منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2012, 10:38 AM
الصورة الرمزية شيرى2
 
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  شيرى2 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

سنبدأ - بمعونة الرب - في هذا العدد سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن”.
سلسلة ب الروحيةوسنتحدث في هذه السلسلة عن هؤلاء الأعداء من حيث: طبيعتهم، وأسلوبهم، وخططهم، وإمكاناتهم، ولماذا سمح الرب بوجودهم، والطريق إلى النصرة، وكيفية التعامل مع كل عدو، وماذا لو تكرَّرت الهزيمة لتُصبح هي طابع الحياة؟ وهل يمكن أن يرتد المؤمن ويهلك؟ وحتى متى سيستمر هذا الصراع؟ وهل كل مؤمن سيواجه هؤلاء الأعداء، أم أن هذا نصيب بعض المؤمنين فقط؟ وهل من مكافأة لمَنْ يصمد في المعركة وينتصر؟
وغير ذلك من الأفكار التي تهم الشباب في هذه المرحلة العمرية، وبصفة خاصة في هذه الأيام الأخيرة الصعبة، حيث يُشدِّد العدو هجومه، ويطوِّر أسلوبه بما يناسب العصر الذي نعيش فيه، وما يواجهه الشباب من تحديات وصراعات عديدة.
* * *
إن المؤمن الذي ارتبط بالمسيح، وامتلك الطبيعة الجديدة والحياة الإلهية الجديدة بالولادة من الله، وسكن فيه الروح القدس، وتمتع بغفران الخطايا والتبرير والسلام مع الله، وتحرَّر من عبودية الخطية ومن قبضة إبليس؛ سيكتشف من اللحظة الأولى للتغيير الذي حدث فيه، أنه أصبح كائنًا غريبًا على الجو الذي يحيط به، وأن الحياة المسيحية ليست سهلة، لكنها تحتاج إلى جهاد مستمر، وأن الطريق شائكٌ وليس مفروشًا بالورود، وأنه في ميدان معركة وعلى أرض خشنة، وله أعداء أقوياء يقفون ضده. وسيكتشف أنه كائن ضعيف في ذاته أمام هؤلاء الأعداء الجبابرة الذين يحاولون تفشيله وتحطيمه، تعكير صفوه وتكديره، إزعاجه وتشكيكه، إعاقته وتعطيله، تشتيته وإبعاده عن الهدف الذي أوجده الله من أجله والخطة التي رسمها له، حرمانه من الطعام الروحي وإضاعة تأثير كلمة الله على ضميره، إغراءه وخداعه حتى يسقط في الخطية، ثم إذلاله وتعييره، والشكوى على ضميره من جهة الله، وتشويه شهادته أمام الناس. ومع تكرار السقوط ومرارة الهزيمة وشماتة العدو، سيكتئب وينوح على نفسه أو ييأس ويستسلم للعدو إذا شعر أنه لا أمل في النصرة.
ومع الأيام والاختبار، سيكتشف أن هؤلاء الأعداء: بعضهم من الخارج، والآخر من الداخل، وأنهم ثلاثة وليسوا واحدًا. يختلفون في طبيعتهم كل الاختلاف، كما يختلفون في خططهم وأسلوب الهجوم والأسلحة التي يستخدمونها. ومع ذلك فإن بينهم تنسيقًا كبيرًا، ولهم أهداف مشتركة. والتعامل مع كل عدو يحتاج إلى سلاح خاص يختلف من واحد للآخر. وأن أخطر الأعداء هو الذي يعمل من الداخل.
كما سيكتشف المؤمن أن الصراع دائم وطويل طالما يعيش على هذه الأرض. وكما قال أحدهم: “ما دُمتَ في أرض العدو، فلا تتوقع الهدنة!”. وأنه إذا حقَّق انتصارًا في موقعة، فهذا لا يعني الانتصار في كل موقعة. وأن لحظات الخطر هي لحظات الانتصار. والعدو الذي يتعامل معه لا يهدأ ولا يفشل، لا يتعب ولا ينام، لا يعمل بذات الأسلوب في كل مرة. إنه يطوِّر نفسه بسرعة، ويستخدم أحدث الأساليب التي تناسب كل شخص بحسب ظروفه ومرحلته العمرية وميوله واحتياجاته. إنه من الذكاء الحاد بحيث يدرك النقاط القوية والنقاط الضعيفة في حياة كل مؤمن.
والمشكلة أن هذا المؤمن لم يكن يشعر بهذا الصراع قبل الإيمان. كان يعيش حياته ويعمل ما يريد في هدوء وسلام، ولا يجد أن هناك أعداء يقفون ضده. كان يعمل الخطية دون أن يشعر بمذلة الهزيمة، وربما كان يستمتع بها، أو على الأكثر كان يشعر بعدم راحة في ضميره، خاصة وهو يخوض تجربة جديدة. لم يعرف معنى ب ولا احتاج أن يجاهد ويسهر ويتحذَّر. وهل يمكن أن العدو يُشدِّد الهجوم على مَنْ هو في قبضته؟ كلا. وهل ينبوعٌ واحد ينبع من نفس العين الواحدة الحلو والمر؟ كلا. إن الإنسان الطبيعي قبل الإيمان لا يمتلك سوى طبيعة واحدة؛ وبالتالي لا يوجد صراع. ولكن عندما تدُبّ فيه الحياة الإلهية بأشواقها المقدسة وخصائصها، في الحال سيبدأ الصراع.
سلسلة ب الروحيةوبالطبع فإن هذا المؤمن، يوم ارتبط بالمسيح، لم يكن يخطر بباله على الإطلاق أنه سيواجه هذه المتاعب والصراعات. وربما كان يتوقع طريقًا ناعمًا مليئًا بالبركات والإنجازات والنجاح الروحي والزمني. كيف لا وقد أصبح ابنًا لله ووارثًا لكل غناه، وسكن فيه روح الله، وصار عضوًا في جسد المسيح، ورأسه ممجَّدٌ في السماء فوق كل شيء. أليس كل هذا يعطيه أن يعيش حياة رغدة خالية من المتاعب والمعاناة هنا على الأرض؟ هذا ما يجعله مُتحيِّرًا وهو يجد نفسه على أرض الواقع الأليم مُحَاطًا بالأعداء من كل ناحية، وهو لا يعرف لماذا؟ وعليه أن يسهر ويصمد ويحارب ببسالة إن أراد أن ينتصر ويعيش حياة ناجحة في مواجهة الشيطان والعالم والجسد، وهو يشق طريقه في رحلة صعبة، سائحًا نحو السماء.
ولحديثنا بقية بنعمة الرب


منقول
رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:39 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

وب الروحية واعداء المؤمن


إن أشهر الأعداء الثلاثة التي تحارب المؤمن، وليس من الصعب اكتشافه، وهو معروف لكل الناس، حتى غير المؤمنين، ولو بعض المعرفة، هو ذلك العدو المُسمَّى:
والآن نحتاج أن نعرف مَنْ هو هذا الكائن؟ وما هي طبيعته وقوته وإمكاناته وأسماؤه وأساليب عمله، ولماذا سمح الله بوجوده، وكيف نواجهه ونتعامل معه، وما هو السلاح اللازم للانتصار عليه؟
1 - مَنْ هو؟
من خلال الإعلان المُقدَّم في كلمة الله نعرف أن الشيطان هو شخص حقيقي وليس مجرد قوة أو تأثير أو فكرة أو مبدأ. فنراه يَمْثُل أمام الله ويتكلَّم ويسمع ويحاور ويخرج من محضر الله، ويجول في الأرض ويتمشَّى فيها. ونراه يُلحِق الأذى بأيوب، ويُحَطِّم كل ممتلكاته، ثم يضربه بقرح رديء من باطن قدمه حتى هامته (أيوب1، 2).
ومرة أخرى كان كل جند السماء (الملائكة) واقفين أمام الرب، فقال الرب: «مَنْ يغوي أخآب ملك إسرائيل فيصعد ويسقط في ب في راموت جلعاد؟ فقال هذا هكذا وقال ذاك هكذا. ثم خرج الروح (الشيطان) ووقف أمام الرب وقال: أنا أغويه. فقال له الرب: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون لروح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: إنك تغويه وتقدر. فاخرج وافعل هكذا» (2أخبار18: 18-21). فهو شخص له اتصال بالرب وله تعامل مع البشر، وقُدرة جبارة على غوايتهم.
وهو يتمتع بمركز رفيع ويُعتبَر واحدًا من ذوي الأمجاد، حتى إن ميخائيل رئيس الملائكة عندما خاصمه وتجادل معه بخصوص جسد موسى (جثمانه)، لم يجرؤ أن يحكم عليه بكلام مُهين، وإنما اكتفى بالقول: «لينتهرك (ليزجرك) الرب» (يهوذا 8، 9).
وهو الذي كان قائمًا عن يمين يهوشع الكاهن العظيم ليقاومه ويشتكي عليه إذ كان لابسًا ثيابًا قذرة. فقال الرب: «لينتهرك الرب يا شيطان... أفليس هذا شُعلة مُنتَشَلة من النار؟» (زكريا3: 1-3).
وهو الذي قد جرَّب الرب يسوع عندما كان بالجسد على الأرض، في بداية خدمته، لمدة 40 يومًا في البرية، ثم أخذه على جناح الهيكل، وأخيرًا أخذه على جبل عظيم عالٍ وأراه جميع ممالك العالم ومجدها، وعرض أن يعطيها له في مقابل أن يسجد له المسيح. لكن المسيح انتهره قائلاً: «اذهب يا شيطان! لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى4: 10)، ثم «فارقه إلى حين» (لوقا4: 13).
وهو الذي قبل الصليب طلب التلاميذ لكي يغربلهم كالحنطة (لوقا22: 31). وقد ألقى في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يُسلِّم المسيح (يوحنا13: 2). فهو يُلقي أفكارًا مُدمِّرة في قلب الإنسان وعقله.
وفي عصر الاضطهاد والاستشهاد كان كالأسد المزمجر، ونقرأ القول: «هوذا إبليس مُزمِع أن يُلقي بعضًا منكم في السجن لكي تُجرَّبوا» (رؤيا2: 10).
وهو الذي لطم بولس بشوكة في الجسد (2كورنثوس12). إنه «المُشتكي على إخوتنا نهارًا وليلاً» (رؤيا12: 10). وهو يحارب المؤمنين في كل مكان ويُشـدِّد الهجوم ضد مَنْ يريد أن يعيش بالأمانة للرب وله شهادة ناجحة. إنه يخدع «كما خدعت الحيَّة حواء بمكرها» (2كورنثوس11: 3)، ويزأر كالأسد الذي يجول مُلتمسًا مَنْ يبتلعه (1بطرس5: 8)، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور حتى يَصْعُب اكتشافه (2كورنثوس11: 14).
إنه يُعمي أذهان غير المؤمنين (2كورنثوس4: 4)، ويخطف الكلمة ويضيع تأثيرها حتى من المؤمنين (متى13: 19)، ويُعيق تحركات الخادم وخدمته (1تسالونيكي2: 18).
إن تعبير “الشيطان” بالمفرد يدل على أنه واحد وليس أكثر، وهو أيضًا المُسمَّى “إبليس” و“الحية القديمة” و“التنين العظيم” (رؤيا12: 9). لكننا نفهم أنه الرئيس الأعلى لمملكة كبيرة مُنظَّمة تضم رؤساء وتحتهم سلاطين وتحتهم ولاة وتحتهم عدد لا يُحصَى من أجناد الشر الروحية أي الأرواح الشريرة (أفسس6: 12). ومركز تجمعهم وقيادتهم هي دائرة السماويات. وقد سُمِّيَ الشيطان «رئيس سلطان الهواء» (أفسس2: 2). ومجال نشاطه هو السماوات المخلوقة والأرض، حيث يسيطر على هذا العالم، ولهذا يُسمَّى «رئيس هذا العالم» (يوحنا12: 31؛ 14: 30). كما نقرأ أن «الأرض مُسلَّمة ليد الشرير» (أيوب9: 24)، وذلك بعد سقوط الإنسان.
إنه كائن روحي كالملائكة، وليس له جسد كالإنسان. وهو مخلوق كسائر المخلوقات. وإن كان بالطبع لم يُخلَق كشيطان كما سنرى. ونحن نقرأ عن المسيح أنه: «فيه خُلِق الكل ما في السماوات وما على الأرض، ما يُرَى وما لا يُرَى، سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خُلِق» (كولوسي1: 16). فهو يتبع المخلوقات التي لا تُرَى في العالم غير المنظور. إنه مخلوق عاقل، ناطق، حُر الإرادة، أقوى من الإنسان لأنه روح، خالد ككل الأرواح، لا يفنى ولا يتلاشى. ولكونه مخلوقًا فهو محدود وله بداية، فهو ليس كائنًا أزليًا. وهو محدود أيضًا من حيث المكان والوجود والمعرفة والقدرة والإمكانات. فالله وحده هو الكلي الوجود والحضور، السرمدي، الكلي المعرفة، والكلي القُدرة.
ولحديثنا بقية إن تأنى الرب.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:39 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

