|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كتاب لاهوت المسيح - البابا شنودة الثالث نزوله من السماء 1 قال السيد المسيح في حديثه مع اليهود: " أنا هو الخبز الذى نزل من السماء" (يو6: 41). وقال إنه بهذا معطى الحياة "لأن خبز الله هو النازل من السماء، الواهب حياة للعالم" (يو6: 33). وكرر عبارة "نزلت من السماء" (يو6: 38). وفسر نزوله من السماء بقوله: 2 " خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم ". " وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). وركز على عبارة خروجه من عند الآب بقوله لتلاميذه " الآب يبكم لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أنى من عند الآب خرجت" (يو16: 27). وكرر هذا المعنى أيضاً في حديثه مع اليهود (يو8: 42). 3 إذن هو ليس من الأرض، بل من السماء، وقد خرج من عند الآب. هذا هو موطنة الأصلي. أما وجوده بين الناس على الأرض بالجسد، فلذلك لأنه " أخلى نفسه، آخذاً صورة عبد في شبه الناس" (في2: 7). ولكنه لابد أن يصعد إلى السماء التى نزل منها. أما عن هذه الأرض، فهو كائن قبلها، بل هو الذى أوجدها، لأن " كل شئ به كان، وبغيره لم يكن شئ مما كلن" (يو1: 3) أما هو فقد كان في الآب منذ الأزل، وهذا هو مكانه الطبيعى، بل هذه مكانته... 4 ونزوله من السماء وصعوده إليها، أمر شرحه لنيقوديموس، فقال: ليس أحد صعد إلى السماء، إلا الذى من السماء، ابن الإنسان الذى هو في السماء" (يو3: 13). والمقصود بالسماء هنا سماء السماوات، التى لم يصعد إليها أحد، ولم ينزل منها أحد، إلا المسيح باعتباره أقنوم الابن " الكائن في حضن الآب" (يو1: 18) في سماء السماوات حيث عرش الله، كما قال في العظة على الجبل إن السماء هي كرسى الله (متى5: 34) أي عرشه. وقوله " ابن الإنسان الذى هو في السماء " معناها أنه كائن في السماء، بينما هو على الأرض يتكلم، مما يثبت لاهوته أيضاً لوجوده في السماء وعلى الأرض في نفس الوقت. ومعجزة صعوده إلى السماء (أع1: 9) هي تأكيد لقوله لتلاميذه " أيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب" (يو16: 28). 5 وهو ليس في السماء كمجرد مقيم، إنما له فيها سلطان: فقد قبل إليه روح القديس اسطفانوس أول الشمامسة الذى قال في ساعة رجمه " أيها الرب يسوع اقبل روحى" (أع7: 59). وهو الذى أدخل اللص إلى الفردوس أي السماء الثالثة (2كو12: 2، 4) إذ قال لهذا اللص " اليوم تكون معي في الفردوس" (لو23: 43). من هو الذى يقبل الأرواح، وله السلطان أن يدخلها إلى الفردوس إلا الله نفسه؟! وهكذا كان المسيح. 6 وهو الذى أعطى الرسل مفاتيح السماء أيضاً: فقال لبطرس ممثلاً لهم " وأعطيهم مفاتيح ملكوت السموات" (متى16: 19). وقال للتلاميذ جميعاً " كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (متى18: 18). وهنا نسأل من له سلطان أن يسلم مفاتيح السموات للبشر، ويعطيهم سلطاناً أن يحلوا ويربطوا فيها سوى الله نفسه؟! 7 ومن سلطان المسيح في السماء، أنه تسجد له كل القوات السمائية. وفي هذا يقول الرسول " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبه ممن في السماء، ومن على الأرض؟" (في2: 9). وسجود الملائكة له دليل على لاهوته. وقد قال عنه الرسول أيضاً: 8 إنه أعلى من السموات، وإنه في السماء يشفع فينا: فقال " إذ هو حي كل حين ليشفع فيهم. لأنه كان يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا، قدوس بلا شر ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (عب7: 25، 26). إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة. قداسة البابا شنودة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|