|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم نواصل رحلتنا عبر الزمن نلف فيها أماكن نتقابل شخصيات واليوم لقائنا ... *مع موسى وصفورة .. بالإيمان موسى لما كبر أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون {عب 11: 24} *بداية يا أصدقاء قد لا يجد المرء في صفحات التاريخ الكثير من الناس، الذين تعرضوا وهم على مفارق الطرق، لما تعرض له هذا الرجل العظيم موسى... *إذ كان واحداً من الأوائل الذين جاء امتحانهم على ضفاف النيل، ليكتشفوا الفارق المهول بين الطريق الواسع العالمي، وطريق الحياة الأبدية الضيق.. *ها هو موسى النبى قادما فلنستعد لاستقباله ... اهلا اهلا يا أولادى الأحباء.... *أنا هو الرجل الذى وقف أمام الطريقين، ورأيت الطريق الرحب الواسع، مرصوفاً بالذهب تعبق على جانبيه الزهور ويرويه النيل بالخضرة والجمال، والحسن والمتعة، والمجد العالمي المذهل.. *ورأيت الطريق الآخر الكرب الضيق، وعلى رأسه الصليب الضيق، والنفى والتشريد، ولم أتردد مع ذلك قط، فى أن أختار هذا الطريق الأخير إذ ذكرنى الكتاب المقدس "أبى أن يدعى ابن ابنة فرعون مفضلاً بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسباً عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة".. * لقد أدركت حقا أن مأساة الإنسان الغارقة في كل العصور والأجيال أنه ينظر إلى أول الطريق، وليس إلى نهايته، مع أن الوضع المعكوس هو الصحيح إذ : "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت".. وهو لا يرضى أن تكون له هذه المأساة، فيتحول آخر الأمر مهما حف به من مجد عالمي إلى جثة محنطة في مقابر الفراعنة القديمة بل أنه لينشد أن يموت بأمر من الله على رأس الفسجة، ولا يدفن في أعظم هرم في مصر الوثنية القديمة.. *أجل وشتان إلى الأبد، بين شخصى كمومياء، وموسى على جبل التجلي مع إيليا والمسيح، كما رآه بطرس ويعقوب ويوحنا.. *أصدقائى يا إقتربوا لنجلس مع النبى العظيم موسى فى ظل تلك الشجرة فسوف تطول جلستنا معه فهو لديه الكثير ليخبرنا به .... *أبانا المبارك موسى جميعنا يراك هذا الرجل واحدا من أعظم رجال العصور كلها، تقف ربما فى الخط الثانى مع بولس والقليلين جداً من أبطال الإيمان خلف ابن الله فى السماء.. فمن تكون؟ وما قصتك العظيمة وتاريخك الباقى إلى أن تنتهى الأرض وما عليها، ويسمع الناس الترنيمة العظيمة الخالدة ترنيمة موسى والحمل؟.. **من أنت يا أبتى ؟ فعندما يمر الإنسان منا نحن المصريين بمومياء رمسيس الثانى، كثيراً ما يأتى السؤال: هل هذا الملك هو الرجل الذى عاصرك كما يذهب بعض المؤرخين أو المفسرين ؟؟؟؟ *البعض ذكر أنك ولدت عام 1578ق.م. * وهربت إلى مديان عام 1538ق.م. * ورجعت إلى مصر عام 1498ق.م. * وأن رمسيس الثانى جاء إلى العرش عام 1567ق.م. *وأن منفتاح حكم مصر عام 1506ق.