|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الاختيار في يد الإنسان ( قداسة البابا شنودة الثالث ) من كتاب بدعة الخلاص في لحظة
بامكان الإنسان أن يكون من المختارين، أولا يكون: فإن صار من غير المختارين، فمعنى هذا انه بسلوكه لم يرد أن يكون مختارًا.. وهوذا الله يعاتب أورشليم ويقول لها: (يا أورشليم يا أورشليم، يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها. كم مرة أردت أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها، ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خرابًا) (مت 23: 37، 38) هنا الله يريد، والبشر لا يريدون. إذن الخراب ليس سببه إرادة الله، وإنما رفض الإنسان لإرادة الله الحيرة. هوذا الرب يعاتب اليهود الذين رفضوه ويقول لهم: (لا تريدون أن تأتوا إلى لتكون لكم حياة) (يو 5: 40) أليس هذا ما قاله عن دينونة الرذولين، ليس لأن رذلهم ولم يخترهم. وإنما (هذه هى الدينونة: ان النور جاء إلى العالم. وأحب الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة) (يو 3: 19) 11 لم يرفضهم النور، إنما هم الذين رفضوه.. وفى هذا قال الإنجيل عن السيد المسيح: (إلى خاصته جاء، وخاصته لم تقبله. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). وأما كل الذين قبلوه، فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنين باسمه) (يو 1: 11، 12) وهنا نرى أن القبول أو الرفض، أتى من جانب الإنسان وليس من جانب الله. الله واقف على كل باب يقرع. والإنسان يفتح أو لا يفتح. وهو يقول للكل: (إن سمع أحد لصوتى، وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه) (رؤ 3: 20) إن فتح أحد، أي أحد.. الفرصة معروضة على الجميع.. إن الله يعرض. ويتوقف الأمر على إرادة الإنسان: وهكذا يقول الرب: (إن أراد أحد أن يأتى ورائى، فلينكر نفسه ويحمل صليبه..) (مت 16: 24) (إن أردت أن تكون كاملًا، إذهب بع كل مالك واعطه للفقراء..) (مت 19: 21) (من أراد أن يخلص نفسه، يهلكها. ومن يهلك نفسه من اجلى، فهذا يخلصها) (لو 9: 23، 24) 13 في هذه الآيات، إرادة من الإنسان، وعمل يناسبها.. الله يشرح الطريق المؤدى إلى الاختيار. والإنسان حر يختاره أو لا يختار. قد يكون الطريق صعبًا، ولا يسلك فيه الإنسان.. كأن يرفض أن ينكر ذاته ويحمل صليبه، أو يرفض أن يعطى أمواله للفقراء، أو يرفض أن يهلك نفسه ليخلصها. او يرفض أن يدخل من الباب الضيق المؤدى إلى الحياة (مت 7: 14) وهنا تقف أمامنا الآية الرهيبة التي تقول: (العريس مستعد. وأما المدعون فلم يكونوا مستحقين) (مت 22: 8). يخيل إلى أن في هذه الآية التعبير الصادق في موضع الاختيار وعدمه: العرس مستعدة. والرب يرسل عبيده للمدعوين. ولكنهم يرفضون، ويقول عنهم الكتاب: (لكنهم تهاونوا. ومضى واحد إلى حقله، وآخر إلى تجاربه) (مت 22: 3 - 5) بل يقول بالأكثر: (فلم يريدوا أن يأتوا) (مت 22: 3) هل نقول إذن أن الله اختار أناسًا للحياة الأبدية، أم نقول: الله دعا الجميع إلى عرسه. والبعض (لم يريدوا أن يأتوا) حقًا يقول الله للمريض (أتريد أن تبرأ) (يو 5: 6). 14 الإنسان هو الذي يقرر مصيره في الحياة. وعلى أعماله تتوقف أبديته ولذلك يقول الرسول: (لأن من يزرع لجسده، فمن الجسد يحصد فسادًا. ومن يزرع للروح، فمن الروح يحصد حياة أبدية) (غل 6: 8) أتراه يزرع للجسد، ويقول إن الله لم يخترنى؟! منقول |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|