|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- تكريم رفات القديسين في العهد القديم: نقرأ في سفر ملوك الثاني اصحاح 13 الميت الذي سقط في رمس أليشع حيي إذ مسّ جسد النبي الميت، فالله يستخدم قديسيه حتي أجسادهم في عمل المعجزات وفي تفسير القمص يعقوب ملطي لهذه القصة الإنجيلية يقول: [مات إليشع النبي، وحتى في دفنه بعث فرحًا في قلوب الكثيرين، حيث أقام جثمانه ميتًا.إنه ليس عمل الجثمان ذاته بل اللَّه مقدس النفس والجسد معًا! أن اللَّه يعمل بأولاده حتى بثيابهم (ثوب إيليا) وبظلهم (ظل بولس) والخرق التي على أجسادهم (بولس الرسول) وجثمانهم بعد الموت!] ولمّا كان ملك اليهودية يوشيّا يستأصل العبادة الوثنية، وحينئذ أحرق كثيرًا من عظام الأموات فحوّلها رمادًا. إلا أنَّه أمر مع ذلك بأن يحفظ ذخائر النبي انسان الله القديس الموجود هناك بالاكرام كاملة سالمة "...والتفت يوشيا فرأى القبور التي هناك في الجبل فأرسل وأخذ العظام من القبور وأحرقها على المذبح ونجّسه حسب كلام الرب الذي نادى به رجل الله الذي نادى بهذا الكلام. وقال ما هذه الصورة التي أرى؟ فقال له رجال المدينة: هي قبر رجل الله الذي جاء من يهوذا ونادى بهذه الأمور التي عملت على مذبح بيت ايل. فقال دعوه، لا يحركن أحد عظامه. فتركوا عظامه وعظام النبي الذي جاء من السامرة..." (2مل 23: 4-25). وأخيرًا يروي الكتاب أيضًا أن أحد "رجال الله" ضل ولم يحافظ على الوصايا، فعوقب على ذلك لا تدخل جثتك قبر أبائك أي يموت موتا غير طبيعيا ولا يدفن دفن عادي وذلك مصيبة عند القدماء وحدث أن لقيه أسد وهو خارج من بيت ايل على ظهر حماره، فقتله". وبقي ملقى على الطريق والحمار مقابله، والأسد قائم إلى جانب الجثة". أي أن الوحش الذي صار أداة للعدل الإلهي، لم يمزّق جسد رجل الله، بل تصالح مع الحمار ووقف بقربه يحرس الذخيرة المقدسة. ثم مرّ بعض الناس من هناك ورأوه، فأسرعوا إلى المدينة وأذاعوا النبأ. أما النبي الشيخ الذي تسبّب في ضلال رجل الله فذهب إلى ذلك الموضع ووجد جّثته ملقاة على الطريق والحمار والأسد قائمان بجانب الجثة، ولم يأكل الأسد الجثة ولا افترس الحمار. فأخذ النبي جثة رجل الله وجعلها على الحمار ورجع بها. ودخل النبي الشيخ المدينة ليندبه ويدفنه، ووضع جثته في قبره، وندبوه قائلين: أواه يا أخي. وبعد أن قبره كّلم بنيه قائلا: إذا مُت فادفنوني في القبر الذي دفن فيه رجل الله، بجانب عظامه ضعوا عظامي" ( 1مل 13: 25-31). يشهد هذا المقطع الأخير على ثقة ذلك النبي بالقوة العجائبية الكامنة في ذخائر القديس، ولو خالف ذلك وصايا الله برهة فعوقب. وكذلك موقف الحمار والأسد اللذين صارا أداة في يد الله فوقفا باكرام وورع إلى جانب الذخائر. كما أن الكتاب يخبرنا أن عظام يوسف الصدّيق حفظت بعناية واهتمام (يشو 49: 15). وهذا أمر غريب فعلاً، ففي العهد القديم اعتبرت ملامسة جسد الإنسان الميت "نجاسة" (لاو 21: 1-9، خر 44: 25). لكن الاسرائليين نقلوا عظام يوسف باحترام عظيم، ولم يتنجسوا (تك 50: 25، خر 13: 19) و"عظام يوسف التي أصعدها بنو اسرائيل من مصر ودفنوها في شكيم في الحقل الذي كان يعقوب قد اشتراه من بني حمورابي شكيم بمائة قسيطة فضة وصارت ميراثًا لبني يوسف"(يشوع 24: 32). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|