ب الروحية: الشيطان


(3) أسماؤه-أصله-سقوطه
رأينا في المرة السابقة أن الشيطان هو شخص حقيقي في العالم غير المنظور، وأنه كائن روحي كالملائكة، وأنه مخلوق عاقل، ناطق، حر الإرادة، خالد. ومن حيث الحكمة والذكاء والقوة، فهو كائن مُتميِّز ومقتدر. وهذه الإمكانات قد أُعطيت له من الله عندما خُلِق. لكنه مع ذلك فهو محدود لأنه مخلوق. وهو رئيس لمملكة ضخمة مُنظَّمة، ولها حرية حركة وسرعة فائقة وتنسيق تام فيما بينها. ودائرة نشاطه هي الأرض والسماوات المخلوقة.
والشيطان لا يعرف المحبة بل هو منبع الكراهية؛ فهو يكره الله ويريد أن يتلف كل ما يعمله، ويُعطِّل ويُفشِّل كل مشروعاته. ويكره الإنسان الذي هو غرض محبة الله، ويسعى لتدميره. إنه قَتَّال للناس من البدء (يوحنا8: 44)، وهو عدو الخير، ومصدر كل شر وفساد وإرهاب في العالم، والعالم خاضع لسيطرته.
وفي مفارقة صارخة نرى أن: [1] المسيح هو «النور يقي» (يوحنا1: 9)، أما الشيطان فهو «سلطان الظلمة» (كولوسي1: 13). [2] المسيح هو «الطريق» (يوحنا14: 6)، أما الشيطان فهو «المُضِل» (2يوحنا7؛ رؤيا12: 9). [3] المسيح هو «» (يوحنا14: 6)، أما الشيطان «فليس فيه حق» (يوحنا8: 44). [4] المسيح هو «الحياة» (يوحنا6: 14) وهو «يُحيي مَنْ يشاء» (يوحنا5: 21)، أما الشيطان فهو الذي «له سلطان الموت» (عبرانيين2: 14). [5] المسيح هو المُحرِّر (يوحنا8: 36)، أما الشيطان فهو المُستعبِد (عبرانيين2: 15). [6] المسيح هو “المُخلِّص” (متى1: 21)، أما الشيطان فهو «المُهلِك» (رؤيا9: 11). [7] المسيح هو «الشفيع» (1يوحنا2: 1)، أما الشيطان فهو «المُشتكي» (رؤيا12: 10).
ويمكننا أن نسترسل في استعراض أشهر الأسماء التي وردت في الكتاب عن هذا العدو، والتي تُحدِّثنا عن أصله، وصفاته، وأعماله على النحو التالي:
[1] «الكروب المُنبسِط المُظلِّل» (حزقيال28: 14)،
[2] «زُهرة بنت الصبح» (إشعياء14: 12)، وهذان الاسمان يُعبِّران عن أصل الشيطان قبل أن يسقط.
[3] «الحية»، «الحية القديمة» (تكوين3؛ رؤيا12: 9)، وهذه أول إشارة للشيطان في الكتاب المقدس بعد سقوطه عندما جرَّب الإنسان في الجنة.
[4] «إله هذا الدهر» (2كورنثوس4: 4).
[5] «رئيس هذا العالم» (يوحنا14: 30؛ 12: 31).
[6] «رئيس سلطان الهواء» (أفسس2: 2)، وهذا يتضمَّن أنه يتحكَّم في ما يُبَث في الفضائيات عن طريق الأقمار الصناعية، كما أنه يُثير العواصف والرياح ويُهيِّج الظروف ضد المؤمن ليُعكِّر صفوه ويُكدِّر حياته.
[7] «الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية» (أفسس2: 2).
[8] «بعلزبول» (متى9: 34).
[9] «التنِّين العظيم» (رؤيا12: 9)، وهذا الاسم يشير إلى شراسته وعداوته.
[10] «بليعال» وتعني “بلا فائدة” (2كورنثوس6: 15).
[11] «الشرير» (يوحنا17: 15؛ أفسس6: 16؛ 1يوحنا2: 14؛ 3: 12).
[12] «كَذَّاب وأبو الكَذَّاب» (يوحنا8: 44)، وهذا ما ظهر في الجنة.
[13] «القوي» (لوقا11: 21)، فقد كان يُحكِم قبضته على النفوس، لكن المسيح وهو “الأقوى” منه قد ربط القوي ونهب أمتعته.
[14] «إبليس» ويعني “المشتكي” (رؤيا12: 10).
[15] «الشيطان» ويعني “الخصم أوالمقاوِم” (أيوب1:  6).
[16] «المُجرِّب»، فقد جرَّب الرب يسوع في بداية خدمته على الأرض (متى4: 3)، وجرَّب المؤمنين (1تسالونيكي3: 5).
[17] «الصياد» (مزمور91: 3) الذي يقتنص النفوس ليُهلكها (2تيموثاوس2: 26).
[18] «الأسد الزائر» الذي يجول مُلتمسًا مَنْ يبتلعه (1بطرس5: 8). [19] «أبدون»، و«أبوليون» (رؤيا9: 11)، وتعني “المُهلِك”.
بعد كل هذا هل يمكن أن يكون الله، وهو نبع الحب والخير، قد خلق هذا الكائن البشع بهذه الصورة؟ الجواب بكل تأكيد: كلا! لقد خلقه في أبهى صورة، وكان أسمى المخلوقات يوم خُلِق. خلقه قبل الإنسان في الماضي السحيق، وكانت له سلطة واسعة ومركز رفيع. ونسمع شهادة الرب نفسه عنه قائلاً: «أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة وكامل الجمال (أي إنه يعكس جمال الخالق وبهائه ومجده وحكمته)... أنت الكروب المُنبسِط المُظلِّل... بين حجارة النار تمشيتَ. أنت كامل في طرقك من يوم خُلِقتَ حتى وُجِد فيك إثم... قد ارتفع قلبك... سأطرحك إلى الأرض» (حزقيال28: 12 18). من هذا النص نفهم أنه عندما خُلق كان كروبًا. والكروبيم (جمع كروب وهو أحد أنواع الملائكة) هم طبقة سامية من الملائكة، ولكل واحد جناحان، وليس ستة أجنحة كالسرافيم (إشعياء6). وهم يختصون بأعمال البر والقضاء. وهم الذين أقامهم الرب الإله بلهيب سيف مُتقلِّب، بعد طرد الإنسان من الجنة، لحراسة طريق شجرة الحياة (تكوين3: 24). وفي خيمة الاجتماع نقرأ عن كروبَيْن من ذهب على غطاء التابوت، مُظللين بأجنحتهما على الغطاء، ووجهاهما نحو الغطاء، حيث يُرش الدم للكفارة، فهما يُمثلان بر الله وقضاءه (خروج25: 18 20).
هذا المخلوق كان أقرب مخلوق لعرش الله. ولفرط جماله البديع ومركزه الرفيع ارتفع قلبه، وكان هذا سبب سقوطه. وعن سقوطه نقرأ هذه الكلمات: «كيف سقطت من السماء يا زُهرة بنت الصبح؟ كيف قُطعتَ إلى الأرض يا قاهر الأمم؟ وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السماوات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله، وأجلس على جبل الاجتماع... أصير مثل العلي. لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجُب» (إشعياء14: 12 15). كانت هذه هي خطية الشيطان الأولى، وعِلَّة سقوطه. وعلى قدر ارتفاعه على قدر ما كان سقوطه عظيمًا. وقد قال الحكيم: «قبل السقوط تشامخ الروح». لقد كان ضمن كواكب الصبح اللامعين الذين هتفوا وترنموا مادحين الخالق العظيم عندما أبدع الخليقة لأول مرة، مُعلِنًا مجده وحكمته وقدرته (أيوب38: 7). لكنه عندما أراد أن يرفع كرسيه فوق كواكب الله ويصير مثل العلي، سقط وانحدر إلى أسافل الجُب، واكتسب كل الخواص البشعة التي رأيناها.
وسنرى في المرة القادمة - بمشيئة الرب - ماذا حدث بعد سقوطه.
محب نصيف
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:39 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

