|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة بيلاجيا
ولدت بيلاجيا فى القرن الثالث في انطاكية لوالدين كانا وثنيين محافظين ، لقد بددت هذه القديسة ، شبابها ، فقد حباها الله جمالا اخاذا، واطرافا جميلة ، وسرعان ما اصبحت راقصة شعبية ، وممثلة متميزة ، الا ان سيرتها كانت على كثير من العهر والفساد ، حتى انها انزلقت الى هاوية حياة غير اخلاقية . بينما كانت بيلاجيا تسير بجوار كنيسة الشهيد جوليان ، حيث كان الاسقف نونوس يل...قي عظة بليغة اخذت مجامع سامعيه . فراحت تسترق السمع لهذه الكلمات البليغة التي يقولها الاسقف. وبغتة احسّت ( بيلاجيا ) بومضة نور تضيء نفسها المتعبة ، واجتاحها موجة مفاجئة علامة من الندم اتت على كيانها فتذكرت حياتها المهدورة عبثا ، فقررت ان تعود لاحقا كي تتعلم المزيد من الاسقف القديس نونوس . ولما زارته لاحقا للتزود بالتوجيه ، قام الاسقف القديس يصف لها تلك العذابات الابدية ، كانت بيلاجيا تجلس خائفة وبدون حراك ، هل فاتها القطار ولم يعد بوسعها ان تغير سيرتها لتنقذ نفسها التي لا تقدر بثمن ؟ وما هي إلا بضعة دقائق حتى زالت الغشاوة من عينيها فبدأت تفهم ان كل حياتها كانت تعاش في الخطيئة ، وكانت هي في خطر ان تهدر الابدية في اعماق الجحيم ! ولما بلغت ذورة احتقار سيرتها السالفة في الملذات والبذخ والرفاهية ، سقطت هذه الغانية على ركبتيها امام الاسقف ، وراحت ترجوه بالكلمات التالية وتقول :” ارحمني انا الخاطئة ايها الاب القديس ! عمّدني وعلمني التوبة . انا بحر من الخطايا ، ولجة من الهلاك وشبكة وسلاح في يد ابليس “. فاستجاب الاسقف الصالح بدون تردد ، ووعد التائبة بمنحها المعمودية التي شرعت تتوق اليها ، ولم يخلف الوعد ، فعندما حان الوقت لاقامة السر ، تهللت بيلاجيا عندما رأت ان شماسة الكنيسة التقية رومانا ستكون عرابتها . لقنتها رومانا لاحقا مباديء الحياة المسيحية ، اما بيلاجيا التائبة ، فراحت تتأمل طويلا وبعمق في باقات خطاياها السالفة وسيرتها الفاسدة ، ولم يمض وقت حتى اصبحت نموذجا للتقوى وللاستقامة ، وعندما كان ابليس يجربها ، كانت تطرده على الفور . لم ينته الامر مع بيلاجيا عند هذا الحد ، بل قامت وجمعت كل ثراوتها الثمينة التي عندها ووضعتها بين يدي الاسقف كي يوزعها هو على المساكين ، الذين تحسنت احوالهم بفضل هذه البركة . ولما كانت قد عقدت العزم على اعادة بناء حياتها الروحية ، قامت ( بيلاجيا ) وانطلقت الى اورشليم مغطاة الرأس ، لتبدأ سيرة مختلفة بالكلية ، متنكرة بزي راهب تقي يدعى بيلاجيوس ، فأقامت في مغارة على مقربة من جبل الزيتون مرتدية ثباب الرجال وعائشة حياة بسيطة قوامها شظف العيش وتكريس القلب ، عرفت بيلاجيا في تلك الاسقاع كلها بالراهب الذي لا لحية له ، اما امر انوثتها فلم ينكشف الا عند نهاية حياتها . لم ينس الاسقف نونوس بيلاجيا ، وبعد ثلاث سنوات على رحيلها ، ارسل يعقوب الشماس الى اورشليم لزيارة صديقه الاخ بيلاجيوس ، فعرف يعقوب بقلايتها ، فخرجت الى الباب ، فحمّل المرأة افضل التمنيات من الاسقف ظانا انها راهب ، اما هي فلم تعلن عن هويتها الحقيقية . بل قامت بكل بساطة وشكرته بلطف طالبة منه ان يزورها من جديد بعد حين . ولدى عودته الى القلاية بعد ايام ، وجد يعقوب ان الراهب بيلاجيوس قد رحل . وفقط عند مسح الجسد عرفوا ان الاخ بيلاجيوس كان امرأة ! رقدت بيلاجيا فى الرب سنة 284م ، وكان قبرها على جبل الزيتون . حياة القديسة بيلاجيا هي شهادة ساطعة على رغبة الله في ان يغفر خطايا جميع الخطأة ، مهما كانت عميقة وكثيرة ، سيرتها تظهر لنا محبة الله وقبوله لكل البشر بصرف النظر عن سيرتهم قبل اهتدائهم ، وأن الغفران الالهي ليس للقلة فقط ، بل يعطى مجانا للجميع. فلتكن صلاتها معنا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة بيلاجيا saint Pelagia |
القديسة بيلاجيا تينوس (القرن 19 م ) |
نبذة عن القديسة بيلاجيا |
القديسة بيلاجيا التائبة |
القديسة(بيلاجيا) التائبة |