هل تستطيع الحرباء أن تمتزج في بيئتها ؟
غالبا ما يكون من المستحيل رؤية الحرباء تقريبا، ما عليك سوى سؤال أي شخص قضى وقتا في الحقل يبحث عنها، يقول ميلينكوفيتش، من الصعب جدا اكتشاف الحرباء، وهناك سبب وجيه لذلك، فهذه السحالي غير مسلحة تماما، وليس لديها أي لدغة خطيرة، وجلدها ليس معبأً بالسم، ولا يمكنها التحرك بسرعة، والبقاء مختبئة هو تكتيكها الوحيد للهرب من الحيوانات المفترسة.
يقول ميلينكوفيتش إن معظم أنواع الحرباء تمتزج في البيئة ولا تتطلب تغيير اللون على الإطلاق، وفي حالتها الطبيعية، تبدو بالفعل مثل الأوراق أو الأغصان، وتشبه إلى حد كبير الحشرات التي تبدو مثل العصي، ويقول ديفي ستيوارت فوكس، عالم الأحياء التطوري في جامعة ملبورن، الذي كان يدرس لون الحرباء منذ أكثر من عقد من الزمان، إن هذه السحالي لديها القدرة على ضبط مدى سطوع بشرتها.
عندما يكون هناك ضوء أقل، كما يقول، كما هو الحال في شجرة عميقة داخل غابة مدغشقر، تتسبب الخلايا الصبغية من اللون البني إلى الأسود التي تسمى الميلانين في التدفق على سطح الجلد لدى الحرباء وتتسبب في ظهور الحرباء بألوان أغمق، وبالتالي تكون أكثر تمويها، ويقول ستيوارت فوكس، الأمر أشبه بوضع طبقة رقيقة من الطلاء على كل شيء داكنا، وعليك أن تتخيل خلط الطلا، وإذا كان لديك طلاء أخضر ومزج المزيد من اللون الأسود فيه، فسيغير السطوع والتدرج أيضا.
بعبارة أخرى، تستطيع الحرباء، في الواقع، تغيير لون بشرتها لتتناسب مع البيئة المحيطة بها، ولكن داخل جزء ضيق على عجلة الألوان، ويقول، سيكون للحرباء مجموعة محدودة من التغييرات، ولكن ليس لدي شك في أنه في غضون ذلك يمكنها التغيير لتتناسب مع بيئتها.