هذه المخطوطات هو هوكيم أو اليونانيون. والاعتقاد الذي يتمسك به أصحاب هذا التفسير‘إذ يقولون أن كلمة الكلدانيون هي ملحوظة هامشية وَجَدَتْ طريقها مع الوقت إلى النص "مضافة" وإستندوا على ما جاء في (5:2) "وحقا أن الخمر غادرة.الرجل متكبر ولا يهدأ‘ الذي قد وسّع نفسه كالهاوية‘ وهو كالموت فلا يشبع‘ بل يجمع إلى نفسه كل الأمم ويضم إلى نفسه جميع الشعوب." وهذا الوصف ينطبق على الإسكندر الأكبر‘ وإذا استحسنت هذه الفكرة فيكون الشرير هنا هم اليهود ما بعد السبي الذين لم يطيعوا الناموس‘ وجيوش الإسكندر الأكبر هي الأداة التي إستخدمها الله في معاقبتهم‘ وهنا ننقل تاريخ حبقوق إلى سنة 332 ق.م. ت- الويلات الخمسة :- 1. (حب 6:2) الويل للذين يستولون بطمع وشجع على ما كان للآخرين. 2. (حب 9:2) الويل للذين يبررون أفظع الوسائل في سبيل بلوغ أهدافه المتسمة الأنانية 3. (حب 12:2) الويل للذين يكسبون السلطة في القوة‘ وعلى حساب الآخرين. 4. (حب 15:2) الويل لمن يسيء إلى الناس. 5. (حب 19:2) الويل للذين يعبدون الأصنام من صنع أيدي البشر. وهذه الويلات الخمس يمكن لأول وهلة أن تفهم على أنها للمملكة الآشورية وتدينهم بحيث أن الكلدانيون يملكون مكانهم وعليهم. أو أنها للكلدانيين نفسهم الذين بالرغم من أنهم استخدموا كأداة وعصا تأديب من قبل الله لمعاقبة اليهود‘ إلاَّ أنهم مجرمين ولبشاعة قسوتهم تكون هذه الويلات عليهم. مشكلة الإصحاح الثالث:- وهو بحسب ما وصف "صلاة حبقوق" فيقول مفسري هذا السفر أن هذا الإصحاح قد لا يكون جزءاً أصلياً منه ويأتي هذا الرأي من صيغة كتابته‘ فقد اعتبروه مزمور والدلائل التي يعتمدون عليها هي:- 1. وجود كلمة سلاه (3:3-9-18) 2. العدد 19 لرئيس المغني على آلاتي ذوات الوتار (19:3) 3. كلمة شجوية (1:3) نراها في عنوان المزمور السابع "من سفر المزامير" ويظن البعض أن هذه الكلمة تشير إلى لحن أو وزن من الشعر. وفي الترجمة السبعينيةLXX (with song) وبالعبرية تعني وتشير إلى الحزن والألم المشابه تماما لما جاء في المزمور السابع. وبما أن مخطوطات قمران وجد بينها سفر حبقوق وتفسيره ولوحظ أن السفر لا يحتوي على الإصحاح الثالث. لكن هذه الصلاة وجدت كعمل منفرد ومستقل ضُمّ الى البعض الآخر‘ ولكن مضمون هذا المزمور أو الصلاة الرائعة يَتَمَشّى تماماً مع موضوع النبوءة ويرتبط بها. علاقة حبقوق بالعهد الجديد 1- حبقوق وحياة الإيمان جواب الله لحبقوق " والبار بأيمانه يحيا " (4:2). فكلمة الإيمان المشار إليها هنا تعني بالعبرية على أنها (אמונה) وتني الثبات. وهي نفس كلمة آمين (Amen). وهذه العبارة لقوة معناها الروحي يقتبسها كاتب الرسالة إلى العبرانيين لكن بنبرات أقوى واشد " فلا تطرحوا ثقتكم التي لها مجازاة عظيمة‘ لأنكم تحتاجون إلى الصبر حتى إذا صنعتم مشيئة الله تنالون الموعد‘ لأنه بعد قليل سيأتي والآتي لا يبطئ. أما البار فبالإيمان يحيا. " (عب 35:10-39). أيضا حينما ترجم السفر إلى اللغة اليونانية‘ ترجمة كلمة אמונה إلى Pistos أي الإيمان. فيقتبسها الرسول بولس :"لأن فيه معلن بالله بإيمان لإيمان‘ كما هو مكتوب : وأما البار فبالإيمان يحيا." (رو 17:1) وأيضاً في رسالته لأهل غلاطية (11:3) :" ولكن إن ليس بأحد يتبرر بالناموس عند الله "لأن البار بالإيمان يحيا". أيضاً على لسان يسوع نفسه في يوحنا (25:11) متحدثاً إلى مرثا:"من آمن بي ولو مات فسيحيى".... البار بإيمانه سيحيى. 2- لا تخف من الشكوك " الله موجود. 3- الله يعمل بقوة. وهو يحكم العالم ويسيطر على التاريخ (5:1-6) 4-حتى الدينونة هي لمجد الله‘ الذي يقود كل الأمور لمجده (1:2) 5- الله أكبر وأعظم من كل هباته وعطاياه‘ (17:3-18) 6-الرؤيا الحقيقية لا تأتي إلاَّ لمن يقف على المرصد. ( 1:2) 7-الحديث عن الله يجب أن يكون واضح ومعلن وفعّال بنفس الوقت. (2:2) 8- صلاتنا يجب أن تزداد عمقاً بإرتباطنا بكلمة الله. (1:3-19) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|