|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ستقف أمام اللـه وتُحاسب" كان رجل ثري يزور معرضاً للرسم فرأى لوحة جذبت انتباهه كما جذبت أنظار الآخرين. كانت اللوحة لأرملة فقيرة يحيط بها أطفالها وقد طردت من مسكنها و هي تقف تتذلل لرجل هو صاحب البيت وتتوسل إليه بدموع ألا يطردها ، و الرجل القاسي يظهر في اللوحة وهو يطردها مع الأطفال بكل قسوة و عيون الأطفال تنظر لهذا القاسي بنظرات الخوف والرعب ولكن واحداً منهم كان ينظر إليه بنظرة التحدي. و الغريب أن هذا الثري تسمرت قدماه وهو ينظر إلى تلك اللوحة لأنه قد تذكر هذا الموقف أنه هو ذاك الرجل القاسي وأخذ قلبه ينبض و العرق يتساقط من جبينه إذ رأى عمله أمامه و أراد أن يشتري تلك اللوحة وذهب إلى الرسام الذي رسمها وقال له : "أريد أن أشتري هذه اللوحة". و وقف الفنان و هو ينظر إليه بتحدي و قال : "لن أبيع تلك اللوحة أبداً وستظل هنا ليراها العالم كله"، فبادره الثري و قال له : "و لماذا .. ؟"، فقال له : "لأن هذه الأم هي أمي وأنا أحد هؤلاء الأطفال". و إستدار الثري ليهرب من أمامه ، فقال له الفنان : "و أنت هذا القاسي الذي لم يرحمنا" فتسمرت قدمي الثري وهو يحاول أن يلملم أشلاء نفسه و لكن الفنان استمر في حديثه بصوت عالي وقال : "هل تضايقت لأنني وضعت أمامك أحد أعمالك القاسية و لكني أقول لك هنالك أمام اللـه سترى كل أعمالك قائمة لتحاسب عليها". العبرة لنا جميعاً : تصور لو أنك زرت معرضاً للصور فوجدت حياتك في هذه الصور، و جدت ما فعلت قائماً أمام عينيك فما هو شعورك .. ؟ و لكنني أقول لك أننا جميعاً سنقف أمام اللـه لنحاسب على حياتنا سنرى ما فعلناه ولكننا سنكون في زمن العدل ، في زمن الحساب ، أننا الآن نحيا زمن الرحمة ، زمن يمكننا فيه أن نصنع صوراً أخرى لحياتنا غير تلك الصور التي قد نخزى منها ، ولكن أن عبرت بنا الأيام والسنون و إنتهت هذه الفرصة سنقف أمام اللـه لنحاسب بعدل . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|