|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا
إنجيل القدّيس متّى 10 / 34 -40 قالَ الرَبُّ يَسوعُ لِتلاميذِهِ: «لا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ عَلى الأَرْضِ سَلامًا، مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلامًا بَلْ سَيْفًا. جِئْتُ لأُفَرِّقَ بَيْنَ الرَّجُلِ وَأَبِيْه، والبِنْتِ وأُمِّهَا، والكَنَّةِ وحَمَاتِهَا. وأَعْدَاءُ الإِنْسَانِ أَهْلُ بَيْتِهِ. مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَو أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّني. ومَنْ أَحَبَّ ٱبْنًا أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. ومَنْ لا يَحْمِلُ صَلِيبَهُ ويَتْبَعُنِي فَلا يَسْتَحِقُّنِي. مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا. التأمل:”مَنْ وَجَدَ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ فَقَدَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا…” إسمح لي يا رب أن أصارحك، وأعبر لك عمّا في داخلي، فقد أستغربت كلامك عن النار والسيف والانقسام!!!… ما عرفتك سوى إله رحمةٍ ومحبة وسلام، وما شاهدتك يوماً تحمل السيف، ألم تطلب من بطرس أن يردّ سيفه إلى غمده لحظة اعتقالك في بستان الزيتون؟ ها إني أسمعك تهمس في وجداني أن سيفك هو سيف الحق الذي يفصل الحق عن الباطل والجيد عن الرديء، ومن أراد أن يتبعك قد يضطر إلى تبني خيارات قوية وصادمة أحياناً، تفصل الحياة عن الموت… بالامس سمعت والدتي تنتقد “تكرسي” المطلق لك، وخدمتي للناس ظناً منها أنهم لا يستحقون أي خير فإذا صلبوك أنت فماذا سيفعلون بي؟؟!!!…تذكرت سيفك لكني لم أجرؤ على استعماله خوفاً من جرح خاطرها، رسمت قبلةً على جبينها وبقي سيفك في غمده… أذكر حين قُتِل أخي الوحيد، أنني خاصمتك ولمتك لأنك لم تحمه، ولم تدافع عنه في تلك الليلة السوداء، ومن شدة حزني نسيت سيفك في غمده ولم أفصل بين عاطفتي وتدبيرك الذي آلمني كثيراً… وكذلك أفعل عند كل مصيبةٍ أو مرضٍ يصيب أحد أحبتّي… وأذكر أيضاً حين يقوم عليّ أهل بيتي، زوجتي وأبنائي وأقربائي، لأني أتركهم أيام الآحاد والأعياد وأذهب بعيداً حيث دعوتني أن أخدم في كرمك مجاناً، فتبقى صورة سيفك القاطع في مخيلتي كأوهام أطفال لا أملك شجاعةً كافية لاستعماله… وحين دعتني يدي في أكثر من مكان الى الخطيئة لم أقطعها بسيفك وألقها عني…أعترف لك أن هذا هو الامتحان الأصعب الذي ينزل عليّ كالنار الاكلة التي أتعثر في استعمالها لتنقية “نفسيتي” من روح الشر وشهوات الجسد، لأسير وأتقدم نحوك… وأذكر حين أحمل صليبك وأتبعك، كم أعاني من آلامٍ وضيقات ومشقات؟؟ وأنت تطلب مني أكثر، تطلب مني أن أفقد نفسي من أجلك لأربحها، تطلب مني صلب أهوائي وميولي لأنال تعزيتك ومجدك، وهذا أصعب ما في الصليب وأشدّ إيلاماً من السيف… لكنّي أرغب بشدة أن تحرقني نارك، وتبقى بداخلي مشتعلة، وأرغب بشدة أكثر بسيفك لأقطع ما في نفسي من نداءات أرضية لا تشدني إليك، وأرغب بحمل صليبك أكثر وأكثر طائعاً دون كلل أو ملل راضياً بمشيئتك لأني واثقٌ أنك جئت لتكون لي الحياة وتكون وافرة… فلا أخاف إن فقدت حياتي لأنك أنت حياتي… فهات سيفك واقطع مني ما تشاء، وهاتِ صليبك لأفعل ما تشاء… تريد أن تكون الاول في حياتي دون منازع، فأنت الاول، تريد أن تجتاحني بحبك، فها هي نفسي لك وأبواب قلبي مشرعة لك، وأبي وأمي وأخوتي وزوجتي وأبنائي كلهم لك، إملأني من روحك، أشعل في قلبي حباً لك لا ينطفىء، أغمرني منه حتى الثمالة، حتى الصميم، حتى الاختناق لأموت أنا وتحيا أنت، فأنت حياتي، بك أتخطى حدودي، وأنتصر على ضعفي … اغفر لي سوء فهمي لكلمتك لانك “حنان ورحيم، طويل الروح وكثير الرحمة…”(مزمور 145).امين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|