إن المجرّب يُفسد سن المراهقة؛ يساعده في ذلك الثورة التي يضج بها هذا الجسد فيدمر الأولاد المراهقين في تلك الفترة الصعبة التي يمروّن فيها. العقل غير ناضج والخبرة غير متوفرة والودائع الروحية معدومة. لهذا على المراهق أن يسمع دومًا نصائح الكبار في تلك الفترة المصيرية من حياته لئلا ينزلق في مهاوي العالم التي تملأ النفوس قلقاً وتبعدها عن الله. إن مراهقًا يصعب عليه أن يمتلك التمييز» ذكرًا كان
أم أنثى» ليتسنى له حفظ حالته الروحية بطريقة سليمة. ولهذا يفضل الآباء الروحيون عدم الاختلاط بين الجنسين في هذه المرحلة؛ ولو في الحياة الروحية» فالشيطان حاضر والعمر لا يساعد. من هنا فالأفضل للشاب أو الفتاة أن يهتم بحياته الروحية وطهارته» ولو قالوا عنه أنه "أبله" وأن يحمل هذا الصليب الثقيل الذي يخفي قوة الله وحكمته؛ فيغدو الشاب عندئذ أعظم قوة من شمشون (قضاة 1:1٠) وأغزر حكمة من سليمان الحكيم (املو 13-4:7).
على الشاب أن يسير وهو يصلّي ولا يرفع عينيه ويحدّق في الوجوه يمنة أو يسرة حتى ولو أساء فهمه الأهل والأقرباء. الأفضل له أن يتصرف بين الناس بعد خروجه من الكنيسة كحيوان بري حفاظًا على اهتمامه الروحي من أن يحدق بأعناق النساء وأجسادهن فيتدنس بالروح من جراء وخزة في القلب أحدثها العدو.
ثمة حاجة إلى رباطة الجأش والجهاد لتجنب الأسباب؛ والمسيح يساعد. إن نما الشغف الإلهي في نفس الشاب فإن حرارة وقوة هذا الشغف تحرقان كل رغبة أخرى وكل صورة سيئة؛ فيشعر عندها باللذات الروحية التي لا تُقَارَن بلذة أخرى مها بلغ شأنها. عندما يذوق المن السماوي فلا يُعير اهتاماً بعده للخرنوب البرِيٌ. لذا عليه أن يُمسك ذراع الدفة بحزم ويرسم إشارة الصليب طاردًا عنصر الخوف وعندها ينال حنانًا سماويًا جراء جهاده الصغير. كل ذلك بحاجة إلى شجاعة .. وسوف يساعد الله بطريقة عجائبية.
17 - 06 - 2020, 08:12 PM
العرض المتطور