|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا كانت أبواب المكان الذي اجتمع فيه التلاميذ محكمة الإغلاق؟ في عشية يوم الأحد، كان التلاميذ مجتمعين معاً، والأبواب مغلقة بشكل جيد، وذلك لخوفهم من اليهود. ولو سألنا أنفسنا: لماذا هذا الخوف من اليهود؟ فإن الجواب ببساطة هو أن التلاميذ شاهدوا وعرفوا واختبروا المؤامرة التي حاكها رجال الدين اليهود للقضاء على الرّب يسوع المسيح، وبالتالي كانت لدى التلاميذ أسبابًا كافيةً للخوف على حياتهم الشخصية. فالذين قتلوا الرّب، لا بد وأن يحاولوا قتل أتباعه، والقضاء على سيرته وتعاليمه وكل ما يتعلّق بشخصه القدوس. وقد ثبت عمليًّا صدق مخاوف تلاميذ الرّب يسوع من اليهود، ويقدم لنا سفر أعمال الرسل أدلّةً كثيرةً على محاولات رجال الدّين اليهود للقضاء على الكنيسة المسيحية في مهدها. ما أسهل علينا أن نطلق الأحكام على الآخرين، وخصوصًا إن لم نعش التجربة أو الاختبار الذي مرّوا به: فالأشخاص الذين فقدوا أحبتهم بالموت، أو الشخص الذي فقد عمله أو وظيفته، أو الشخص الذي فقد مركزًا اجتماعيًّا أو سياسيًّا مرموقًا، مثل هؤلاء الناس يمرون بمرحلة نفسية فظيعة ومؤلمة جداً، ولا يستطيع أي شخص غيرهم أن يدرك عمق الحسرة والألم الذي يمرّون فيه. وهكذا كانت حالة التلاميذ: لقد فقدوا الأمل، وشعروا بالعزلة والوحدة والكراهية من غالبيّة أفراد المجتمع، فانعزلوا خائفين في غرفة أبوابها محكمة الإغلاق، وكان الجو كئيبًا وحزينًا جدًّا. ثم فجأةً تغير الوضع تمامًا حين نقرأ في يوحنا 19:20 "جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: سلاَمٌ لَكُمْ". لقد غيّر حضور الرّب المُقام من الموت الوضع بشكل كامل. فَقَلَبَ الحزن إلى فرح، والخوف إلى شجاعة، وخيبة الأمل إلى رجاء حي. ومن الإحساس بالوحدة إلى الإحساس بالقوة بوجود الرّب معهم. كذلك فإن حضور الرّب غيّر نظرتهم إلى أنفسهم وإلى العالم وإلى المستقبل، حيث دعاهم الرّب الى مهمة تغيير العالم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|