ب الروحية: الشيطان


(3) أسماؤه-أصله-سقوطه
رأينا في المرة السابقة أن الشيطان هو شخص حقيقي في العالم غير المنظور، وأنه كائن روحي كالملائكة، وأنه مخلوق عاقل، ناطق، حر الإرادة، خالد. ومن حيث الحكمة والذكاء والقوة، فهو كائن مُتميِّز ومقتدر. وهذه الإمكانات قد أُعطيت له من الله عندما خُلِق. لكنه مع ذلك فهو محدود لأنه مخلوق. وهو رئيس لمملكة ضخمة مُنظَّمة، ولها حرية حركة وسرعة فائقة وتنسيق تام فيما بينها. ودائرة نشاطه هي الأرض والسماوات المخلوقة.
والشيطان لا يعرف المحبة بل هو منبع الكراهية؛ فهو يكره الله ويريد أن يتلف كل ما يعمله، ويُعطِّل ويُفشِّل كل مشروعاته. ويكره الإنسان الذي هو غرض محبة الله، ويسعى لتدميره. إنه قَتَّال للناس من البدء (يوحنا8: 44)، وهو عدو الخير، ومصدر كل شر وفساد وإرهاب في العالم، والعالم خاضع لسيطرته.
وفي مفارقة صارخة نرى أن: [1] المسيح هو «النور يقي» (يوحنا1: 9)، أما الشيطان فهو «سلطان الظلمة» (كولوسي1: 13). [2] المسيح هو «الطريق» (يوحنا14: 6)، أما الشيطان فهو «المُضِل» (2يوحنا7؛ رؤيا12: 9). [3] المسيح هو «» (يوحنا14: 6)، أما الشيطان «فليس فيه حق» (يوحنا8: 44). [4] المسيح هو «الحياة» (يوحنا6: 14) وهو «يُحيي مَنْ يشاء» (يوحنا5: 21)، أما الشيطان فهو الذي «له سلطان الموت» (عبرانيين2: 14). [5] المسيح هو المُحرِّر (يوحنا8: 36)، أما الشيطان فهو المُستعبِد (عبرانيين2: 15). [6] المسيح هو “المُخلِّص” (متى1: 21)، أما الشيطان فهو «المُهلِك» (رؤيا9: 11). [7] المسيح هو «الشفيع» (1يوحنا2: 1)، أما الشيطان فهو «المُشتكي» (رؤيا12: 10).
ويمكننا أن نسترسل في استعراض أشهر الأسماء التي وردت في الكتاب عن هذا العدو، والتي تُحدِّثنا عن أصله، وصفاته، وأعماله على النحو التالي:
[1] «الكروب المُنبسِط المُظلِّل» (حزقيال28: 14)،
[2] «زُهرة بنت الصبح» (إشعياء14: 12)، وهذان الاسمان يُعبِّران عن أصل الشيطان قبل أن يسقط.
[3] «الحية»، «الحية القديمة» (تكوين3؛ رؤيا12: 9)، وهذه أول إشارة للشيطان في الكتاب المقدس بعد سقوطه عندما جرَّب الإنسان في الجنة.
[4] «إله هذا الدهر» (2كورنثوس4: 4).
[5] «رئيس هذا العالم» (يوحنا14: 30؛ 12: 31).
[6] «رئيس سلطان الهواء» (أفسس2: 2)، وهذا يتضمَّن أنه يتحكَّم في ما يُبَث في الفضائيات عن طريق الأقمار الصناعية، كما أنه يُثير العواصف والرياح ويُهيِّج الظروف ضد المؤمن ليُعكِّر صفوه ويُكدِّر حياته.
[7] «الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية» (أفسس2: 2).
[8] «بعلزبول» (متى9: 34).
[9] «التنِّين العظيم» (رؤيا12: 9)، وهذا الاسم يشير إلى شراسته وعداوته.
[10] «بليعال» وتعني “بلا فائدة” (2كورنثوس6: 15).
[11] «الشرير» (يوحنا17: 15؛ أفسس6: 16؛ 1يوحنا2: 14؛ 3: 12).
[12] «كَذَّاب وأبو الكَذَّاب» (يوحنا8: 44)، وهذا ما ظهر في الجنة.
[13] «القوي» (لوقا11: 21)، فقد كان يُحكِم قبضته على النفوس، لكن المسيح وهو “الأقوى” منه قد ربط القوي ونهب أمتعته.
[14] «إبليس» ويعني “المشتكي” (رؤيا12: 10).
[15] «الشيطان» ويعني “الخصم أوالمقاوِم” (أيوب1:  6).
[16] «المُجرِّب»، فقد جرَّب الرب يسوع في بداية خدمته على الأرض (متى4: 3)، وجرَّب المؤمنين (1تسالونيكي3: 5).
[17] «الصياد» (مزمور91: 3) الذي يقتنص النفوس ليُهلكها (2تيموثاوس2: 26).
[18] «الأسد الزائر» الذي يجول مُلتمسًا مَنْ يبتلعه (1بطرس5: 8). [19] «أبدون»، و«أبوليون» (رؤيا9: 11)، وتعني “المُهلِك”.
بعد كل هذا هل يمكن أن يكون الله، وهو نبع الحب والخير، قد خلق هذا الكائن البشع بهذه الصورة؟ الجواب بكل تأكيد: كلا! لقد خلقه في أبهى صورة، وكان أسمى المخلوقات يوم خُلِق. خلقه قبل الإنسان في الماضي السحيق، وكانت له سلطة واسعة ومركز رفيع. ونسمع شهادة الرب نفسه عنه قائلاً: «أنت خاتم الكمال، ملآن حكمة وكامل الجمال (أي إنه يعكس جمال الخالق وبهائه ومجده وحكمته)... أنت الكروب المُنبسِط المُظلِّل... بين حجارة النار تمشيتَ. أنت كامل في طرقك من يوم خُلِقتَ حتى وُجِد فيك إثم... قد ارتفع قلبك... سأطرحك إلى الأرض» (حزقيال28: 12 18). من هذا النص نفهم أنه عندما خُلق كان كروبًا. والكروبيم (جمع كروب وهو أحد أنواع الملائكة) هم طبقة سامية من الملائكة، ولكل واحد جناحان، وليس ستة أجنحة كالسرافيم (إشعياء6). وهم يختصون بأعمال البر والقضاء. وهم الذين أقامهم الرب الإله بلهيب سيف مُتقلِّب، بعد طرد الإنسان من الجنة، لحراسة طريق شجرة الحياة (تكوين3: 24). وفي خيمة الاجتماع نقرأ عن كروبَيْن من ذهب على غطاء التابوت، مُظللين بأجنحتهما على الغطاء، ووجهاهما نحو الغطاء، حيث يُرش الدم للكفارة، فهما يُمثلان بر الله وقضاءه (خروج25: 18 20).
هذا المخلوق كان أقرب مخلوق لعرش الله. ولفرط جماله البديع ومركزه الرفيع ارتفع قلبه، وكان هذا سبب سقوطه. وعن سقوطه نقرأ هذه الكلمات: «كيف سقطت من السماء يا زُهرة بنت الصبح؟ كيف قُطعتَ إلى الأرض يا قاهر الأمم؟ وأنت قلت في قلبك: أصعد إلى السماوات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله، وأجلس على جبل الاجتماع... أصير مثل العلي. لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجُب» (إشعياء14: 12 15). كانت هذه هي خطية الشيطان الأولى، وعِلَّة سقوطه. وعلى قدر ارتفاعه على قدر ما كان سقوطه عظيمًا. وقد قال الحكيم: «قبل السقوط تشامخ الروح». لقد كان ضمن كواكب الصبح اللامعين الذين هتفوا وترنموا مادحين الخالق العظيم عندما أبدع الخليقة لأول مرة، مُعلِنًا مجده وحكمته وقدرته (أيوب38: 7). لكنه عندما أراد أن يرفع كرسيه فوق كواكب الله ويصير مثل العلي، سقط وانحدر إلى أسافل الجُب، واكتسب كل الخواص البشعة التي رأيناها.
وسنرى في المرة القادمة - بمشيئة الرب - ماذا حدث بعد سقوطه.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:40 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

