|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هوشع النبي
هوشع اسم عبري يعني الخلاص، وهو من الأنبياء الصغار والصغار في عدد إصحاحات سفر نبوته وليس صغارًا في القيمة لأنه أحد رجال الله واختير لكي يحمل صفة النبوة. وقد ظل يتنبأ أربعون عاماً وكان هذا في القرن الثامن قبل الميلاد. وكان من المملكة الشمالية وهي المملكة التي انفصلت عن مملكة يهوذا بعد وفاة سليمان الحكيم جاء ابنه رحبعام وقد كان ابن غير حكيم سمع لمشورة أصدقائه الأحداث، وانقسمت المملكة في عصره مملكة جنوبية وفيها سبطين واسمها مملكة يهوذا عاصمتها أورشليم، ومملكة شمالية وفيها باقي الأسباط وعاصمتها السامرة وقد ملك عليها يربعام الذي كان هارباً من وجه سليمان الحكيم في مصر وعاد وانفصل عن رحبعام وصنع لهم آلهة أخرى وقال لهم: "هذه آلهتك يا إسرائيل". وبدأت الانحرافات وقد كان هذا هو شعب اللـه ولكنهم زنوا. وقد تنبأ في أيام عزيا ويوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا ويربعام بن يوأش الذي يسمى يربعام الثاني وقد كان معاصراً لإشعياء النبي. وقد تنبأ بسقوط مملكة إسرائيل ويهوذا. والسفر يتكلم عن محبة اللـه للبشرية رغم ضعفاتها وزناها الروحي الذي هو ترك الحياة مع اللـه والذهاب إلى إله آخر، قد يكون هذا الإله هو ذات الإنسان أو شهوته الأرضية، أو المادة التي يعيش لأجلها. فالإله هو ما يجب أن يعيش لأجله الإنسان محافظاً على الوصية التي هي إطار الحياة مع الرب. والزنا الجسدي هو الرغبة الأرضية والإشباع المادي والذي قد يستعبد الإنسان ويربطه برباطات التراب، والزنا الروحي لا يقل عن هذا الانحراف فالذي يضع الأموال أو الذات أو أشياء أخرى أعلى من الحياة مع الرب يكون قد سقط في زنى روحي لذلك يقول السيد المسيح: "من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني" (مت 10: 37) وبالرغم من هذا يعود الرب ويطلب الارتباط بنا لأنه يحبنا، وقد شبه الرب علاقته بالشعب بعلاقة الزوج بالزوجة وذلك لتشابه العلاقة إذ إنه: أولاً: حالة الاختيار في العلاقة الزوجية فالطرفين قد اختاروا الحياة معاً بحرية والانفصال يكون أيضاً بنفس الحرية. ثانياً: العلاقة هي علاقة اتحاد كامل فالحب هنا ليس مجرد مشاعر ولكنه اتحاد حقيقي بين كيانين. ثالثاً: العلاقة الدائمة هي علاقة الحب ووجود الحب هو ثمر العلاقة الأبدية بين الزوجين. وإنجاب الأولاد هو ثمر الحب الزوجي الذي به يستعلن حالة الاتحاد. وفي السفر نجد هذه الفكرة الهامة وهي الحب الغير مشروط الذي قدمه الرب الإله للنفس التي ضلت وخانت وسقطت في ضعفاتها، ثم تتركه مرة أخرى بعدما يقدم لها كل هذا الحب فيعود ويقبلها ويدفع ثمن عبوديتها، وفي النهاية تقدر هذه المشاعر وتبادله الحب بحب. وقصة السفر هو إن الرب طلب من هوشع أن يرتبط بامرأة زانية تدعى "جومر" وهي تعني نهاية الكمال أي النقص أو الضعف وقد تكون من مكرسات البعل لأنها بنت شخص يدعى "دبلايم" أي أقراص الزبيب وهو يستخدم في عبادة البعل، وقال له: "لأن الأرض قد زنت تاركة الرب" (هوشع 1: 2) وبعد أن تزوجها وأعطاها الحب هربت منه وذهبت إلى رجل أخر وقد استعبدها، فأمره الرب أن يذهب ويدفع له ثمن حريتها. وبعد ذلك عادت وقدمت توبة وقد شفيت من ضعفها وزناها بعمل الحب الذي قدمه لها هوشع. وهناك آراء في تلك القصة منها من يراها أنها رمزية وليست حقيقية فهي تحمل صورة العلاقة مع الرب والبشرية التي كثيراً ما تجحد حبه العظيم وتذهب خلف عبودية الخطية، ولكنه يبحث عن الخاطئ والهارب من الحب ويقدم له الحب الذي قد يكلفه ثمناً هو صليبه ودمه ويقدمه لكي يحرره ويعود يطلب النفس لكي تدخل في شركة الحب معه. وهناك آراء أخرى تقول إن هوشع قد فعل هذا فعلاً وذهب وارتبط