![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
+ يوئيل + آثار الغارات ![]() اصحوا أيها السكارى، وابكوا وولولوا يا جميع شاربى الخمر، على العصير، لأنه انقطع عن أفواهكم. [5] في البداية سألهم أن يسمعوا ويصغوا. أما وقد حدثت غارات الجراد سألهم أن يصحوا ويتيقظوا عن سكرهم إذ شربوا خمر العالم الذي أفسد عقلهم وحطم حكمتهم الحقة. يليق بهم أن يفيقوا من السكر ليبكوا ويولولوا على ما وصلوا إليه من حرمان!! [يوجد سكر للنفس يصعب تجنبه إذ تصطادنا اهتمامات هذا العالم حتى إن كنا نعيش في حياة الوحدة. عن مثل هذا يقول النبي: "اصحوا أيها السكارى (لكن ليس بالخمر)". ويقول آخر: "قد سكروا وليس من الخمر، ترنحوا وليس من المسكر" (إش 29: 9). في هذا السُكر يستخدمون خمرًا يسميه النبي: "سُم الافعوان"... أتريد أن تعرف شيئًا عن ثمرة الكروم وثمر ذلك الغصن؟ إنه يقول: "عنبهم عنب سم ولهم عناقيد مرارة". لأنه ما لم نتطهر من كل الأخطاء، ونزهد تخمة كل الشهوات، نثقل قلوبنا بمسكر وخمر أشد خطرًا. دون أن تسكر بخمر أو تتخم بولائم[12]]. لقد سكروا بخمر محبة العالم، فحرموا أنفسهم من الخمر الجديد الذي هو "الروح القدس"، الذي به تترنح النفس في محبة الله. يدعوهم سكارى، وفي نفس الوقت يطالبهم بالبكاء والولولة على العصير لأنه انقطع من أفواههم. إذ حرموا أنفسهم مما تمتع به التلاميذ في يوم الخمسين (خمر الروح القدس) حيث وقف الرسول بطرس وقال: "لأن هؤلاء ليسوا سكارى كما أنتم تظنون، لأنها الساعة الثالثة من النهار بل هذا ما قيل بيوئيل النبي: "يقول الله ويكون في الأيام الأخيرة أنيّ أسكب من روحي على كل بشرٍ..." (أع 2: 15-17). ليبكِ إسرائيل القديم وليولول لأنه قد انقطع عن فمه عصير الخمر السماوي الجديد برفضهم سكنى الروح فيهم، وليفرح إسرائيل الجديد - رجال العهد الجديد - ويتهللوا إذ رفضوا خمر العالم، أي أعمال الإنسان القديم لينعموا بخمر الروح المحييّ! إذ يطلب من السكرى بخمر العالم أن يصحوا ويتعقلوا لأن غارات الجراد قد حلت بهم يكشف لهم عن فاعلية هذه الغارات من جوانب كثيرة، بكونها فاضحة لعمل الخطية فينا. يقول "إذ قد صعدت على أرضي أمة قوية بلا عدد، أسنانها أسنان الأسد ولها أضراس اللبوة" [6]. إن كانت الجرادة في أي مرحلة من مراحل نموها لا تزيد عن كونها حشرة صغيرة يستطيع الإنسان أن يستحقها بقدمه أو حتى بأصبعه، لكن الجراد يتجمَّع معا كحملات قوية وخطيرة لا يمكن مقاومتها. في عتاب يقول، "صعدت على أرضه"، فإن ما يحل بنا بسبب خطايانا وإن كان بسماح إلهي لتأديبنا، ولكنه يعتبر كل ما يمسنا يمس أرضه هو، إذ نحن أرض الله التي أقامها ليسكن فيها البرّ (2 بط 3: 13). فما نرتكبه من خطايا يُسيء إلى الله في أرضه! أما سرّ قوة هذه الأمة التي بلا عدد فيكمن في فمها، إذ يقول: "اسنانها أسنان أسد ولها أضراس اللبوة". فتحت الحية الغريبة فمها لتتحدث مع حواء، وإذ تراخت الأخيرة هلكت هي ورجلها ونسلها أيضًا. لنحذر إذن من كلمات إبليس المخادع، لنهرب منها كما من أسنان الأسد وأضراس اللبوة، إذ يقول الحكيم عن حكمة الله: "ليحفظك من المرأة الأجنبية من الغريبة الملقة بكلامها" (أم 7: 5). يليق بنا ألاَّ نُخدع بكلامات إبليس المعسولة لئلا تمزقنا، كما يليق بنا أن نحرس لئلا يستخدمنا عدو