العلاقة بين نظرية الفوضى وأثر الفراشة
أول شيء يجب فهمه هو أن “أثر الفراشة” مجرد مجاز لنظرية الفوضى في الرياضيات.
نظرية الفوضى تعني علم المفاجآت غير المتوقعة وغير الخطية، والتي تُعلّمنا أن نتوقّع ما هو غير متوقّع. على سبيل المثال، تتعامل نظرية الفوضى مع الأشياء التي يصعب التنبؤ بها، مثل اضطرابات الطقس وسوق الأوراق المالية والدماغ البشري، حيث تُوصف هذه الظواهر بالرياضيات الكسرية، والتي تعكس التعقيد اللانهائي للطبيعة. إذا ما تمعنّت في الطبيعة من حولك، ستجد أن العديد من الظواهر تُبدي خصائص كسرية غير خطية، مثل سلوك السحب والأنهار والأشجار والمناظر الطبيعية والعديد من الأنظمة الأخرى. وفهم هذه الأمور المعقّدة الفوضوية يمنحك رؤية جديدة وحكمة في القرارات. على سبيل المثال، التنبؤ بالحالة الجوية يُمكن أن تجعل طيًارًا ينجح في توجيه طائرته إلى الموقع المطلوب.
عودة إلى أثر الفراشة، هل يُمكن حقًا لرفرفة جناحي الفراشة في البرازيل أن تتسبّب بإعصار في تكساس؟ لا يعني ذلك أن هذا يُمكن أن يحدث في الواقع، لكن ومن الناحية النظرية، من الممكن أن حدثًا صغيرًا، مثل هذا، في الوقت والمكان المناسبيْن، أن يؤدي إلى إحداث مجموعة من الأحداث التي ستنتهي إلى تشكيل إعصار على الجانب الآخر من العالم.
في حين يبدو الأمر مُثيرًا للسخرية كمفهوم، إلا أنه ليس من المفترض أن يتم أخذه حرفيًا. يُقصد باستعارة “أثر الفراشة” ببساطة أن تُثبت أن القليل من الأحداث غير المهمة يُمكن أن تؤدي إلى نتائج مهمة مع مرور الوقت.
بعبارةٍ أخرى، يُمكن أن يكون للتفاوتات الصغيرة في الظروف الأولية تأثيرات عميقة ومتشعّبة على نطاق واسع على النظام. هذه الأنظمة الفوضوية لا يُمكن التنبؤ بها بطبيعتها.