الشيطان


3- ماذا حدث بعد سقوطه؟

رأينا في المقالتن السابقين الشيطان، ذلك الكروب المُنبسِط المُظلِّل، الملآن حكمة وكامل الجمال، الذي كان على جبل الله المُقدَّس، في أقرب مكان لله؛ وكيف ارتفع قلبه، وأفسد حكمته، إذ قال في قلبه: أصعد إلى السماوات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله، أجلس على جبل الاجتماع، أصير مثل العلي. فكانت النتيجة أنه طُرح إلى الأرض، وانحدر إلى أسافل الجب، وسقط من عليائه. وعلى قدر ما كان مركزه رفيعًا، كان سقوطه عظيمًا (حزقيال28؛ إشعياء14).
وعندما سقط لم يجلب الدمار على نفسه فقط، بل على كل مملكته وجنوده الذين شاركوه هذا التمرد؛ فسقطوا معه وطُرحوا إلى الأرض. وكان ذلك قبل خلق الإنسان بزمان. وينحصر تاريخ هذا السقوط بين خلق السماوات والأرض، في بداية الزمن، في ماضٍ سحيق غير مُحدَّد؛ وبين خرابها وإعادة ترتيبها وتنظيمها وتعميرها مرة أخرى في ستة أيام الخلق. فنقرأ القول: «في البدء خلق الله السماوات والأرض. وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظُلمة. وروح الله يرف على وجه المياه» (تكوين1: 1، 2). في العدد الأول نرى السماوات والأرض في نظام مُستَكمَل بديع، وتوافق عجيب لا يُعكِّره أو يُكدِّره شيء. لقد خلق السماوات بشموسها وأقمارها ونجومها وأجرامها التي لا حصر لها ولا استقصاء لأبعادها وأحجامها. كما خلق الأرض مُبهِجة ومُناسِبة للسكن. فهو «لم يخلقها باطلاً (أي خربة وخالية)، بل للسكن صوَّرها» (إشعياء45: 18). تلك كانت صورة الكون يوم أتقنته حكمة الله، وأبدعته قدرته السرمدية. وقد ترنَّمت لرؤياه كواكب الصبح وهتف جميع الملائكة (أيوب38: 7). وفي العدد الثاني نقرأ القول: «وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظُلمة». لا شك أن عدوًا خطيرًا فعل هذا، وأن هذا التخريب هو شيءٌ طارئٌ عليها وليس أصيلاً في خلقها. إننا نرى هنا أرضًا بلا سماء، أرضًا مدفونة تحت غمار المياه الطامية الهائجة. وعلى وجه هذا الغمر ظُلمة تغطي المشهد كله. ونستنتج أن كارثة كونية رهيبة أصابت هذه الصورة الجميلة التي بَدَتْ فيها الخليقة أولاً، فأمست الأرض خربة وخالية.
ولا شك أن الخراب والخلاء والظلام هو عمل قضائي يرتبط بالشر، والشيطان هو ”سلطان الظلمة“. فنقرأ، على سبيل المثال، عن القضاء الآتي على أرض أدوم هذه الكلمات: «يمد عليها خيط الخراب ومِطمار الخلاء» (إشعياء34: 11). وأيضًا عن القضاء الآتي على أرض إسرائيل يقول: «نظرت إلى الأرض وإذا هي خربة وخالية، وإلى السماوات فلا نور لها» (إرميا4: 23).
وعلى الرغم من أن الكتاب صَمَتَ ولم يخبرنا عما حدث في ذلك الزمان الغابر، لكن يمكننا استنتاج أن الشيطان، وهو العدو الأول لله، والذي يريد أن يُتلف كل ما يعمله لمجده ومَسَرته، ويُفشِّل كل مشروعاته، هو الذي أدخل هذا التشويش والدمار والظلمة على المشهد عندما سقط. ونحن نقرأ عن الشيطان هذه الكلمات: «أ هذا هو الرجل الذي زلزل الأرض وزعزع الممالك، الذي جعل العالم كقفر وهدم مدنه؟» (إشعياء14: 16، 17). وهذا النص الواضح يؤكِّد أن الشيطان هو السبب المباشر لهذه الكارثة التي مَحَت كل صور الحياة من الأرض.
ويجب أن نفهم أن هناك فاصلاً دهريًا كبيرًا بين العدد الأول والعدد الثاني من الأصحاح الأول من سفر التكوين، تعاقبت فيه عصور جيولوجية. ولقد كانت هناك، في عالم ما قبل الخراب، صورٌ من الحياة، ولكن لم يكن هناك إنسان. فالكتاب يقرِّر بوضوح أن آدم هو «الإنسان الأول» (1كورنثوس15: 45)، وقد خُلِق في اليوم السادس من أيام الخلق (تكوين1: 26، 31)، عندما بدأ الله يعيد ترتيب الكون وتعمير الأرض. ويمكن استنتاج عُمر الإنسان أنه تجاوز ستة آلاف سنة، أما عمر الأرض فأقدم من ذلك. وهذا ما قاله الكتاب عن ابن الله الخالق: «من قِدَم أسستَ الأرض، والسماوات هي عمل يديك» (مزمور102: 25). وهذا ما أثبتته الحفريات. فقد كانت هناك حياة نباتية وحيوانية في أحقاب مختلفة سحيقة القدم. والإشارة إلى ”الغمر“، أو المياه الغامرة، يؤيد وجود الحياة على كوكب الأرض في تلك الأحقاب، فلا حياة بدون مياه، والأرض هي الكوكب الذي يتميَّز بوجود المياه. لقد خلق الله الكائنات على أطوار متدرجة في الارتقاء، وكل طور كان يعيش عصره ثم يندثر ليفسح المجال لفصيلة أخرى من الكائنات. وخلال تلك الأحقاب تكوَّنت سلاسل الجبال بكل ما تحويه من كنوز دفينة بقيت لخير الإنسان. وإلا فأين نجد في ستة أيام الخلق ذكرًا لتكوين الصخور النارية والرسوبية والتحولية؟ وارتفاع سلاسل الجبال وآثار النظم النهرية؟ وأين نجد المخلوقات العضوية من بحرية وبرية، نباتية وحيوانية. إن هذا الفاصل الدهري يُفسِّر الكثير من الاكتشافات العلمية والجيولوجية في العصر الحديث.
ولكن لماذا سمح الله للشيطان أن يُخرِّب الأرض بهذا الشكل المُخيف؟ إن الله هو صاحب السلطان المطلق، ولا يوجد مَنْ هو أقوى منه، وحاشا أن يُغلَب من الشيطان، لكنه يستخدمه ليُنجز مشيئته كاملة الإتقان. فيرى البعض أن الشيطان قد استخدم كل قوته وجبروته وغضبه في تخريب الأرض، ولكن بسبب هذا الخراب حدثت تغيرات في طبقات الأرض، وارتفع إلى الطبقات العليا من القشرة الأرضية الكثير من الثروات والخزائن المدفونة من المعادن والمواد العضوية مثل الذهب والفضة والأحجار الكريمة والبترول وغيرها. ولولا هذا الخراب الذي حلَّ بالأرض، ما استطاع الإنسان أن يصل إلى باطن الأرض ليستفيد من مخزونها العظيم. وهكذا نرى أن الله يغلب الشر بالخير، ويُحوِّل الدمار إلى بركة لفائدة الإنسان الذي يحبه.
admin غير متواجد حالياً أضافة تقييم إلى admin تقرير بمشاركة سيئة رد مع اقتباس إقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
قديم 28-03-2012, 03:56 PM #6

الصورة الرمزية admin

رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: http://www.sg-es.net
المشاركات: 23,961
معدل التقييم : 11
admin تم تعطيل التقييم