الخير فنصير نحن أنفسنا أسنانه التي كأسنان الأسد؛ يستخدمنا في تمزيق حياة الآخرين وإيمانهم. فإن كان عدو الخير إبليس يجول كأسدٍ زائرٍ ملتمسًا من يبتلعه (1 بط 5: 8) فلا نكون نحن أداته في تمزيق اخوتنا. من يسلم فمه لإبليس يكون اشبه بالأسنان في فم الأسد المهلك، كما يقول القديس يوحنا الدرجى: [فاه بطرس بكلمة فبكى بكاءً مرًا، ذلك لأنه لم يذكر القول القائل:" سأستيقط في طريقى لئلا أخطىء بلساني" (مز 38: 1)، ولا القول الآخر: "الزلة من السطح ولا الزلة من اللسان" ابن سيراخ (20: 20)[13]]. ومن يسلم فمه للرب يصير اشبه بالأسنان في فم الأسد الخارج من سبط يهوذا، يحمل روح الغلبة والنصرة والحياة خلال الشهادة له، لا يمزق حياة اخوته بل يمزق عمل إبليس المضاد للحق. إذن كلنا أسنان إما في فم الأسد المقاوم للحق أو في فم الأسد الحق، وكما يقول الحكيم: " من ثمر فم الإنسان يشبع بطنه، ومن غَلَّة شفتيه يشبع، والموت والحياة في يد اللسان" (أم 18: 20-21). ثانيًا: "جعلت كرمتي خربةً وتينتي متهشمة" [7]. إن كان تهاوننا مع الخطيئة قد أفسد حياتنا - أرض الرب - فصارت ميدانًا لغزو عدو الخير، الأمة التي بلا عدد، المفترسة كما بأسنان الأسد وأضراس اللبوة، فإن هذا قد حطم كرمة الرب وتينته. يدعو الرب شعبه كرمته وتينته، فالكرم يقدم العنب الذي يجتاز مع الرب المعصرة ليحمل سمة آلامه ويدخل معه إلى قوة قيامته، والتينة بغلافها الحلو الذي يضم كميات كبيرة من البذور الرفيعة إشارة إلى عمل الحب والوحدة الذي للروح القدس العذب الذي يضم الأعضاء معًا بلا انعزالية ولا فردية[14]... فالخطيئة تفقد الكرمة والتينة سمتهما، أي تحطم عمل المسيح المصلوب والروح القدس فينا. الخطيئة تحطم كرم الرب وتهشم تينته، فلا يقبل المؤمنون المعصرة بفرح لتقديم خمر جديد في ملكوت الآب، ولا السلوك بروح الحب والوحدة الذي هو عمل الروح القدس. الله يفرح بشعبه، كالكرمة وسط البرية، أو كتينة بكر تشبع قلبه (هو 9: 10)، لكن الخطيئة تفسد هذه الكرمة وتهشم هذه التينة، وكما جاء في سفر حبقوق: "لا يزهر التين ولا يكون حَمْلُ في الكروم" (حب 3: 17). ثالثًا: "قد قشرتها وطرحتها فأبيضت قضبانها" [7]. امتد عمل الجراد إلى قشرة الساق والفروع. ففقدت قشرتها وصارت قضبانها بيضاء. يا للعجب فإن البياض وهو يُشير إلى النقاوة والطهارة، ففي التجلي ظهر السيد المسيح بثيابه البيضاء كالنور (مت 17: 2)، إذ حملت في داخلها شمس البرّ الذي يشع ببهائه فيها. وعند القبر المقدس رأت القديسة مريم المجدلية "ملاكين بثياب بيض" (يو 20: 12). فإن العدو وهو يحاول الخداع يستخدم اللون الأبيض في حالة البرص علامة النجاسة (لا 13: 12-13). فمادام لنا المسيح شمس البر ملجأ لنا فيه نختفي وهو يسكن فينا نحمل بياضه كالنور، ولكن إن نُزعنا عنه برفضنا إياه نصير قضبانًا بلا قشرة تحميه... لها بياض البرص النجس. بياض المسيح يرفعنا إلى السماء حيث السماوي سرّ بياضنا قائم، أما بياض البرص فيدفع صاحبه إلى خارج المحلة ليعيش منعزلاً، يشق ثيابه ويكون رأسه مكشوفًا ويغطى شاربيه وينادى: نجس! نجس! (لا 13: 36، 45). رابعًا: الدخول إلى حالة ترمل مبكر، إذ يقول: "نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها" [8]. إن الإنسان عند ارتكابه للخطيئة يظن أنه