ولكن يوحنا كان قبل ذلك بدأ يمهد الطريق للمسيح. كان "صوت صارخٍ في البرية: أعدوا طريق الرب، مهدوا سبله". لقد كان ملكوت الله قريباً، وملكوت الله لا يدخل اليه الا بالتوبة. لذا نادى يوحنا بالتوبة، والتوبة انما هي انسلاخ عن ذهنية الخطيئة وأعمال الخطيئة والسلوك في نهج جديد، ولذا دعا يوحنا إلى "تقديم أثمار تليق بالتوبة" (لو 3: 8). والتوبة تتجلى في السلوك اليومي، في صغائر الأمور وكبائرها، في معاملة الناس، في العمل المهني على أنواعه، والتوبة عملية شاقة تتطلب عنفاً روحياً. ولذا كان يوحنا يعنف الناس ليحرك فيهم الضمائر المتحجرة والنفوس المخدرة، فيخاطبهم بقسوة كلها محبة ليدفعهم إلى الخلاص.