افتراضي
3- ماذا حدث بعد سقوطه؟

رأينا في المقالتن السابقين الشيطان، ذلك الكروب المُنبسِط المُظلِّل، الملآن حكمة وكامل الجمال، الذي كان على جبل الله المُقدَّس، في أقرب مكان لله؛ وكيف ارتفع قلبه، وأفسد حكمته، إذ قال في قلبه: أصعد إلى السماوات، أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله، أجلس على جبل الاجتماع، أصير مثل العلي. فكانت النتيجة أنه طُرح إلى الأرض، وانحدر إلى أسافل الجب، وسقط من عليائه. وعلى قدر ما كان مركزه رفيعًا، كان سقوطه عظيمًا (حزقيال28؛ إشعياء14).
وعندما سقط لم يجلب الدمار على نفسه فقط، بل على كل مملكته وجنوده الذين شاركوه هذا التمرد؛ فسقطوا معه وطُرحوا إلى الأرض. وكان ذلك قبل خلق الإنسان بزمان. وينحصر تاريخ هذا السقوط بين خلق السماوات والأرض، في بداية الزمن، في ماضٍ سحيق غير مُحدَّد؛ وبين خرابها وإعادة ترتيبها وتنظيمها وتعميرها مرة أخرى في ستة أيام الخلق. فنقرأ القول: «في البدء خلق الله السماوات والأرض. وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظُلمة. وروح الله يرف على وجه المياه» (تكوين1: 1، 2). في العدد الأول نرى السماوات والأرض في نظام مُستَكمَل بديع، وتوافق عجيب لا يُعكِّره أو يُكدِّره شيء. لقد خلق السماوات بشموسها وأقمارها ونجومها وأجرامها التي لا حصر لها ولا استقصاء لأبعادها وأحجامها. كما خلق الأرض مُبهِجة ومُناسِبة للسكن. فهو «لم يخلقها باطلاً (أي خربة وخالية)، بل للسكن صوَّرها» (إشعياء45: 18). تلك كانت صورة الكون يوم أتقنته حكمة الله، وأبدعته قدرته السرمدية. وقد ترنَّمت لرؤياه كواكب الصبح وهتف جميع الملائكة (أيوب38: 7). وفي العدد الثاني نقرأ القول: «وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظُلمة». لا شك أن عدوًا خطيرًا فعل هذا، وأن هذا التخريب هو شيءٌ طارئٌ عليها وليس أصيلاً في خلقها. إننا نرى هنا أرضًا بلا سماء، أرضًا مدفونة تحت غمار المياه الطامية الهائجة. وعلى وجه هذا الغمر ظُلمة تغطي المشهد كله. ونستنتج أن كارثة كونية رهيبة أصابت هذه الصورة الجميلة التي بَدَتْ فيها الخليقة أولاً، فأمست الأرض خربة وخالية.
ولا شك أن الخراب والخلاء والظلام هو عمل قضائي يرتبط بالشر، والشيطان هو ”سلطان الظلمة“. فنقرأ، على سبيل المثال، عن القضاء الآتي على أرض أدوم هذه الكلمات: «يمد عليها خيط الخراب ومِطمار الخلاء» (إشعياء34: 11). وأيضًا عن القضاء الآتي على أرض إسرائيل يقول: «نظرت إلى الأرض وإذا هي خربة وخالية، وإلى السماوات فلا نور لها» (إرميا4: 23).
وعلى الرغم من أن الكتاب صَمَتَ ولم يخبرنا عما حدث في ذلك الزمان الغابر، لكن يمكننا استنتاج أن الشيطان، وهو العدو الأول لله، والذي يريد أن يُتلف كل ما يعمله لمجده ومَسَرته، ويُفشِّل كل مشروعاته، هو الذي أدخل هذا التشويش والدمار والظلمة على المشهد عندما سقط. ونحن نقرأ عن الشيطان هذه الكلمات: «أ هذا هو الرجل الذي زلزل الأرض وزعزع الممالك، الذي جعل العالم كقفر وهدم مدنه؟» (إشعياء14: 16، 17). وهذا النص الواضح يؤكِّد أن الشيطان هو السبب المباشر لهذه الكارثة التي مَحَت كل صور الحياة من الأرض.
ويجب أن نفهم أن هناك فاصلاً دهريًا كبيرًا بين العدد الأول والعدد الثاني من الأصحاح الأول من سفر التكوين، تعاقبت فيه عصور جيولوجية. ولقد كانت هناك، في عالم ما قبل الخراب، صورٌ من الحياة، ولكن لم يكن هناك إنسان. فالكتاب يقرِّر بوضوح أن آدم هو «الإنسان الأول» (1كورنثوس15: 45)، وقد خُلِق في اليوم السادس من أيام الخلق (تكوين1: 26، 31)، عندما بدأ الله يعيد ترتيب الكون وتعمير الأرض. ويمكن استنتاج عُمر الإنسان أنه تجاوز ستة آلاف سنة، أما عمر الأرض فأقدم من ذلك. وهذا ما قاله الكتاب عن ابن الله الخالق: «من قِدَم أسستَ الأرض، والسماوات هي عمل يديك» (مزمور102: 25). وهذا ما أثبتته الحفريات. فقد كانت هناك حياة نباتية وحيوانية في أحقاب مختلفة سحيقة القدم. والإشارة إلى ”الغمر“، أو المياه الغامرة، يؤيد وجود الحياة على كوكب الأرض في تلك الأحقاب، فلا حياة بدون مياه، والأرض هي الكوكب الذي يتميَّز بوجود المياه. لقد خلق الله الكائنات على أطوار متدرجة في الارتقاء، وكل طور كان يعيش عصره ثم يندثر ليفسح المجال لفصيلة أخرى من الكائنات. وخلال تلك الأحقاب تكوَّنت سلاسل الجبال بكل ما تحويه من كنوز دفينة بقيت لخير الإنسان. وإلا فأين نجد في ستة أيام الخلق ذكرًا لتكوين الصخور النارية والرسوبية والتحولية؟ وارتفاع سلاسل الجبال وآثار النظم النهرية؟ وأين نجد المخلوقات العضوية من بحرية وبرية، نباتية وحيوانية. إن هذا الفاصل الدهري يُفسِّر الكثير من الاكتشافات العلمية والجيولوجية في العصر الحديث.
ولكن لماذا سمح الله للشيطان أن يُخرِّب الأرض بهذا الشكل المُخيف؟ إن الله هو صاحب السلطان المطلق، ولا يوجد مَنْ هو أقوى منه، وحاشا أن يُغلَب من الشيطان، لكنه يستخدمه ليُنجز مشيئته كاملة الإتقان. فيرى البعض أن الشيطان قد استخدم كل قوته وجبروته وغضبه في تخريب الأرض، ولكن بسبب هذا الخراب حدثت تغيرات في طبقات الأرض، وارتفع إلى الطبقات العليا من القشرة الأرضية الكثير من الثروات والخزائن المدفونة من المعادن والمواد العضوية مثل الذهب والفضة والأحجار الكريمة والبترول وغيرها. ولولا هذا الخراب الذي حلَّ بالأرض، ما استطاع الإنسان أن يصل إلى باطن الأرض ليستفيد من مخزونها العظيم. وهكذا نرى أن الله يغلب الشر بالخير، ويُحوِّل الدمار إلى بركة لفائدة الإنسان الذي يحبه.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:41 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

الشيطان والإنسان في الجنة


رأينا فيما سبق كيف سقط الشيطان من عليائه عند ما ارتفع قلبه، وكيف أنه بعد سقوطه خرَّب الأرض وجعل العالم كقفرٍ، وعلى وجه الغمر ظلمة، وشوَّه جمال الخليقة التي أبدعها الله لمسرَّته، والتي لروعتها وجمالها ترنَّمت كواكب الصبح معًا وهتف جميع بني الله.
إنه هو العدو الأول لله، والذي يريد أن يُفسِد كل مشروعاته ويُعطِّل كل مقاصده.
لكن الله أعاد ترتيب الكون في ستة أيام. فقال أن يُشرِق نور من ظلمة، وفصل بين النور والظلمة، وبين الأرض والسماء، وبين البحار واليابسة. وقال أن تُنبِت الأرض وتُثمِر. وعمل الشمس والقمر والنجوم وكل ما يدور في الأفلاك. وخلق ذوات الأنفس الحية (أسماك وطيور وحيوانات). وأخيرًا خلق الإنسان على صورته كشبهه، إذ جبله ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فأعطاه الروح العاقلة الناطقة الخالدة التي تُميِّزه عن سائر المخلوقات. هذه الروح تفهم الله وتَحِن إليه لأنه مصدرها، وتتواصل معه وتستريح فيه ولا تستغني عنه.
وقد سلَّطه الله على كل الخليقة، وجعله تاجًا ورأسًا لها. فدعا آدم بأسماء جميع الكائنات الحية، والله صَادَقَ على ذلك. وكانت الخليقة كلها تخضع له، وكان هو صاحب السلطان، ويُمثِّل الله في الخليقة. ورأى الله أن كل ما عمله إذا هو حسنٌ جدًّا.
وعند ما أراد أن يصنع له بيتًا يعيش فيه، غرس جنَّةً في عدن، ووضع فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. هناك وضع آدم ليسكن هانئًا آمنًا ويعمل في الجنَّة ويحفظها.
وعند ما رآه وحيدًا لا يجد مَنْ يحكي معه ويشاركه أفكاره واهتماماته وأفراحه وعواطفه، قال الرب الإله: «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له مُعينًا نظيره» (تكوين2: 18). وكما خلق آدم بطريقة مُمَيَّزَة، هكذا خلق المرأة بطريقة مُمَيَّزَة إذ أوقع سُباتًا على آدم فنام وأخذ واحدة من أضلاعه، وبناها امرأة، وأحضرها إلى آدم.
وفي كل هذا برهن الله على حبه للإنسان الذي خلقه، وقصده الصالح من جهته. فقد عمل كل الخير لإسعاده، وكل ما يكفي لإشباع احتياجاته الروحية والنفسية والجسدية. وكان كل ما حوله ينطق بالعناية والرعاية والحب والاهتمام الأبوي من جانب الله نحوه. ولم يكن الله بعيدًا عنه بل كان يأتي لزيارته كل صباح، ويتفقد أحواله، ويُسعِده بالشركة والتواصل والحديث معه، كأب مسرور بابنه.
بقي أن الله، وهو صاحب السلطان الأعلى، باعتباره الخالق لكل المخلوقات بما فيها الإنسان، وصاحب الفضل في كل ما صنع لإسعاد الإنسان، له أن يرى التقدير والاحترام والمهابة والإكرام والطاعة والإذعان من جانب الإنسان لجلاله ومجده وعظمته وسلطانه. وهذا ما تفعله الخليقة وكل الملائكة التي تُسبِّح وتمدح وتُحدِّث بمجد الله وتُخبِر بعظمة قدرته وحكمته. فبالأولى كثيرًا الإنسان الذي أحبه وميَّزه وسلَّطه على كل الخليقة. وما كان يليق به أقل من ذلك!
لهذا أعطاه وصية واحدة قائلاً: «من جميع شجر الجنَّة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشَّر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» (تكوين2: 16، 17).
لم يعطِه أمرًا بل وصية، فالعلاقة علاقة حُب في المقام الأول، وليست علاقة سيد بعبده. وهذه الوصية لم تكن للحرمان بل للامتحان، فقد كان له مُطلَق ية أن يأكل من جميع شجر الجنَّة ويستمتع بكل ما حوله، عدا هذه الشجرة الواحدة. ولم تكن الوصية أن يفعل شيئًا عسيرًا بل أن لا يفعل؛ أي إن الوصية سلبية، وهذا أسهل بكثير.
وقد تقبَّل آدم هذه الوصية بسرور ولم يشعر بأمر شاق. وكان أمرًا طبيعيًّا أن يطيع ويحترم الوصية الإلهية مُعبِّرًا عن تقديره ومحبته لله صاحب الفضل وصاحب السلطان الأعلى. فماذا حدث بعد ذلك؟
لقد عزَّ على الشيطان أن يرى الإنسان سعيدًا مُستريحًا، مُتسلِّطًا على كل الخليقة، وكل الخليقة تخضع له. وعزَّ عليه أن يراه مُستمتعًا بالعلاقة الحميمة مع الله؛ مصدر الحب والخير والصلاح. وعزَّ عليه أن يرى الله مسرورًا بالإنسان، واجدًا لذَّته فيه، في توافق وانسجام معه إذ كان على صورته كشبهه، ولم يكن هناك ما يُعكِّر صفو هذه العلاقة. فماذا فعل؟
لقد أراد أن يُحطِّم مشروع الله ومقاصده من جهة الإنسان، ويُفسد العلاقة الحميمة معه، ويُدمِّر الإنسان ويُفقده السلطان ويقوده إلى العصيان، فيكسر الوصية ويفعل الخطية، والنتيجة أنه يُلحِق الإهانة بالله، ويجلب الموت واللعنة والدمار على نفسه وعلى كل الخليقة وكل الجنس البشري من بعده، فكيف وصل إلى غايته؟
لقد أتى إلى الإنسان في الجنَّة، واستغل أجمل وأذكى الحيوانات التي عملها الرب الإله وهي الحيَّة، ودخل فيها. وكلمة “الحيَّة” تعني “اللامع أو البهي”، وكانت كذلك يوم خُلِقَتْ، ويوم دعاها آدم بهذا الاسم. وهكذا نرى أن الشيطان يتستَّر وراء كل ما هو جميل وجذاب ومُثير، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور لكي يخدع النفوس ويجعلها تُصغي إلى همساته دون أن تشعر بالانزعاج والقلق. فكيف دار الحوار بينه وبين المرأة في الجنة لأول مرة؟ ومنه نتعلَّم أسلوب الشيطان لكي نتحذَّر ولا نجهل أفكاره.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:42 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