يشبع نفسه المحرومة ويروي جسده بالملذات، فإذا به في الحقيقة يدخل بها إلى حالة ترمل، فتأتزر بالمسوح بغير إرادتها، لأنها فقدت عريسها الأول "الله" الذي ارتبطت به منذ صباها، وعوض ثوب العرس المفرح لها وللسمائيين، صار لها مسوح الترمل المحزنة. على أي الأحوال يبقى عريسها الأول، عريس صباها، يتملقها ويذهب بها إلى البرية ويلاطفها (هو 2: 14)، لينزع عنها ثوب ترملها القاتم، قائلاً لها: "وأخطبك لنفسي إلى الأبد" (هو 2: 19). لكنه لا يخطبها وهي في حضن الرجل الآخر، إنما يؤكد لها: "أخطبك لنفسي بالعدل والحق والإحسان والمراحم، أخطبك لنفسي بالأمانة فتعرفين الرب" (هو 2: 19-20). خامسًا: انقطاع التقدمة والسكيب، إذ يقول: "انقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب، ناحت الكهنة خدام الرب" [9]. تكشف غارات التأديب الإلهي ما وصلت إليه النفس بسبب الخطية، فإنها إذ صارت مترملة، فقدت اتحادها بالعريس السماوي، ولم يعد يقدر الكهنة أن يقدموا تقدمة أو يسكبوا سكيبًا للرب، إذ لا يقبل تقدمة الأشرار ولا سكيب من أعطوه القفا لا الوجه. قبول التقدمة والسكيب في بيت الرب علامة الاتحاد بين الله وشعبه المقدس ورضى الله عنه، أما وقد سقط الشعب في الرجاسات فلا قبول لتقدماته بدون التوبة والرجوع إليه. يقول المرتل: "لأنك لا تسر بذبيحة وإلاَّ فكنت أقدمها، بمحرقة لا ترضى، ذبائح الله هي روح منكسرة. القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره" (مز 51: 16-17). في دراستنا لرسالة معلمنا بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس رأينا أن السكيب يُشير إلى حياة الفرح المستمر الذي يسكبه الروح القدس بغنى وسط الآم الكنيسة بكونها ذبيحة الله المتحدة مع المسيح الذبيح[15]. وكأن انقطاع السكيب هو انتزاع للفرح الروحي الدائم عن الشعب لتحل الكآبة عوضًا عنه... هذا هو ثمر الخطيئة الطبيعي. نحن في حاجة أن يتقبل الله التقدمة والسكيب... فنحمل سمة المسيح المصلوب: التقدمة وسمة الفرح الروحي (السكيب)، إن رجعنا بالتوبة إليه. سادسًا: تلف الثمار: "تلف الحقل، ناحت الأرض، لأنه قد تلف القمح، جف المسطار، ذبل الزيت. خجل الفلاحون، ولول الكرامون على الحنطة وعلى الشعير، لأنه قد تلف حصيد الحقل، الجفنة يبست، والتينة ذبلت، الرمانة والنخلة والتفاحة كل أشجار الحقل يبست، إنه يبست البهجة من بنى البشر" [1012]. إن كانت قد أفسدت الخطية كرم الرب وهشمت تينته، فإنها تفقد كل ثمر روحي في حياة المؤمن الذي هو حقل الرب. أ. يتلف الحقل ويجف المسطار (الخبز الجديد) ويذبل الزيت: إن كان القمح يُشير إلى الخبز اليومي الضروري، فالمسطار يُشير إلى الشراب الروحي المفرح بينما يُشير الزيت إلى الدواء. هكذا جراد الخطية يفقد الإنسان طعامه الروحي وشرابه ودواءه، ليعيش في حالة جوع وعطش ومرض، ليس من يشبعه ولا من يرويه أو يضمد جراحاته. لا يبخل الله على الإنسان بشيء، لكن الإنسان في جهله يستخدم ما لله لحساب عدوه. إذ يعاتب الله عروسه، قائلاً لها: "وهي لم تعرف أني أنا أعطيتها القمح والمسطار والزيت وكثرت لها فضًة وذهبًا جعلوه لبعل" (هو 2: 8). "وخبزي الذي أعطيتك السميذ والزيت والعسل الذي أطعمتك وضعتها أمامها (أمام صور ذكور تزنى معها) رائحة سرور" (حز 17: 19). ليتنا خلال تأديبات الله ندرك ما بلغ إليه حالنا الداخلي فنجوع ونعطش إلى البرّ (مت 5: 6). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فنجد السيد المسيح خبزًا سمائيًا لنا (يو 6: 15)، ومشربًا روحيًا، وطيبًا لنفوسنا. ب. يخجل الفلاحون ويولول الكرامون إذ يأتي رب الحصاد فيجد حقله بلا حنطة ولا شعير. يجد رعاته وكهنته لا يقدمون طعام الأغنياء (الحنطة) أو حتى طعام الفقراء (الشعير). إن كانت الحنطة تُستخدم كطعام للإنسان والشعير كطعام للحيوان، فإن الخطية تفسد كل شيء، فلا يشبع الإنسان (النفس الإنسانية) ولا حتى الحيوان (الجسد)؛ فيعيش الإنسان في حالة فراغ وجوع روحي ونفسأني وجسدي أيضًا. ج. لا يوجد في النفس - الحقل الإلهي - ثمرًا سواء كان رمانًا أو نخلاً أو تفاحًا. يُشير الرمان إلى وداعة المسيح التي تنعكس على وجه الكنيسة عروسه فيناجيها الرب: "خدك كفلقة رمانة تحت نقابك" (نش 4: 3)، إذ يكون لوجهها وداعته الحقة. تُشير النخلة إلى حياة الاستقامة التي بلا انحراف، كقول العريس لعروسه الحاملة لطبيعة عريسها المستقيمة: "قامتك هذه شبيهة بالنخلة" (نش 7: 7). ويُشير التفاح إلى التجسد الحامل للثمر المفرح لدى الآب والناس، حيث تقول العروس لعريسها المتأنس: "كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبى بين البنين، تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي" (نش 2: 3). هكذا بالروح القدس إذ نتحد بشجرة التفاح الفريدة بين أشجار الوعر غير المثمر نصير نحن أنفسنا تفاحًا يُفَّرح قلب الله والناس، لنا رائحة مسيحنا... "رائحة أنفك كالتفاح" (نش 7: 8). بمعنى آخر انعدام الرمان والنخيل والتفاح إنما يعني انتزاع سمة المسيح واستقامته ورائحته عن النفس البشرية! د. إن كانت الخطية تفقد الإنسان طعامه الروحي (الحنطة) وشرابه (المسطار) ودواءه (الزيت)، تجعله بلا ثمر للنفس والجسد (حنطة أو شعير)، تحرمه من ملامح السيد واستقامته ورائحته الذكية... فإن هذا كله يحرم الإنسان بهجته الروحية وفرحه الداخلي، إذ يقول: "إنه قد يبست البهجة من بني البشر" [12]. كثيرون يظنون في الحياة المدللة فرحًا وبهجة، وفي الحياة مع الله حزنًا وكآبة... لكن الحقيقة غير هذه فان الحياة المدللة تحمل مرارة داخلية وكآبة وسط ترفها وضحكها، أما الحياة مع الله فتقدم فرحًا روحيًا عميقًا وسط الآلام والضيقات. الخطية تفقد الإنسان فرحه الروحي، والتوبة تهب فرحًا وسط الدموع، وسلامًا داخليًا رغم الطريق الكرب والباب الضيق. لهذا كتب القديس يوحنا الدرجى مقالاً كاملاً عن "النوح الحامل الفرح"[16]، جاء فيه: [تمسك كل التمسك بالتوجع المفرح الملازم لنخس القلب، ولا تكف عنه، حتى يرفعك عن الأرضيات، ويقدمك نقيًا إلى المسيح]، [من تسربل بالنوح المغبوط المنعم به عليه كحلة عرس، عرف ضحك النفس الروحأني]، [الدموع الناتجة عن ذكر الموت تولد الخوف، إذا ولد الخوف الاطمئنان أشرق الفرح، وإذا هدأ الفرح واستمر ثابتًا أينعت زهرة الحب المقدس[17]]. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوئيل النبي يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوة الثانية |
يوئيل 3 - تفسير سفر يوئيل |
يوئيل 2 - تفسير سفر يوئيل |
يوئيل 1 - تفسير سفر يوئيل |
ارتفاع عدد ضحايا الغارات الإسرائيلية |