إن هذه الأب ولد في قرية مصرية، إذا أنه انتهز فرصة وجود الشيوخ في الريف لبيع عمل أيديهم وتبعهم إلى البرية، ولما صار راهبا تناهي في النسك والعبادة وكان يبكي كثيرا في صلاته، ولما كبر وذاعت فضائله أجمع الأباء علي رسامته قسا فهرب منهم واختفي في حقل مزروع ولما دخلوا وراءها لأخذها وجدوه وأرادوا قيده لئلا يهرب منهم.
فقال لهم: "إني لا أهرب الآن لأني علمت أن هذا الأمر هو من الله " ومضي معهم فرسموه قسا، فزاد في الطاعة للشيوخ، وفي تعليم المبتدئين الفضيلة، ولما دنا وقت وفاته سألوه: " ماذا يعملون بعده " ؟ فقال لهم: " مثلما كنتم ترونني أصنع، اصنعوا ان كنتم تريدون الثبات في البرية " ثم رحل عن عالمنا بسلام.