بالمرأة جومر وأن القصة حدثت فعلاً. وأي كانت الآراء فالمحتوى الهام في السفر هو الحقيقة التي يرمز لها السفر وهو العلاقة بين الرب والبشر مثل سفر نشيد الإنشاد الذي يصف علاقة الحب بين الإله والنفس التي أحبها حتى ارتبط بها ارتباط حبيب ومحبوبته فكانت تلك القصيدة الرائعة التي تصف هذه القصة. لذلك نرى في سفر هوشع كلمات لها نفس المعاني إذ يقول: "أخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم، أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب" (هوشع 2: 19، 20) والخطبة هنا تستدعي أن يدفع العريس ثمناً لعروسه وكان الثمن هو العدل والرحمة أي الصليب وذبيحة الحب الإلهي. والسفر أربعة عشر إصحاح من الأول للثالث يتكلم عن القصة، ومن الرابع للسادس يضع القضية في إطار العدل ولكنه أيضاً سيخلص لأنه يرحم فالعدل في الرب إلهنا لا ينفصل عن رحمته فيقول: "هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبرنا" (هوشع 6: 1). وندرك هنا إن الرمز الخلاصي هو عمل المسيح على الصليب لأنه يقول عن الرب إنه ضرب فيجبرنا، وكيف يحدث هذا؟ ومتى حدث؟ إنه على الصليب. ويعود ويؤكد على رمزية الخلاص بالمسيح فيقول: "يحيينا بعد يومين وفي اليوم الثالث يقيمنا" (هوشع 6: 2). ومن السابع إلى العاشر يقدم للنفس المريضة بالخطية عمله كطبيب للنفوس فهو الوحيد القادر على شفاء النفس، ولكن النفوس التي ترفض أن تُشفى هم الذين يصرون على خطيئتهم ولا يذهبون إلى الرب لكي يشفيهم. وأحياناً يطلبون بشفاهم ولكن قلوبهم تميل إلى شرهم الخفي والذي يعلنه الرب ويرفع يده فيظهر المرض وحقيقة الضعف، ويكون التأديب بضياع مجدهم وملكهم وتأتي شعوب أخرى تحتل المملكة. ومن الإصحاح الحادي عشر إلى الرابع عشر يعود ويحتضن النفس التي تألمت وتعبت من التيه وجروح الخطية وبعد التأديب يعود الأب ويحتضن ابنه الذي كان لابد أن يعي الدرس جيداً. ويبدأ في الإصحاح الحادي عشر بنبوة مفرحة لنا ويقول: "من مصر دعوت ابني" (هوشع 11: 1) وكأب حقيقي يدعو أولاده إلى أحضانه ويقول: "وأنت فأرجع إلى إلهك. احفظ الرحمة والحق وانتظر إلهك دائماً" (هوشع 12: 6) فالتوبة والرجوع هو الطريق للعلاقة مع الآب السمائي ويقول: "إلهاً سواي لست تعرف ولا مخلص غيري" (هوشع 13: 4) وفي الإصحاح الرابع عشر يقدم نهاية الفكرة بقوة التوبة ويقول: "ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثرت بإثمك" (هوشع 14: 1). ويختم السفر بقوله: "من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور، وفهيم حتى يعرفها؟ فإن طرق الرب مستقيمة، والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون فيها" (هوشع 14: 9). إنه سفر الحب الغير مشروط الذي يلح عليه الإله العظيم ويذهب وراء النفس المريضة والتائهين في العالم والمخدوعة من الخطية. إنه سفر الإله العظيم الذي بينما كان يدبر الخلاص كانت البشرية تخونه فتجسد وصُلب وقام وأعطى ذاته لكل من يريد أن يعيش معه، ويطلب فقط من النفوس المريضة أن تأتي لتُشفى، ومن المستعبدة للخطية أن تذهب إليه فهو قادر أن يحررها بالحب وبالصليب الذي فيه العدل والحب والخلاص.. لإلهنا كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين. صلاة: كنت انتظر الليل يأتي ومعه أحلامي كنت أرقب النهار علني أجد فيه سعادة أيامي ومر العمر ولم يعد الليل يلهمني ولا في الأيام ما يشبعني فأدركت بعد كل الألم والجروح أنك أنت وحدك فيك وجودي وأصلي وإنه فيك شبعي وانتصار الروح آمين... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة عوبديا النبي رابع الأنبياء الصغار |
ملاخي النبي أحد الأنبياء الصغار |
الأنبياء الصغار |
أسفار الأنبياء الصغار |
الأنبياء الصغار |