الشيطان والإنسان في الجنة


رأينا فيما سبق كيف سقط الشيطان من عليائه عند ما ارتفع قلبه، وكيف أنه بعد سقوطه خرَّب الأرض وجعل العالم كقفرٍ، وعلى وجه الغمر ظلمة، وشوَّه جمال الخليقة التي أبدعها الله لمسرَّته، والتي لروعتها وجمالها ترنَّمت كواكب الصبح معًا وهتف جميع بني الله.
إنه هو العدو الأول لله، والذي يريد أن يُفسِد كل مشروعاته ويُعطِّل كل مقاصده.
لكن الله أعاد ترتيب الكون في ستة أيام. فقال أن يُشرِق نور من ظلمة، وفصل بين النور والظلمة، وبين الأرض والسماء، وبين البحار واليابسة. وقال أن تُنبِت الأرض وتُثمِر. وعمل الشمس والقمر والنجوم وكل ما يدور في الأفلاك. وخلق ذوات الأنفس الحية (أسماك وطيور وحيوانات). وأخيرًا خلق الإنسان على صورته كشبهه، إذ جبله ترابًا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فأعطاه الروح العاقلة الناطقة الخالدة التي تُميِّزه عن سائر المخلوقات. هذه الروح تفهم الله وتَحِن إليه لأنه مصدرها، وتتواصل معه وتستريح فيه ولا تستغني عنه.
وقد سلَّطه الله على كل الخليقة، وجعله تاجًا ورأسًا لها. فدعا آدم بأسماء جميع الكائنات الحية، والله صَادَقَ على ذلك. وكانت الخليقة كلها تخضع له، وكان هو صاحب السلطان، ويُمثِّل الله في الخليقة. ورأى الله أن كل ما عمله إذا هو حسنٌ جدًّا.
وعند ما أراد أن يصنع له بيتًا يعيش فيه، غرس جنَّةً في عدن، ووضع فيها كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. هناك وضع آدم ليسكن هانئًا آمنًا ويعمل في الجنَّة ويحفظها.
وعند ما رآه وحيدًا لا يجد مَنْ يحكي معه ويشاركه أفكاره واهتماماته وأفراحه وعواطفه، قال الرب الإله: «ليس جيدًا أن يكون آدم وحده، فأصنع له مُعينًا نظيره» (تكوين2: 18). وكما خلق آدم بطريقة مُمَيَّزَة، هكذا خلق المرأة بطريقة مُمَيَّزَة إذ أوقع سُباتًا على آدم فنام وأخذ واحدة من أضلاعه، وبناها امرأة، وأحضرها إلى آدم.
وفي كل هذا برهن الله على حبه للإنسان الذي خلقه، وقصده الصالح من جهته. فقد عمل كل الخير لإسعاده، وكل ما يكفي لإشباع احتياجاته الروحية والنفسية والجسدية. وكان كل ما حوله ينطق بالعناية والرعاية والحب والاهتمام الأبوي من جانب الله نحوه. ولم يكن الله بعيدًا عنه بل كان يأتي لزيارته كل صباح، ويتفقد أحواله، ويُسعِده بالشركة والتواصل والحديث معه، كأب مسرور بابنه.
بقي أن الله، وهو صاحب السلطان الأعلى، باعتباره الخالق لكل المخلوقات بما فيها الإنسان، وصاحب الفضل في كل ما صنع لإسعاد الإنسان، له أن يرى التقدير والاحترام والمهابة والإكرام والطاعة والإذعان من جانب الإنسان لجلاله ومجده وعظمته وسلطانه. وهذا ما تفعله الخليقة وكل الملائكة التي تُسبِّح وتمدح وتُحدِّث بمجد الله وتُخبِر بعظمة قدرته وحكمته. فبالأولى كثيرًا الإنسان الذي أحبه وميَّزه وسلَّطه على كل الخليقة. وما كان يليق به أقل من ذلك!
لهذا أعطاه وصية واحدة قائلاً: «من جميع شجر الجنَّة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشَّر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» (تكوين2: 16، 17).
لم يعطِه أمرًا بل وصية، فالعلاقة علاقة حُب في المقام الأول، وليست علاقة سيد بعبده. وهذه الوصية لم تكن للحرمان بل للامتحان، فقد كان له مُطلَق ية أن يأكل من جميع شجر الجنَّة ويستمتع بكل ما حوله، عدا هذه الشجرة الواحدة. ولم تكن الوصية أن يفعل شيئًا عسيرًا بل أن لا يفعل؛ أي إن الوصية سلبية، وهذا أسهل بكثير.
وقد تقبَّل آدم هذه الوصية بسرور ولم يشعر بأمر شاق. وكان أمرًا طبيعيًّا أن يطيع ويحترم الوصية الإلهية مُعبِّرًا عن تقديره ومحبته لله صاحب الفضل وصاحب السلطان الأعلى. فماذا حدث بعد ذلك؟
لقد عزَّ على الشيطان أن يرى الإنسان سعيدًا مُستريحًا، مُتسلِّطًا على كل الخليقة، وكل الخليقة تخضع له. وعزَّ عليه أن يراه مُستمتعًا بالعلاقة الحميمة مع الله؛ مصدر الحب والخير والصلاح. وعزَّ عليه أن يرى الله مسرورًا بالإنسان، واجدًا لذَّته فيه، في توافق وانسجام معه إذ كان على صورته كشبهه، ولم يكن هناك ما يُعكِّر صفو هذه العلاقة. فماذا فعل؟
لقد أراد أن يُحطِّم مشروع الله ومقاصده من جهة الإنسان، ويُفسد العلاقة الحميمة معه، ويُدمِّر الإنسان ويُفقده السلطان ويقوده إلى العصيان، فيكسر الوصية ويفعل الخطية، والنتيجة أنه يُلحِق الإهانة بالله، ويجلب الموت واللعنة والدمار على نفسه وعلى كل الخليقة وكل الجنس البشري من بعده، فكيف وصل إلى غايته؟
لقد أتى إلى الإنسان في الجنَّة، واستغل أجمل وأذكى الحيوانات التي عملها الرب الإله وهي الحيَّة، ودخل فيها. وكلمة “الحيَّة” تعني “اللامع أو البهي”، وكانت كذلك يوم خُلِقَتْ، ويوم دعاها آدم بهذا الاسم. وهكذا نرى أن الشيطان يتستَّر وراء كل ما هو جميل وجذاب ومُثير، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور لكي يخدع النفوس ويجعلها تُصغي إلى همساته دون أن تشعر بالانزعاج والقلق. فكيف دار الحوار بينه وبين المرأة في الجنة لأول مرة؟ ومنه نتعلَّم أسلوب الشيطان لكي نتحذَّر ولا نجهل أفكاره.
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:42 AM   رقم المشاركة : ( 8 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

