|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف نفهم القداس على ضوء ظهور يسوع لتلميذي عماوس؟
كانت الذبيحة الأولى التي احتفل بها يسوع المسيح بعد القيامة مع تلميذيّ عمّاوس، إذ نرى مدى أهميّة القداس “يقول المسيح: حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، أكون بينهم. ويعني الربّ هذا الكلام. تجلّت الفرصة الأولى يوم القيامة، بعدما عاد شابان من أورشليم إلى قرية عمّاوس، وهما يتكلّمان عن يسوع المسيح؛ بمجرّد أن اجتمع الاثنان، ظهر الربّ بينهما. هو يرينا مدى صدق كلمته، ومقدار حبّه المتمثّل في السير معنا على الطريق. كانت الذبيحة الأولى التي احتفل بها يسوع المسيح بعد القيامة مع تلميذيّ عمّاوس، إذ نرى مدى أهميّة القداس، ومن هنا، سأركّز على أهميّته في حياتنا. قال البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني: “القداس هو السماء على الأرض”؛ عندما ندخل إلى الكنيسة، ندخل إلى السماء، مثل انجيل الابن الضال (لو 15): الآب يستقبلكم، ويقبّلكم طويلًا، ويقول لكم: أهلًا وسهلًا بكم في بيتي! في هذا الوقت، يكون الكاهن قد حضّر القرابين على المذبح، ووضع الخبز في الصينيّة، ويقول: كشاة سيق إلى الذبح وكحمل لم يفتح فاه، ويسكب النبيذ، ويمزجهما بالماء، رمزًا للدم والماء اللذين سالا من جنب يسوع المسيح على الصليب… نحضّر نفسنا كي تكون ذبيحتنا أكثر ثمرًا، الا ان الكنيسة تحضّركم إلى أمور كثيرة ستحصل في خلال القداس الإلهي، ومن هنا سأسلّط الضوء على 5 نقاط هي الآتية: 1-القراءات: الذبيحة الإلهيّة تذكار لحياة يسوع المسيح منذ الولادة حتى إرسال الروح القدس؛ نستذكر ميلاد المسيح، وترنّم الملائكة: المجد لله في العلى، ونطلب الغفران. تضع الكنيسة لنا صلاة رائعة هي القراءات. نطلب تنقية نفسنا قبل نزول كلمة الله في قلبنا، قائلين: اجعلنا أن نكون الأرض الطيّبة! الرسالة والانجيل هما كلام الربّ لنا اليوم، والعظة هي عمود أساسي في القداس خاصة في الآحاد والأعياد لأن يسوع فسّر لتلميذيّ عمّاوس الكتب، وجعلنا نرى مدى أهميّة العظة. من ثم، نقول قانون الإيمان: المرحلة المفصليّة بين قسميّ القداس: الكلمة والافخارستيا، وهو قانون الايمان الذي تفوّه به الرسل والكنيسة منذ ألفي سنة حتى اليوم. يعطي الكاهن الشعب السلام من المذبح، ويوزّعه للعالم. في الذبيحة الإلهيّة، تعمل كل حواسنا: نعاين الربّ من خلال العين، ونتذوّقه عند المناولة، ونشتمّ رائحة البخور والعظمة، ونلمس الربّ عندما نتناوله، ونسمع كلمة الله. في الماضي، كان المؤمنون يمسحون وجههم بعد السلام كي يبارك الله حواسهم كأنهم يقولون: أعطِ، يا ربّ، السلام لحواسنا وجسدنا كلّه. يقول الكاهن: محبّة الله الآب، ونعمة الابن الوحيد، وشركة وحلول الروح القدس… لتكن قلوبنا وأفعالنا مرتفعة إلى العلى! نحن نحيا في السماء. لا شيء يلهينا. 2- الكلام الجوهري: إذ سيحصل أمرٌ مهمّ: تحوّل الخبز والخمر إلى جسد يسوع ودمه. بعد هذه الصلوات، تضع الكنيسة لنا ترنيمة “قدّوس” (المستوحاة من أشعيا ورؤيا القديس يوحنا ودخول يسوع إلى أورشليم) هوشعنا في الأعالي! مبارك الآتي باسم الربّ… ويبدأ الكلام الجوهري. عندما يحتفل الكاهن بالقداس الإلهي، يكون المسيح هو المحتفل بالذبيحة الإلهيّة والأسرار الكنسيّة السبعة. ويجب أن نرفع هذه الصلاة الأساسيّة: نذكر موتك يا ربّ، ونعترف بقيامتك، وننتظر مجيئك الثاني. ونستدعي الروح القدس كي يحلّ على المؤمنين كما حلّ على التلاميذ في العليّة يوم العنصرة. 3- حلول الروح القدس: الصلاة التي اختارتها الكنيسة، ويقولها الشماس عند حلول الروح القدس على القرابين والمؤمنين: ما أرهبها ساعة أحبائي ينحدر فيها الروح الحيّ القدوس ويحلّ علينا وعلى هذه القرابين، فلنقف مصلّين خاشعين! 4- صلاة الأبانا: نتحدّث إلى الله مباشرة في حضوره. 5- المناولة والدعوة للنظر إلى الله بعيون الإيمان بتهيّب وخشوع؛ نستعدّ للمناولة ونسأل الله الرحمة والحنان. يرفع الكاهن القرابين إلى العلى، قائلًا: الأقداس للقديسين، ويرفع الشعب الصلاة التي تجعله يستعدّ للمناولة: أهّلنا أيها الربّ الإله أن تتقدّس أجسادنا بجسدك القدوس، وتتنقّى نفوسنا بدمك الغفور، وليكن تناولنا لمغفرة خطايانا! هذه النقاط التي ذكرتها آنفًا هي عواميد في القداس الإلهي. كل ذبيحة إلهيّة هي فصح؛ الحمل حاضر، ويجب أن نأكله كي نشارك في الفصح أي العبور من الخطيئة إلى القداسة، ومن الظلمة إلى النور، ومن الجهل إلى المعرفة. “كان قلب تلميذيّ عمّاوس متّقدًا في داخلهما”. إذا لم نخرج من الذبيحة الإلهيّة من دون الشعور بأن الله أشعل قلبنا، فهذا دليل على وجود مشكلة. أعطنا، يا ربّ، أن نشارك في الذبيحة الإلهيّة بقلب نقيّ، ونتحوّل من ضعفاء إلى أقوياء في الإيمان! أعطنا نعمة الخروج بسلام مع البركات والنعم لنبشّر العالم بكلامك الحيّ، ونحمل الفرح إليه”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|