تكون النفط من بكتيريا صغيرة وليس من الديناصورات الضخمة
قد تتفاجأ عندما تعلم أن احتياطيات النفط أنتجت بالفعل من البكتيريا المجهرية، وليس من الديناصورات الضخمة، فقد تطورت بكتيريا وحيدة الخلية في محيطات الأرض منذ حوالي ثلاثة مليارات سنة وكانت إلى حد كبير الشكل الوحيد للحياة على الكوكب حتى حوالي 600 مليون سنة مضت، وعلى الرغم من صغر هذه البكتيريا الفردية، نمت المستعمرات البكتيرية إلى أبعاد ضخمة حقا (نحن نتحدث آلاف أو حتى ملايين الأطنان من المستعمرات الممتدة).
بالطبع، البكتيريا لا تعيش إلى الأبد، يمكن قياس عمرها بالأيام والساعات وأحيانا بالدقائق، وعندما ماتت أعضاء هذه المستعمرات الضخمة، غرقت في قاع البحر وتمت تغطيتها تدريجيا بتراكم الرواسب، وعلى مدى ملايين السنين، إزدادت هذه الطبقات من الرواسب ثقلا حتى تم طهي البكتيريا الميتة المحجوزة أدناه بالضغط ودرجة الحرارة إلى حساء من الهيدروكربونات السائلة، وهذا هو السبب في أن أكبر احتياطيات النفط في العالم تقع على بعد آلاف الأقدام تحت الأرض ولا تتوافر بسهولة على سطح الأرض في شكل بحيرات وأنهار.
عند التفكير في ذلك، من المهم محاولة فهم مفهوم الوقت الجيولوجي العميق، وهي موهبة يمتلكها عدد قليل جدا من الناس، وحاول لف عقلك حول ضخامة الأمر، كانت البكتيريا والكائنات أحادية الخلية هي الأشكال السائدة للحياة على الأرض لمدة تتراوح بين مليوني ونصف إلى ثلاثة مليارات سنة، وهي فترة زمنية غامضة تقريبا عند قياسها بالحضارة البشرية التي تبلغ عمرها حوالي 10000 عام فقط، وحتى نسبة لعصر الديناصورات، والتي استمرت فقط حوالي 165 مليون سنة، فهناك الكثير من البكتيريا، والكثير من الوقت، والكثير من النفط.