م.؟.. أم أنك جئت بعد هذا التاريخ بفترة قصيرة؟.. لسنا نعلم على وجه التأكيد.... *موسى الرائع الجمال** أولادى لم يكن جمالى الجمال العادى ولكنه كان نوعاً من ذلك الجمال الذى وصفه استفانوس بالقول: "ولد موسى وكان جميلاً جداً" *والذى قال عنه يوسيفوس المؤرخ اليهودى... "إن جماله كان رائعاً فتاناً مذهلاً، فما من إنسان بهذا الجمال البارع".. *وقد هز هذا الجمال أمى وأبى اللذين أخفيانى ثلاثة أشهر وهز ابنة فرعون التى رق قلبها للجمال الباكى فى سفط وكان مؤشراً عظيماً فى الحب الذى أحبتنى به فلم ترانى بعد عبداً لها، بل جعلتنى ابناً.... * وقد أضحى هذا الجمال مذهلاً ورهيباً، بعد أن صعدت إلى الجبل وعشت مع الله أربعين يوماً،ولم تعد العين البشرية قادرة أن تحدق فى وجهى كما يصعب عليها أن تواجه النور الباهر، ومن ثم ألفت أن أغطى وجهى فى النظر إلى الناس، حتى أرفع البرقع فى خلوتى مع الله.. **موسى المتعلم** وصفنى استفانوس "تهذب بكل حكمة المصريين".. *ولا خلاف فى أننى أخذت بالكثير من هذه العلوم التى اختلط فيها الحق بالباطل ، والنور بالظلام ولكنها على أى حال جعلت منى واحداً من أعظم علماء عصرى ، ومن أعظم علماء العصور كلها....وأنها شكلت بداخلى ذلك الذهن المنظم العبقرى الذى صفاه الله، فى برية مديان ليكون واحداً من أبرع العقول التى أعطاها الله للإنسان على هذه الأرض.. *حقا يا أصدقاء أليس مما يدعوا إلى العجب أن ذلك الرجل الذى تهذب بكل حكمة المصريين، وكان العملاق العظيم فى العهد القديم، يذكرنا بنده الآخر فى العهد الجديد، والذى أفرزه الله من بطن أمه، وكان عليه أن يجتاز الطريق من جامعة طرسوس ، إلى رجلي غمالائيل، إلى الخدمة الخالدة التى قام بها بعد ذلك؟. **موسى المقتدر** لم أكن جميلاً، وعالماً فحسب، بل أكثر من ذلك، كنت "مقتدراً فى الأقوال والأُفعال " لقد جهزنى الله لأكون من ذلك النوع من الرجال الذى خلق ليكون قائداً... *والذى يمكن أن يوصف بصلابة الإرادة، وقوتها. وهنا يكمن الفرق بينى وبين أخى هارون... *لم يكن لى لباقة اللسان، التى كانت لأخى الأكبر هارون... * إذ كان هارون من أفصح الناس. * وأقدرهم فى البلاغة والبيان... *لكن هارون كان قصبة تهزها الريح، تقوده الجماهير، ولا يقودها، وتدفعه ولا يستطيع ردها، وتثور غاضبة فينجرف فى تيارها، ومع أنه أصبح رئيس كهنة الله.. *ومع أنه عاش عميق الشركة مع الله، ومع أنه ظل إلى آخر عمره، وهو يقدم البخور العطر أمام الله ، إلا أنه كان الإنسان الضعيف أمام أية إرادة أقوى وأصلب من إرادته وشجاعته.. *في ثورة غضب صنع العجل للجماهير، وهو يعلم أنه إثم كبير، وفي لحظة ضعف اكتسحته مريم، عندما تآمرت معه على شخصى الضعيف.... * تستطيع أن تأخذ من هارون أفضله أو أردأه من نوع المصاحبة التى تأتيه من الآخرين. *أما أنا فكنت فردا يصلح أن يكون جيشاً بأكمله،.. يقود ولا يقاد، ويتقدم ولا يتراجع، ويحزم الأمر في مواجهة فرعون أو مصر، أو الإسرائيليين جميعاً، كنت من ذلك الصنف الذى خلق ليكون زعيماً وقائداً لا يتخاذل فى أقسى المعارك، أو أشد المحن، التى يمكن أن يمتحن بها الرجال أو الأبطال فى الأرض.. **موسى الحالم** كنت رجل الرؤيا والأحلام، لقد دخلت الأحلام فى حياتى منذ الصباح الباكر،ومن المؤكد أن أمى يوكابد، فتحت عيناى على الرؤيا العظيمة، رؤيا الإنقاذ والتحرير لشعب الله المعذب المضطهد فى ذلك التاريخ.... * كنت على دراية تامة بالنبوات الإلهية التى ذكرها إله لإبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف.. *وقد