الحية القديمة


نُخطئ لو تجاهلنا أن الشيطان يمتلك قدرة فائقة على الغواية والخداع، وهو في منتهى الذكاء والدهاء. وقد رأيناه في المرة السابقة يستغل أجمل وأذكى المخلوقات، وهي الحيَّة، ويدخل فيها، ليتحدث إلى الإنسان. فهو يتستَّر وراء كل ما هو جميل وجذَّاب ومُثير، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور لكي يخدع النفوس.
والإشارة الأولى في الكتاب المقدس إلى الشيطان نجدها في تكوين3، في لقائه الأول مع الإنسان في الجنَّة. ويُلفت النظر أنه لا يُذكَر هناك باسم «الشيطان» والذي يعني “المُقاوِم”، ولا «إبليس» والذي يعني “المُشتكي”، بل نجده “كالحيَّة” الناعمة الخادعة الماكرة.
والحيَّة تستطيع أن تُغيِّر جلدها، وتتلون بلون المكان الذي تعيش فيه، وتبدو دائمًا في جلد جديد وشكل جديد. والشيطان لا يتعامل مع الناس بطريقة واحدة، بل دائمًا مُتغيِّرٌ ومتطورٌ مع الزمن بما يناسب كل النوعيات والثقافات.
وكثيرًا ما يأتي متوددًا كالصديق، لطيفًا وناعمًا ومُغريًا حتى يتمكَّن من الإنسان، وسُرعان ما يبث السم المُميت، فهو قتَّالٌ للناس من البدء.
وفي جولته الأولى مع الإنسان في الجنَّة نتعلَّم الكثير عن أساليبه وحِيَله لكي نسهر ونتحذر لئلا نسقط، فكيف جاء وماذا فعل؟
1- درس شخصية آدم وشخصية حواء، واكتشف بسهولة أن المرأة هي الأسهل في الغواية، فهي الإناء الأضعف، ويمكن التأثير عليها بشكل أسرع، وأمام الإغراء ستضعف مقاومتها. فذهب للمرأة وليس للرجل.
وإلى كل فتاة نقول: إذا كان ذلك كذلك؛ فعليكِ أن تحتمي في الرب حصن الأمان وملجإ الضعيف، ولتكن صلاتك: «احفظني يا الله لأني عليك توكلت» (مزمور16: 1)! وبالطبع فإن الشاب ليس بعيدًا عن الغواية، وإن كانت المرأة هي “الأضعف” فالرجل هو “الإناء الضعيف”.
2- خشي أن تسأل رجلها وتناقش الأمر معه، في حالة وجوده بجانبها، فهذا يمكن أن يُفشِّل المحاولة. فانتهز الفرصة عندما كانت وحيدة وبعيدة عن رجلها ولو للحظات، وذهب إلى المرأة بمفردها.
لقد قال الحكيم: «اثنان خيرٌ من واحد... وويل لمَنْ هو وحده» (جامعة4: 9، 10). وكم من المرات كانت الوحدة مجالاً للتجربة. لذلك ننصح بالرفقة المُقدَّسة والشركة مع القدِّيسين، وهذا سيساعد في وقت التجربة.
3- استَغَلَّ وجود المرأة بجوار الشجرة المنهي عنها. وكان هذا في صالح المُجرِّب، وعاملاً مؤثرًا في التجربة يجعلها سهلة. فكانت هذه هي الساعة المناسبة للهجوم. والأجدر أن نبتعد عن مجال التجربة، والأماكن التي يستغلها العدو في تجربتنا. ولنستمع إلى نصيحة بولس لتيموثاوس: «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها» (2تيموثاوس2: 22)، وأيضًا: «لا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رومية13: 14)! فلا نحتفظ بشيء يمكن أن يُستخدم إذا أغرانا العدو في وقت ضعفنا. ولنستمع إلى نصائح حكيم الدهور في هذا الشأن (أمثال5: 8؛ 7: 25؛ 9: 13-17)! وإنه من الغباء أن الباب الذي تأتي منه الريح لا نسده ونستريح!
4- كان من الممكن أن تنزعج المرأة عندما تسمع حيوانًا يتكلَّم على خلاف الطبيعة. لهذا كان ه وكلامه هذه المرة بأعذب وأرق العبارات التي تجذب ولا تُنفِّر. لقد أشعرها بالأمان، وقادها للحوار معه. فلنحذر من همسات العدو، ولا ننخدع بالأسلوب الرقيق الناعم خاصة مع الجنس الآخر. فكثيرًا ما كان العدو وراء هذا الحديث اللطيف حتى وإن بدا بريئًا في البداية. والحكيم يقول: «إذا حسَّن ه فلا تأتمنه» (أمثال 26: 25).
5- استَغلَّ طبيعة المرأة العاطفية التي تحب وتقبل الصداقة البريئة، ولا ترفضها. فجاء كالصديق الودود. فالمرأة في طبيعتها تهتم بالعلاقات وتحب أن تكسب أصدقاء جُددًا، ولا تود أن تخسر أحدهم بسهولة. ولكن ليس كل صداقة هي بركة أو معونة في حياتنا الروحية. فلنمتحن كل شيء ولا ننخدع بالشكليات أو الوضع الاجتماعي، ولنتمسَّك بالحَسَن في نظر الله.
6- تعامل معها كشخصية مستقلة عن رجلها، فتحدَّث إليها في صيغة المُثنَّى. وربما أراد إشعارها بقيمتها الذاتية بالاستقلال عن آدم، وأن ذلك أفضل كثيرًا من كونها مُتَّحِدة به ومُتَضَمَّنة فيه. فهي كيان منفصل له تفكيره وقراره وحريته واختياره، له رؤيته ورأيه في الأمور. وفي الإنسان ميلٌ للبحث عن الذات والهوية، خاصة في مرحلة الشباب الذي يرفض أن يكون تعريفه من خلال الأهل حتى لو كانوا أفضل القوم. هو فلان وليس ابن فلان . شاب أو فتاة، كلٌ يبحث عن ذاته ويريد الاستقلالية. ولا غبار على ذلك بقدر مُعَيَّن في مرحلة الشباب المُبكـِّر. ولكن الوضع هنا في قصتنا مختلف؛ فالمرأة هنا مرتبطة بآدم كزوج. وعندما خلقهما الرب الإله أتحدهما معًا ليكونا «جسدًا واحدًا» (تكوين2: 24)، «ليسا بعد اثنين بل جسد واحد». والكتاب يؤكد هذه يقة 7 مرات، «يترك الرجل أباهُ وأُمَّهُ ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا». هذا هو فكر الله الواضح في العلاقة الزوجية. لكن الشيطان أراد أن يفصل المرأة عن رجلها، ويُشعرها بلذة الانفصال والاستقلال وحرية القرار، بدلاً من الخضوع للرجل كرأس بحسب ترتيب الله. ودائمًا يحاول الشيطان أن يعمل شرخًا في العلاقة ليجعلهما اثنين، كلٌّ منهما رأسٌ في البيت، وبذلك يُدمر البيت إذ يعكس ترتيب الله.
كان هذا أسلوب الشيطان عندما قرر أن يُجرِّب الإنسان لأول مرة، فكيف بدأ الحوار؟
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:43 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

الحية القديمة


نُخطئ لو تجاهلنا أن الشيطان يمتلك قدرة فائقة على الغواية والخداع، وهو في منتهى الذكاء والدهاء. وقد رأيناه في المرة السابقة يستغل أجمل وأذكى المخلوقات، وهي الحيَّة، ويدخل فيها، ليتحدث إلى الإنسان. فهو يتستَّر وراء كل ما هو جميل وجذَّاب ومُثير، وأحيانًا يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور لكي يخدع النفوس.
والإشارة الأولى في الكتاب المقدس إلى الشيطان نجدها في تكوين3، في لقائه الأول مع الإنسان في الجنَّة. ويُلفت النظر أنه لا يُذكَر هناك باسم «الشيطان» والذي يعني “المُقاوِم”، ولا «إبليس» والذي يعني “المُشتكي”، بل نجده “كالحيَّة” الناعمة الخادعة الماكرة.
والحيَّة تستطيع أن تُغيِّر جلدها، وتتلون بلون المكان الذي تعيش فيه، وتبدو دائمًا في جلد جديد وشكل جديد. والشيطان لا يتعامل مع الناس بطريقة واحدة، بل دائمًا مُتغيِّرٌ ومتطورٌ مع الزمن بما يناسب كل النوعيات والثقافات.
وكثيرًا ما يأتي متوددًا كالصديق، لطيفًا وناعمًا ومُغريًا حتى يتمكَّن من الإنسان، وسُرعان ما يبث السم المُميت، فهو قتَّالٌ للناس من البدء.
وفي جولته الأولى مع الإنسان في الجنَّة نتعلَّم الكثير عن أساليبه وحِيَله لكي نسهر ونتحذر لئلا نسقط، فكيف جاء وماذا فعل؟
1- درس شخصية آدم وشخصية حواء، واكتشف بسهولة أن المرأة هي الأسهل في الغواية، فهي الإناء الأضعف، ويمكن التأثير عليها بشكل أسرع، وأمام الإغراء ستضعف مقاومتها. فذهب للمرأة وليس للرجل.
وإلى كل فتاة نقول: إذا كان ذلك كذلك؛ فعليكِ أن تحتمي في الرب حصن الأمان وملجإ الضعيف، ولتكن صلاتك: «احفظني يا الله لأني عليك توكلت» (مزمور16: 1)! وبالطبع فإن الشاب ليس بعيدًا عن الغواية، وإن كانت المرأة هي “الأضعف” فالرجل هو “الإناء الضعيف”.
2- خشي أن تسأل رجلها وتناقش الأمر معه، في حالة وجوده بجانبها، فهذا يمكن أن يُفشِّل المحاولة. فانتهز الفرصة عندما كانت وحيدة وبعيدة عن رجلها ولو للحظات، وذهب إلى المرأة بمفردها.
لقد قال الحكيم: «اثنان خيرٌ من واحد... وويل لمَنْ هو وحده» (جامعة4: 9، 10). وكم من المرات كانت الوحدة مجالاً للتجربة. لذلك ننصح بالرفقة المُقدَّسة والشركة مع القدِّيسين، وهذا سيساعد في وقت التجربة.
3- استَغَلَّ وجود المرأة بجوار الشجرة المنهي عنها. وكان هذا في صالح المُجرِّب، وعاملاً مؤثرًا في التجربة يجعلها سهلة. فكانت هذه هي الساعة المناسبة للهجوم. والأجدر أن نبتعد عن مجال التجربة، والأماكن التي يستغلها العدو في تجربتنا. ولنستمع إلى نصيحة بولس لتيموثاوس: «أما الشهوات الشبابية فاهرب منها» (2تيموثاوس2: 22)، وأيضًا: «لا تصنعوا تدبيرًا للجسد لأجل الشهوات» (رومية13: 14)! فلا نحتفظ بشيء يمكن أن يُستخدم إذا أغرانا العدو في وقت ضعفنا. ولنستمع إلى نصائح حكيم الدهور في هذا الشأن (أمثال5: 8؛ 7: 25؛ 9: 13-17)! وإنه من الغباء أن الباب الذي تأتي منه الريح لا نسده ونستريح!
4- كان من الممكن أن تنزعج المرأة عندما تسمع حيوانًا يتكلَّم على خلاف الطبيعة. لهذا كان ه وكلامه هذه المرة بأعذب وأرق العبارات التي تجذب ولا تُنفِّر. لقد أشعرها بالأمان، وقادها للحوار معه. فلنحذر من همسات العدو، ولا ننخدع بالأسلوب الرقيق الناعم خاصة مع الجنس الآخر. فكثيرًا ما كان العدو وراء هذا الحديث اللطيف حتى وإن بدا بريئًا في البداية. والحكيم يقول: «إذا حسَّن ه فلا تأتمنه» (أمثال 26: 25).
5- استَغلَّ طبيعة المرأة العاطفية التي تحب وتقبل الصداقة البريئة، ولا ترفضها. فجاء كالصديق الودود. فالمرأة في طبيعتها تهتم بالعلاقات وتحب أن تكسب أصدقاء جُددًا، ولا تود أن تخسر أحدهم بسهولة. ولكن ليس كل صداقة هي بركة أو معونة في حياتنا الروحية. فلنمتحن كل شيء ولا ننخدع بالشكليات أو الوضع الاجتماعي، ولنتمسَّك بالحَسَن في نظر الله.
6- تعامل معها كشخصية مستقلة عن رجلها، فتحدَّث إليها في صيغة المُثنَّى. وربما أراد إشعارها بقيمتها الذاتية بالاستقلال عن آدم، وأن ذلك أفضل كثيرًا من كونها مُتَّحِدة به ومُتَضَمَّنة فيه. فهي كيان منفصل له تفكيره وقراره وحريته واختياره، له رؤيته ورأيه في الأمور. وفي الإنسان ميلٌ للبحث عن الذات والهوية، خاصة في مرحلة الشباب الذي يرفض أن يكون تعريفه من خلال الأهل حتى لو كانوا أفضل القوم. هو فلان وليس ابن فلان . شاب أو فتاة، كلٌ يبحث عن ذاته ويريد الاستقلالية. ولا غبار على ذلك بقدر مُعَيَّن في مرحلة الشباب المُبكـِّر. ولكن الوضع هنا في قصتنا مختلف؛ فالمرأة هنا مرتبطة بآدم كزوج. وعندما خلقهما الرب الإله أتحدهما معًا ليكونا «جسدًا واحدًا» (تكوين2: 24)، «ليسا بعد اثنين بل جسد واحد». والكتاب يؤكد هذه يقة 7 مرات، «يترك الرجل أباهُ وأُمَّهُ ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسدًا واحدًا». هذا هو فكر الله الواضح في العلاقة الزوجية. لكن الشيطان أراد أن يفصل المرأة عن رجلها، ويُشعرها بلذة الانفصال والاستقلال وحرية القرار، بدلاً من الخضوع للرجل كرأس بحسب ترتيب الله. ودائمًا يحاول الشيطان أن يعمل شرخًا في العلاقة ليجعلهما اثنين، كلٌّ منهما رأسٌ في البيت، وبذلك يُدمر البيت إذ يعكس ترتيب الله.
كان هذا أسلوب الشيطان عندما قرر أن يُجرِّب الإنسان لأول مرة، فكيف بدأ الحوار؟
  رد مع اقتباس
قديم 19 - 08 - 2012, 10:44 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
شيرى2 Female
..::| العضوية الذهبية |::..

