|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ يوئيل + دعوة إلى التوبة كشف الله من خلال تأديباته عن ثمر الخطية المر في حياة شعبه: * هاجمت أرضه أمة قوية بلا عدد، أسنانها كأسنان الأسد [6]. * صارت كرمته خربة، وتينته مُتهشمة [7]. * فقدت الساق والأغصان قشرتها وصارت بلا حمية [7]. * دخلت عروسه إلى حالة ترمل مبكر [8]. * انقطعت التقدمة والسكيب الذي هو علامة رضى الله وفرحه ببيته [9]. * فقدت الطعام والشراب والدواء [10]. * فقدت سمات الرب واستقامته ورائحته الذكية [12]. * خسرت البهجة الروحية [12]. والآن يسرع الرب إلى تحويل الدموع والحزن إلى التوبة، هذه التي يلزم أن يمارسها الكهنة مع الشعب، إذ يقول: "تنطقوا ونوحوا أيها الكهنة. ولولوا يا خدام المذبح. ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام إلهي. لأنه امتنع عن بيت إلهكم التقدمة والسكيب..." [13]. يوجه حديثه إلى الكهنة خدام المذبح ليقوموا بدورهم القيادي، لا بالنصح والإرشاد، وإنما أولاً بممارسة التوبة العملية، ليكونوا مع الشعب غير منعزلين عنهم. وقد أبرز علامات التوبة وملامحها في النقاط التالية: أولاً: التنطق [13] أو لبس المسوح. إنه ليس وقت للبس الملابس الكهنوتية الثمينة والبهية، إنما هو وقت للتمنطق بالمسوح حتى يرق الله لشعبه ويتراءف على أولاده الساقطين. لبس المسوح يلازمه التذلل الداخلي والانسحاق بالروح أمام الله. يقول القديس يوحنا الدرجى: [ليكن لك ثوبك على الأقل داعيًا إلى النوح لأن جميع الذين يندبون موتاهم يرتدون السواد[18]]. ثانيًا: النوح والولولة [13]. فيليق بالكاهن ألاَّ يطلب دموع اخوته وأولاده الروحيين وهو جاف في مشاعره، إنما يمارس ما يطلبه منهم، قائلاً مع النبي: "من أجل سحق بنت شعبي انسحقت، حزنت، أخذتني دهشة... ياليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكي نهارًا وليلاً قتلي بنت شعبي" (إر 8: 21، 9: 1). يحدثنا القديس يوحنا الدرجى عن فاعلية النوح والدموع، قائلاً: [كما تبيد النار القصب تبيد الدمعة الطاهرة كل دنس جسدي وروحي]، [لا يحتاج الله يا أحبائي إلى إنسان يبكي ويتوجع، ولا يُريد ذلك، بل بالحرى يشاء أن يبتهج بحبه ويتهلل. أزل يا هذا الخطيئة، فتصير الدمعة الموجعة في الأعين الحسية فضلة زائدة، لأنه لا حاجة إلى تنظيف حيث لا يوجد جرح. لم يكن لآدم دموع قبل المعصية، ولن تكون دموع بعد القيامة، حيث تكون الخطيئة قد أبيدت وزال معها الوجع والغم والتنهد[19]]. ثالثا: تقديس صوم لهذا الغرض، فالتوبة تمس كل حياة الإنسان، خاصة الكاهن؛ تنهدات قلبه وصراخ فمه وملابسه وأيضًا بطنه. وكأن الإنسان يتحدث مع الله معلنًا توبته بكل وسيلة، فتتساند تصرفاته معًا للإعلان عن شوقه إلى الرجوع إلى الله. الصوم هو لغة الأحشاء متفاعلة مع الروح والفكر والأحاسيس لتعلن الرغبة في اللقاء مع الله خلال الحياة المقدسة فيه. يقول القديس يوحنا الدرجى: [ان عقل الصوَّام يصلي بأفكار طاهرة، أما عقل الشره فيمتلىء صورًا نجسة]، [إن إتخام المعدة يجفف ينابيع الدموع، أما إذا جفت المعدة بالإمساك فتنبع تلك المياه]، [إذا ضيَّقنا على معدتنا تذلل قلبنا، وإذا لذذناها تعجرف فكرنا[20]]. ويقول الأب مار اسحق السريأني: [قال أحد القديسين: إذ يضعف الجسد بالصوم والإماتة تتقوى النفس روحيًا بالصلاة[21]]. رابعًا: المناداة باعتكاف. إذ يقول للكهنة "نادوا باعتكاف. اجمعوا الشيوخ جميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب" [14]. هكذا يعلن النبي الالتزام بالمناداة باعتكاف، أي بالاحتفال الجماعي للتوبة، فكما اشتركت الجماعة معًا في الشر، هكذا تشترك في التوبة. وقد تحدثنا في مقدمة سفر هوشع عن التوبة الجماعية التي تتضافر مع الحياة الروحية الشخصية والعلاقة الخفية بين النفس والله بكون النفس عضوًا في الجماعة المقدسة. إن كان الكاهن يمثل العمل القيادي في الإنسان فإنه يليق بهذه القيادة أن تنادي بالاعتكاف وتجميع شيوخ جميع سكان الأرض؛ أي يجمع الإنسان كل أحاسيسة وطاقاته وقدراته وكأنها شيوخ الأرض أي العاملون في الجسد، لكي يقدم الإنسان توبةً نابعة عن كل تصرفاته وإمكانياته الروحية والنفسية والجسدية. ليجتمع الكهنة مع سكان الأرض في بيت الرب، أى لتعمل الروح بطاقاتها مع الجسد بطاقاته تحت قيادة الرب، ويصرخ الإنسان بكليته إلى إلهه. ليتم الاعتكاف في بيت الرب إلهنا، فنهرب من غضب الله باللجوء إليه، والاحتماء في محبته الحانية وطول أناته. وكما جاء في سفر إشعياء: "يتمسك بحصني فيصنع صلحًا معي، صلحًا يصنع معي" (إش 27: 5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
+ يوئيل + التوبة |
التوبة فى سفر يوئيل |
التوبة دعوة مستمرة |
دعوة إلى التوبة |
أساس دعوة التوبة |