|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
على أنغام الفرح "عمار وسارة وسلمى" ماتوا فى حضن أمهم لا حزن ولا وجع أقسى من مرارة فقد الابن لحظة يتمنى أي أب وأم أن يفارقوا الحياة قبل أن يروها، وأن يسبقوا أبناءهم إلى القبور لا أن يحملوهم إليها، لكن إرادة الله التي تختبر بعض البشر هذا الاختبار والابتلاء الصعب ليتجرعوا هذه ويظل القلب بعدها فى نزيف مستمر من الحزن حتى الموت، لكن مأساة هذا الأب أكبر بكثير بعد أن فقد أبناءه الثلاثة دفعة واحدة نتيجة أشخاص مستهترين، تجردوا من كل معاني الإنسانية، كانوا يسيرون بسرعة عالية يمينًا ويسارًا بسياراتهم أثناء زفة عريس وعروس، لم يفكروا في الآخرين أو حياتهم، وكأن ذلك الطريق الذي يمتد عرضه لستة أمتار ملكًا لهم يفعلون فيه ما يشاءون، نتيجة هذا الاستهتار لقى ثلاثة أطفال في عمر الزهور مصرعهم، ولم يتبق لأسرتهم سوى بعض الذكريات والصور، مشهد مؤلم وأحلام تحطمت على صخرة الواقع الأليم تفاصيل أكثر نسردها لكم في السطور التالية. داخل إحدى قرى مركز الإسماعيلية، نشأ أيمن سالم، رجل بسيط يبلغ من العمر ٤٤ عامًا، صاحب محل سباكة وأدوات صحية، يعيش مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجة وثلاثة أطفال "عمار، سارة، سلمى" في بيت صغير، حياتهم كانت هادئة تسير بشكل طبيعي، يعمل الأب ليلًا ونهارًا لتوفير لقمة العيش وتربية أولاده تربية صالحة، فأكبرهم يبلغ من العمر ١٣ عامًا وأصغرهم طفلة ذات أربع سنوات، الأم تنظر لهم وهم يكبرون أمامها يومًا بعد يوم، تأمل أن يكونوا ذوي شأن كبير في المجتمع، تحلم باليوم الذي سيتخرجون فيه من الجامعة ويحصلون على وظائف مرموقة، ظلت تلك الأم تنسج خيوط أحلامها تجاه أطفالها، لم تكن تلك المسكينة تدري أنها ستستيقظ على كابوس مفزع وهي أن القدر سيخطف منها أطفالها الثلاثة في غمضة عين، دون أن يمهلها لوداعهم. يوم الجمعة قبل الماضي، استيقظت تلك الأسرة البسيطة مبكرًا، الابتسامة ترتسم على وجوه الأطفال الثلاثة، فقد وعدهم والدهم بأن يذهبوا لشراء ملابس جديدة استعدادًا للدراسة، انتهت الأم من أعمال المنزل، تناولوا الفطار ثم اتجهوا للشراء، وبعدما اشترى كل منهم ما يريده كانت الفرحة تملأ عيونهم، لم يدروا أن فرحتهم لن تكتمل، فأثناء العودة وجد الأب زفة عريس وعروسة تمر على الطريق أمامهم، وقف بسيارته على جانب الطريق حتى تنتهي تلك السيارات من السير، وبينما كانوا يضحكون ويغنون داخل سيارتهم الصغيرة، فوجئ الأب بسيارة من تلك السيارات الخاصة بالزفة تصطدم به، كانت نتيجة الاصطدام سقوط سيارته في مياه الترعة، وعلى الفور نزل الأهالي لإنقاذهم، وبعد معاناة نجحوا في استخراج الأسرة من المياه بعدما فقدوا جميعًا الوعي، وتم نقلهم للمستشفى في محاولة لإنقاذهم، لكن هناك كانت الطامة الكبرى والصاعقة التي كادت أن تذهب بعقل الأم والأب بعدما استردوا وعيهم، وهي وفاة الأطفال الثلاثة، لتسقط الأم مغشيا عليها، والأب يجلس في حالة ذهول، حتى الآن لا يتفوه سوى بجملة واحدة "عيالي ماتوا قصاد عيني ومقدرتش أعمل حاجة". حاولنا التواصل معه أو مع زوجته، ولكن أخبرنا أحد أقاربه بحالتهما التي يرثى لها، وأن الأم لا تجف دموعها منذ ذلك اليوم الذي سيظل محفورًا أمام عينيها، ليلها كنهارها لا تقول سوى "ولادي فين، عمار وسارة وسلمى فين، حد يرد عليا"، لكن لا أحد يجيب فقط يحاولون التخفيف عنها ومواساتها. حالة من الحزن سيطرت على أهالي محافظة الإسماعيلية بأكملها بعدما علموا بهذا الحادث الأليم، وودع الجميع الأطفال الثلاثة لمثواهم الأخير في مشهد تدمي له القلوب، فبدلًا من أن يرتدي هؤلاء الأطفال ملابسهم الجديدة ارتدوا الكفن الأبيض، وطالب الأهالي بتدخل وزير النقل والاستغاثة من هذا الطريق الذي أصبح يسمى بـ "طريق الموت"، طريق أبو عرفية، وهو طريق يقع في نطاق قرية عين غصين بمركز الإسماعيلية ويربط بين طريق الإسماعيلية – السويس وحي سحارة سرابيوم، فقبل هذا الحادث بما يقرب من أسبوعين توفيت فتاة وجدتها أيضًا أثناء سيرهما عليه. هذا الخبر منقول من : اخبار اليوم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|