وعيتها إلى الدرجة التى لم يغمض لى معها جفن وأنا أجترها وأذكرها كلما أصبحت، وكلما أمسيت ، لقد دخلت وإياى إلى قصر فرعون، وعاشت وإياى على ضفاف النيل، وصاحبتنى صغيراً، وشاباً، ورجلاً اكتملت حياتى وقوتى ورجولتى.. . *ومن المؤسف أنها كانت خلفى أيضاً عندما تحولت قائلاً: "فظن أن إخوته يفهمون أن الله على يديه يعطيهم نجاة وأما هم فلم يفهموا". **موسى الحليم** لم أكن موسى الحالم فحسب، بل كنت حليماً أيضاً، وأكثر من ذلك كان أحلم رجل على وجه الأرض ولم يكن حلمى ناشئاً عن طابع هادىء بارد ... *كما يبدو هذا في حياة الكثيرين من ذوي الدماء الباردة على ما اصطلح الناس أن يقولوا أو يرددوا بل كنت على العكس، من النوع الملتهب العاطفة، الثائر الوجدان، الغضوب حتى القتل، إذا ما رأيت مظلوماً ضعيفاً بين يدى ظالم قاس، أو مستبد باطش متغطرس... *ومن المسلم به أن ذوى الطباع البادرة لا يصلحون فى أوقات المحن والاستعباد والاستبداد،ومن المسلم به أننى كنت على العكس من ذلك كنت أحمل بين جنبى قلبى ثائراً لا يهدأ أو يسكن أو يستريح حتى تحل قضية شعب مظلوم، سحقه الطغاة إلى الأرض الحضيض والتراب... *لكننى مع ذلك راضيت نفسه على الهدوء، وأخذت نفسى بالسكينة، واحتجت إلى أربعين عاماً فى البرية حتى أصبحت لا رجلاً حليماً فحسب بل أكثر من ذلك أحلم إنسان فى جيلى على وجه الأرض.. **موسى صديق الله** لم تكن الصداقة التى تربطنى بالله مجرد صداقة عادية، بل كانت، من ذلك النوع المباشر العميق، وتختلف كل الاختلاف عن صداقة الشعب بأكمله.. * فإذا درج الشعب على الاقتراب إلى الله فى خيمة الاجتماع، كان جميع الشعب إذا خرجت إلى الخيمة يقومون ويقفون كل واحد فى باب خيمته وينظرون ورائى حتى أدخل الخيمة، وكان عمود السحاب إذا دخلت الخيمة ينزل ويقف عند باب الخيمة، ويتكلم الرب معى ، فيرى جميع الشعب عمود السحاب واقفاً عند باب الخيمة، ويقوم كل الشعب ويسجدون، كل واحد فى باب خيمته، ويكلمنى الرب وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه، وإذا رجعت إلى المحلة كان خادمى يشوع بن نون الغلام لا يبرح من داخل الخيمة.... * فإذا تطاول هرون ومريم على وإذا زعما أنهما ليسا أقل منى بحال من الأحوال، كان جواب الله على هذا الموقف: "اسمعا كلامى إن كان منكم نبى للرب فبالرؤيا استعلن له فى الحلم أكلمه، وأما عبدى موسى فليس هكذا بل هو أمين فى كل بيتى فماً إلى فم، وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشبه الرب يعاين".. *أجل وهذه الصداقة التى شربت عميقاً من نبع الله تنتهى بنا عبر القرون إلى الصورة المماثلة بين التلاميذ، حيث أحبهم يسوع المسيح إلى المنتهى، وفى الوقت عينه قرب ثلاثة من بينهم، ومن الثلاثة انفرد واحد باللقب العظيم: "التلميذ الذى كان يسوع يحبه".. *أجل إن مجال الصداقة أو بالحرى سباق الصداقة مفتوح أمام الجميع، ترى من يكون موسى العهد القديم، أو يوحنا العهد الجديد في مثل هذا الامتياز الرائع فيمن تأتى بهم العصور اللاحقة عن أحباء الله وأصدقائه؟ **موسى والبيت القديم** حقا يا أصدقاء لن نستطيع أن ندرس موسى، أو ندرك عظمته الحقيقية دون أن ندخل بيته القديم، ونلتفت حول أسرته المكونة من خمسة أشخاص، وأول ما يطالعنا فى البيت.. * الأبوان {عمرام ويوكابد} هما المؤمنان اللذان لم يخشيا أمر الملك، ويلقيا بابنهما الجميل في نهر النيل وهما رأس البيت السعيد المحظوظ، والذي أنجب ثلاثة أولاد، بنتاً وولدين، ولم يتخلف واحد منهم عن الإيمان أو الدور القيادي العظيم... * أو كما قال الله على لسان ميخا: "يا شعبة ماذا صنعت بك وبماذا أضجرتك. اشهد على أنى أصعدتك من أرض مصر وفككتك من بيت العبودية وأرسلت أمامك موسى وهرون ومريم". *وكما ذكرنا قبلا إن معنى "يوكابد" على الأرجح "مجد الله " وقد أدخلت يوكابد الله إلى بيتها وربت مع زوجها أولادها أحسن تربية دينية، فدخل مجد الله البيت وملأه إلى التمام وأعده ليكون أولاده الثلاثة على رأس الأمة وفى قيادتها... * لم يكن البيت حسب الظاهر إلا واحداً من البيوت الفقيرة العديدة المستعبدة، يضم خمسة من العبيد لا يملكون من الحياة أو الحرية إلا بالقدر الذى يسمح به سادتهم الطغاة القساة المستبدون... *ولكن البيت الذى ملأه مجد الرب، كان واحداً من أعظم البيوت التي ظهرت على الأرض، وكان بيت الشجعان الأحرار المتحدين المتكاملين المحبين.. * كانت مريم الابنة الكبرى تتجاوز العاشرة أو تقف عندها عندما ولد أخوها الصغير موسى. * ولنا أن نتخيل مريم وهى ترقب أخاها فى السفط على حافة النيل: "أيا مريم: أيتها الفتاة الصغيرة راقبي جيداً، واحرسي الأخ الصغير، ولا تدعي عينيك تلتفتان هنا أو هناك، فإنك لا تعلمين من تحرسين، وأي كنز تراقبين.. *فى هذا السفط الصغير كنز من أثمن ما عرفت من ذخائر وكنوز، في هذا السفط الصغير بطل من أبطال التاريخ والأجيال الخالدين على مر القرون.. *سفط موسى يمثل حلقة من حلقات اﻷلم فى حياة موسى ولكنه حلقة من حلقات البركة أيضا: .. *فقبل السفط أرضعته امه بالمجان بعد السفط أرضعته باﻷجرة (أليس عجيب) أم تأخذ اجرة ﻷرضاع ابنها .. *بعد السفط حصل موسى على إسمه ومعناه المنتشل من الماء . *قبل السفط كان يربى خفية بعد السفط صار يربى علانية .... *قبل السفط كان قريبا من الموت بعد السفط صار قريبا من العرش ..... *قبل السفط امتلك ام واحدة بعد السفط صار له اثنين ام ... *قبل السفط كان عليه قضاء الملك وبعد السفط كان له حماية ابنة الملك .... *فى السفط بكى ولكن بعد السفط لم نقرأ أنه بكى .... *السفط يمثل التجارب : فهو موضوع فى مكان الخطر حيث تماسيح النيل ... مغطى من الخارج بالقار أى اللون اﻷسود وهو لون الحزن والضيق ... *هو محاط بالمياه من الخارج والمياه مرتبطة بالضيق فهى وسيلة فرعون ﻷهلاك كل ذكر ... *فى السفط يرقد موسى وحيدا وﻻ عجب ففى اﻷزمات نحن نواجهها بمفردنا ... *السفط كان موضوع مراقبة اﻷخرين فاخت موسى كانت تلاحظه من يعيد .. *فى السفط بكى موسى وفى التجارب نذرف نحن الدموع .. *فى السفط كان الرضيع راقدا فى حالة العجز ﻻ يستطيع أن يصنع شيئا لنفسه ... *فى السفط يمنح الرب نعمة ويتحكم فى كل شئ فيبدو الصبى جميلا فلم يذهب السفط جماله ويتحكم الرب فى قلب اﻷميرة فيرق قلبها له .... * في هذا السفط ترقد الشريعة والأنبياء، والمدنية والحضارة". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|