الصورة الرمزية شيرى2

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 37
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 30,808

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شيرى2 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سلسلة جديدة عن “ب الروحية وأعداء المؤمن

أحقاً قال الله؟


ما زلنا نتحدث عن أسلوب الشيطان في غواية الإنسان، والجولة الأولى معه في الجنَّة. وقد رأينا كيف ذهب للمرأة، فهي الإناء الأضعف والأسهل في الغواية، واستغل أنها كانت بمفردها بعيدة عن رجلها، وأنها كانت بجوار الشجرة المَنهي عنها، وكان ذلك في صالح المُجرِّب، وكان ه وكلامه عذبًا رقيقًا حتى لا تنفر منه أو تخاف. وقد جاء كالصديق الودود، وتعامل مع المرأة كشخصية مُستقلّة عن رجلها مُستخدِمًا صيغة المُثنَّى، إذ أراد إشعارها أنها كيانٌ منفصل، له اعتباره وقيمته الذاتية بدون الرجل.
بدأ الحوار مع المرأة بسؤال الحيَّة: «أحقًا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنَّة؟». وهذا السؤال يُظهر مُنتهَى التعاطف والشفقة، ويتضمَّن الاندهاش والتعجب من القسوة والتعسُّف من جانب الله، والقيود المفروضة عليهما، مُمَثَّلة في المنع ومان. وكأن الحيَّة على رأس كل المخلوقات تشعر بحجم الظلم الذي وقع على الإنسان دون سائر الخليقة؛ فأيُّ الكائنات مُنِع قسرًا من شيء، وهُدِّدَ بالموت إذا عصي؟! هذا لم يحدث سوى مع الإنسان المسكين. وكيف وهو تاج الخليقة ورأسها، يُحرَم من ية، ويعيش عبدًا خاضعًا لسلطان أقوى يتحكَّم فيه؟ وما قيمة كل الأشجار وكل العطايا والامتيازات بعد أن سلبهما ية؟ وكيف لا يحترم ذكاءهما وقدرتهما على الاختيار واتخاذ القرار؟ وما معنى هذه القيود: افعل ولا تفعل؟
وفي الإنسان ميلٌ للتحرر ورفض الخضوع للسلاطين، ويعتبر ية أهم من الطعام والشراب. وبالأسف قد أساء فهم واستخدام ية؛ فصيَّرها فرصةً للجسد، وسُترةً للشَّر، ومجالاً للتمرد على الله.
وقد أوحى الشيطان للإنسان أن هذه الشجرة المَنهي عنها هي أهم شيء في الجنَّة بأسرها، وهي مركز الجنَّة، حتى إن المرأة أشارت إليها باعتبارها «في وسط الجنَّة». مع أن الشجرة التي فعلاً في وسط الجنَّة، «فردوس الله»، هي «شجرة الحياة»، ولم يُمنَع الإنسان منها، وهي ترمز إلى شخص المسيح.
وعندما عمَّق الشيطان في كيان المرأة الشعور بالمنع ومان، فقد ألهب فيها الرغبة للأكل والعصيان. ودائمًا الممنوع مرغوب، و«المياه المسروقة حلوة، وخبز الخفية لذيذ» (أمثال9: 17). والطبيعة الفاسدة في كيان الإنسان لا تقنع بكل عطايا الله المشروعة، وإنما ترغب في امتلاك الممنوع وتتلذَّذ بفعل ما هو مَنهي عنه.
كان السهم الأول الذي وجَّهه العدو للمرأة في صورة “تشكيك”، فقال: «أحقًا قال الله؟». فقد شَكَّك في صدق الأقوال وصحتها، وما إذا كان الله قد تكلَّم أصلاً. كما شَكَّك في صلاح الله ومحبته للإنسان، وفي بره وعدله، وفي بواعثه وأغراضه ونواياه. وإلى يومنا هذا يستخدم ذات الأسلوب بطرق مختلفة مع البشر، وكثيرًا ما يهاجم كلمة الله مُشَكِّكًا في صحتها، ومُقنعًا الشباب أنها أفكارٌ قديمة لا تناسب العصر الذي نعيش فيه. وكثيرًا ما يُشكِّك في صلاح الله عندما يسمح للمؤمن بتجارب متنوعة. ويُشكِّك أيضًا في القضاء المرتبط بالتعدِّي.
«أحقًا قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنَّة؟». إن الشيطان هو الكذَّاب وأبو الكذَّاب، وأردأ أنواع الكذب عندما يذكر نصف يقة ويحذف نصفها الآخر بمكر. وبالتأكيد أنه كان يعرف ولا يجهل نَصَّ العبارات التي قالها الرب الإله لآدم وهي: «من جميع شجر الجنَّة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشَّر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» (تكوين2: 16،17). لكن العدو حذف من العبارة وحوَّر فيها، وصاغها بالشكل الذي يخدم أغراضه. وكان هدفه الأول أن يُصوِّر الله كمُستبد يتحكَّم في خلائقه. وطالما كان الله بهذه الصورة فكيف يتلذَّذ الإنسان بالعلاقة الحميمة معه، ويسعد بالشركة والتواصل والحديث معه؟ وكيف يثق فيه ويطمئن له؟ وكيف يشتاق إليه كل صباح؟ وما هي المُتعة في طاعة هذا الإله والخضوع له؟
لقد زرع بذار السم ليُفسد العلاقة بين الإنسان والله، ويُشوِّه صورة الله في نظر الإنسان، وكل الخير الذي عمله الله لإسعاده. واجتهد ليجعل الإنسان يرى الأمور بالمنظور المغلوط، وهو عكس ما قصده الله تمامًا. وسعى لكي تتولَّد في الإنسان مشاعر سلبية نحو الله، فيشكّ في محبته ودوافعه وصدق أقواله، فلا يعود يحبه ويطيعه بسرور كما كان، ولا يُسَر ويستريح للاقتراب منه، بل على العكس يفكِّر في الاستقلال عنه، والبحث عن الذات، والرغبة في العصيان وكسر الوصية.
كل هذا نراه في أول عبارة نطق بها الشيطان للإنسان في الجنَّة. فهل أحدثت هذا التأثير المُدمِّر وحققت هذه النتائج ال؟ هذا ما ظهر في رد المرأة على الحيَّة. فنراها قد تلقَّنت الطُعم فعلاً، وقد أصاب السهم الكبد. فقالت: «من ثمر شجر الجنَّة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنَّة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمسَّاه لئلا تموتا» (تكوين3: 2، 3). فقد ردَّت في صيغة المُثنَّى إذ اقتنعت أنها كيانٌ مُستَقِل عن رجلها، ولم تُبدِ أيَّة غرابة أو خوف عندما سمعت حيوانًا يتكلَّم، ولم تُسرع لتُخبر آدم بما حدث، بل اندمجت في الحديث بتلقائيَّة تامة. وفي ردِّها ظهر أنها بدأت تتشكَّك فعلاً في صدق أقوال الله ودقَّتها، فحذفت منها، وأضافت إليها، وحوَّرت فيها. فقد حذفت كلمة “جميع”، «من جميع شجر الجنَّة...»، والتي تُبرهن على الحب والصلاح الإلهي، وحذفت كلمة “أكلاً”؛ أي تأكل بحريتك. وأضافت كلمة “ولا تمسَّاه”، والتي تدل على التعسُّف الإلهي. وحوَّرت عبارة «موتًا تموت» إلى “لئلا تموتا”، والتي تُظهر التشكُّك في صدق أقوال الله وبره وأحكامه العادلة.
ليت آذاننا تتدرَّب على سماع الرب، وتحترم أقواله الحيَّة، وتتجاوب معها، وترفض كل الأصوات الأخرى التي مصدرها الحيَّة الخادعة الكاذبة التي تقود للشكوك والسقوط.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخدمة الروحية هي جزء لا يتجزأ من حياة المؤمن
بناياهو بن يهوياداع وأعداء المؤمن
الحرب الروحية وأعداء المؤمن (الجسد)
سلسلة المبادئ الروحية الأربعة
سلسلة النبذات الروحية


الساعة الآن 01:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024