|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحلف
آ33. وقد سمعتُم أيضًا ما قيل للأوَّلين: لا تحنِثْ بيمينِك (أح 19: 12؛ خر 20: 7). وأوفِ للربِّ قسَمَك (عد 30: 36) والقسم بمعنى النذر المُقسم عليه. آ34. وأمّا أنا فأقولُ لكم. إنَّه أمر أن لا تحلفوا بتَّة لا بالسماء لأنَّها كرسي الله. آ35. ولا بالأرض لأنَّها موطئ قدميه ولا بأورشليم لأنَّها مدينة الله العظيم. إنَّ الكتبة كانوا يعلِّمون أوَّلاً أنَّ الحنث أي الحلف الكاذب وحده محرَّم في خر 20: 7. ثانيًا، أنَّ الحلف بالخليقة ليس بشيء كما روى مت 23: 16. فالمسيح فسَّر وكمَّل الوصيَّة الثانية هذه من الوصايا العشر، وفنَّد ضلالَي الكتبة بقوله: "بتَّة". فكأنَّه يقول إنَّه لم يحرم الحلف الكاذب فقط بل الحلف الصادق أيضًا، سواء حلف الإنسان بالخالق أو بالخلائق لانتسابها إليه بما أنَّه خالقها ومظهر مجده بها. هذا إذا صار الحلف باستخفاف وجسارة ودون ضرورة داعية. وعلى هذا الأسلوب يحلُّ البرهان الذي اتَّخذه البلاجيّون* والقلدسيّون* والفيكلافيّون* وغيرهم من هذه الآية، وأرادوا أن يُثبتوا به أنَّ الحلف لا يجوز للمسيحيّين بتَّة. لأنَّ جواز الحلف أحيانًا (أعني متى وُجد الصدق والبرّ والحكم كما جاء في إر 4: 2، أي متى كان القسَم صادقًا وفي أمر جائر ولداعٍ صوابيّ) بين من مِثل الله الذي أقسم بنفسه مرّات، ومن مِثل الرسل وكثير من القدّيسين ومن العادة الدائمة في الكنيسة ويثبِّته البرهان. فبالقسم الصادق نقدِّم لله عبادة وإكرامًا إذ ندعوه بمنزلة شاهد منزَّه عن الغلط، ونعترف بأنَّه بكلِّ شيء عليم، وأنَّه محبٌّ للصدق ومنتقم من الإثم. نقول: فإذًا لا يجوز الحلف بالخلائق، لأنَّه يكون عبادة وثنيَّة إذ يُنسب به إلى الخلائق صدق منزَّه عن الخطأ. كذا اعترض مرلوراتوس* وغيره من الأراطقة المذكورين. أجيب أنَّنا بحلفنا بالخلائق لا ننسب إليها صدقًا منزَّهًا عن الخطأ، بل ننسب ذلك إلى الخالق الذي نعلم أنَّه خالقها وسيِّدها السامي وحاضر فيها، وكلّ ما حلفنا بالمخلوقات نحلف بالله المستحضر بها، سواء صنعنا هذا بالإيجاب العاري أم بالاستحلاف، أم بزيادة طلب الانتقام، إذ تطلب من الله أن يبيد مثلاً رأسنا أو حياتنا أو حياة آخر نحلف بها إن كان ما أقسمنا عليه كاذبًا. وكلُّ ما نحلف به من المخلوقات فالله سيِّده ومولاه السامي، ولذا احتقاره أو تكريمه بالحلف يعود إليه تعالى. آ36. ولا تحلفْ برأسِكَ لأنَّك لا تقدرُ أن تصنعَ فيه شعرةً واحدةً بيضاءَ أم سوداء. كأنَّه يقول: لا تظنُّ أنَّه يجوز أن تحلف برأسك لأنَّه لك ويحقُّ لك أن تعرّضه بالحنث للمضرَّة. فرأسك ليس لك بل لله إذ لا تقدر أن تصنع فيه شعرة بيضاء أو سوداء، ولذا لا حقَّ لك أن تحلف به كاذبًا وتعرّضه للمضرَّة لأنَّ مولاه المطلق والسامي هو الله وحده. آ37. بل فلتكن كلمتكم الموجبة شيئًا: نعم، نعم. والسالبة شيئًا: لا، لا. وما زاد على ذلك، يعني القسم الذي يزاد لإثبات ذلك إيجابًا أو سلبًا، هو من الشرّير، يعني من الرذيلة أو من الاستخفاف وقلَّة الاحترام وعدم التصديق للقريب، كما فسَّر أغوسطينوس* في كتابه في خطبة الربِّ في الجبل. أو أنَّ الشرّير بمعنى الشيطان الذي أدخل عادة الحلف كما فسَّر تاوافيلكتوس* وملدوناتوس*. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لاتنظر👀الي الخلف |
جبال الجلف |
لا تنظري إلى الخلف |
نتفادى النظر الى الخلف |
لا تنظر الى الخلف |