ترسل ابنتها الجميلة سالومة لتؤانس ضيوف الملك وسط المجون والخلاعة ورنين الكؤوس. واذ بهيرودس الثمل ينتشي برقصها المثير فيقسم أمام ضيوفه بأن يعطيها ما تطلب فتطلب، حسب رغبة أمها، رأس يوحنا على طبق. وبعد لحظات يهوي الجلاد بسيفه على عنق الرجل العظيم. ولم يترك جثمانه دون كرامة، لأن تلاميذه جاؤوا حالًا ورفعوه ودفنوه.
يقول جيروم أنهم حملوه إلى سبسيطيا عاصمة السامرة ودفنوه هناك بجانب ضريح أليشع وعوبديا. أما تلاميذه فتذكروا شهادة معلمهم عن حمل الله وتبعوا المسيح (مت 14: 3 - 12 ومر 6: 16-29 ولو 3: 19 و20). ويقول يوسيفوس، أن الهزيمة النكراء التي لحقت الحارث بهيرودس بعد ذلك التاريخ كانت جزاء وفاقا ودينونة إلهية نزلت به بسبب شره (تاريخ يوسيفوس (18 و5 و2).
وحسب يوحنا أن المسيح شهد فيه أعظم شهادة، إذ قال: "لم يقم بين المولدين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان" (مت 11: 11؛ لو 7: 28).
وفي افسس وجد بولس أناسًا قد تعمدوا بمعمودية يوحنا (أع 19: 3). وظن بعضهم أنه كان للاسينيين في قمران بالبرية تأثير على يوحنا المعمدان.