|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يتسال البعض هل الغى اللاهوت الارادة الانسانيه للمسيح ////////////////////////////////////////////// بسبب الاتحاد التام بينهما … /////////////////// ونجيب على ذلك ان الارادة الطبيعية او ما يمكن ما نسميه بالرغبه هو شئ والفعل الناشئ عن قرار او القرار المؤدى الى فعل هو شئ اخر فكل طبيعة لها رغبات طبيعية ملازمه لها ولا تعتبر الطبيعه كامله الا اذا وجدت فيها هذه الرغبات ولذلك فقد حمل السيد المسيح الرغبات الالهيه فى طبيعه الهية منذ الازل كما حمل ايضا الرغبات الانسانية منذ ان اتخذ طبيعه بشريه كامله ماعدا الميل نحو الخطية فانة كان خاليا تماما من الخطية ولا يمكن ان نتصور اطلاقا ان تنسب الخطية الى احد الاقانيم الالهية لان هذا يعتبر اهانة لله القرار يصدر عن الشخص اما الرغبة فتصدر عن الطبيعه فاذا حمل شخص ما وملك اكثر من طبيعة فسوف يكون له رغبات متعددة فمثلا الانسان قد يشعر بالميل الى النوم بحسب الجسد وميل الى الصلاه والسهر بحسب الروح فاذا اراد هذا الانسان ان يسلك روحيا فانه يخضع رغبات الجسد لرغبات الروح بحيث يشترك الجسد مع الروح فى الصلاة ، السجود ، العبادة و التسبيح وهذا هو سلوك الانسان الروحى وهكذا ايضا فى اتحاد اللاهوت و الناسوت فان السيد المسيح بحسب انسانيته كان يشعر بكل ما يشعر به الانسان من ميول ورغبات ماعدا الخطية او ما هو خارج اطار التدبير الالهى ولذلك فنحن نقول ان اتحاد اللاهوت بالناسوت لم يلاشى الطبيعه الانسانية فمع ان السيد المسيح له طبيعة واحدة متجسدة اى طبيعة الاتحاد ولكن هذة الطبيعة لم تتلاشى فيها اى من الطبيعتين فحينما جاء السيد المسيح الى ليلة الامه وقال للاب السماوى ان شئت فاعبر عنى هذا الكأس ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت " ثم تقدم قليلا و خر على وجهه و كان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت (متى 26 : 39)" فكان يقصد ان الامه المقبلة هى الالام حقيقية وليست خيالية وكان كمن يقول ليس كما ارغب انا بحسب انسانيتى بل كما تريد انت وانا بحسب الوهيتى ولا يعنى هذا ان للمسيح قراران وان فيه شخصان بل معنى هذا انه قد بارك طبيعتنا فيه بتطويع الرغبات الانسانيه الطبيعيه لمشيئة الاب السماوى وكثير ما كان السيد المسيح يتكلم عن ارادة الاب او مشيئته دون ان يذكر انها ارادته هو ايضا من حيث لاهوته وذلك لان حذف المعلوم جائز وايضا ان كان فى اغلب هذه المواقف يمثل الانسان اى انه ينوب عن الانسان فى تقديم الطاعة للاب ولهذا قال لتلاميذه طعامى ان اعمل مشيئة الذى ارسلنى واتمم عمله " قال لهم يسوع طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني و اتمم عمله (يوحنا 4 : 34) " وبهذا نرى ان الابن الوحيد فى تجسده قد اخلى نفسه من مجده المنظور الخارجى ووجد فى الهيئه كانسان واخذ صورة عبد ومن خلال هذا الموضوع اخضع طبيعتنا فى شخصه المبارك لمشيئه الاب السماوى اى جعل فى هذه الطبيعة امكانية الطاعة الكامله للاب كما يقول اغرغوريوس فى القداس الالهى " باركت طبيعتى فيك" كما انه بقيامته من الاموات قد عبر بطبيعتنا من الموت للحياه هكذا فى طاعتة الكاملة للاب قد عبر بطبيعتنا من حاله التمرد و العصيان الى حاله الطاعة الكامله فالمسأله من اولها الى اخرها هى عبور ولذلك تدعى بصخة لماذا نزل ابن الله الا ليصعد بنا من الجحيم الى الفردوس من الموت الى الحياه من الظلمة الى النور من السقوط الى القيامة من التمرد الى الطاعة الكامله من الضياع والتوهان الى حقيقة الوجود من العار الى المجد واخيرا من الارض الى السماء عندما نخططف لملاقة الرب فالمسألة كلها تنحصر فى ان الذى نزل نزل ليعبر بطبيعتنا وبالفعل عبر اذ خرج غالبا ولكى يغلب وبالفعل صعد الى سماء السموات فهل هناك مجد اعظم من هذا عن هذه المسأله التى يحتار فى فهمها الحكماء والفهماء قال معلمنا بولس الرسول عن السيد المسيح " مع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تالم به (العبرانيين 5 : 8)"وهو يقصد ان السيد المسيح مع كونه ابن الله الوحيد والذى لا نفهم معنى للطاعة بينه وبين الاب اذ هو واحد مع الاب فى الجوهر ولكن فانه حينما اخلى نفسه اخذا صورة عبد فانه قبل على نفسه وهو فى دائرة الاخلاء ان يوجد فى وضع من يطيع الاب مع ان مفهوم الطاعة بالنسبه له لم يكن موجودا اصلا فى علاقته مع الاب وهذا ما يربك الهراطقة حينما يدعون ان المسيح كان انسان هو شخصيه خاصة به و قد حل فيه شخص اخر هو كلمة الله وسبب ارتبك عقول الهراطقة انهم لا يتصورون عبارة الطاعة بالنسبة للابن ولكن الاية صريحة مع كونه ابنا اى بالرغم من انه ابن الله الوحيد فانه قبل على نفسه حينما اخلى نفسه ان يدعى عبدا وان يدعى انسانا وان يدعى مطيعا وان يدعى حملا وهكذا … ولكن عقول الهراطقة لا تستطيع ان تقبل هذا السر العظيم الذى هو سر التجسد الالهى لهذا قال معلمنا بولس الرسول " و بالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الامم اومن به في العالم رفع في المجد (تيموثاوس الأولى 3 : 16) " ملاحظه الاب اعطى الحياه للابن بالولادة الازلية وليس بالانقسام كما يعطى لنا نحن اى ان الاب والابن لا يستمدوا الحياه من الروح القدس بل الحياه فى الاب والابن والروح القدس ولكن هذا التفسير فى الخصائص لكى نعرف الحاله المجودة عليها الحياه فى الثلاث اقانيم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|