🖤 سر مسحة المرضى للشفاء وليس للبركة 🖤

[walaa farouk]

أريد أن أنبه على خطأ يقع فيه شعبنا، بعض الناس خصوصا فى فترة الصوم الكبير يذهب للكاهن ويدعوه لعمل القنديل، ومن غير مناسبة وعندما تسأله يقول بركة، عندما يأتى الكاهن ويدخل بيتى يباركنى، لا.. مسحة المرضى ليس الغرض منه هو البركة،
أيضا مثل إنسان يأتى للأسقف بطفل سنه سبع سنين
ويقول له أريد أن ترسمه لى شماس، يقول له الأسقف:
لا ينفع لابد أن يصل إلى السن التى يفهم فيها مسئوليات الخدمة
، يقول له:
لا تحرمه من البركة، لا.. فرق بين البركة، وبين أن يحمل هذا الطفل عبء مسئولية رتبة من رتب الكنيسة لها إختصاصها،
ممكن أن نبارك الطفل وتوجد صلوات أخرى نبارك بها الأطفال
، لكن فرق بين الرسامة التى تعطى إختصاصاً معيناً فى الكنيسة،
وتضع على الشخص مسئولية، وبين البركة .
فرق بين صلاة التبريك التى يبارك بها الكاهن البيت ويرش الماء، كما هى عادة الأقباط إذا اشترى أو إذا بنى بيت جديد أو إذا سكن فى بيت جديد، يستدعى الكاهن ليصلى على ماء ويبارك البيت،
فرق بين هذا الطراز من الصلاة وهى صلاة التبريك، وبين مسحة المرضى،
لا تخلطوا بين الإثنين لأن كل سر له تخصص ويعطى موهبة من مواهب الروح القدس، فسر التناول له اختصاص غير المعمودية وغير الميرون، الزيجة لها اختصاص غير مسحة المرضى، الكهنوت له اختصاص غير الميرون، وهكذا كل سر له تخصص وله موهبة من نوع معين، وهى من قبل الروح القدس، أنواع مواهب مختلفة ولكن الروح واحد. لكننا لا نخلط بين الأسرار ولا نخلط بين العطايا فإذا لم يكن هناك مريض فلا يحتاج إلى مسحة المرضى، وإذا كان المقصود هو البركة فليأتى الكاهن إلى البيت ويبارك أهل البيت، ويصلى على ماء ويرشه فى البيت، هذه صلاة التبريك، لكن لا نخلط بينها وبين مسحة المرضى الذى له اختصاص معين وهو الشفاء، شفاء الأمراض الجسدية المتسببة عن العلل الروحية.
والآن وقد أعطينا هذا السر هذا الوقت فى شرح إختصاصاته ومعناه
، وفهم ضرورته ولماذا وُجِد فى الكنيسة، ومَن الذى أقامه وهو رب المجد نفسه الذى رسمه فى كنيسته المقدسة.
نشكر الله لأن كنيستنا أعطتنا فى هذا الصباح بركة هذا السر، لتشمل هذا الشعب بأسره، ونرجو أن يعيد الله عليكم هذه الأيام بسلام، وأن يحفظ الرب كنيسته المقدسة، وأن يقوى كل العاملين فيها، هذا اليوم يوم فرح هو يوم عيد، ولذلك فالطقس فيه يُصَِلى بطقس العيد لأنه عيد ختام الصوم، من أجل هذا نهنىء شعبنا بهذه الأيام المباركة التى انقضت من الصوم الأربعينى المقدس، ونرجو أن نكون فعلا قد انتفعنا من الفترة الماضية
، وأن يكون الصوم فعالاً فى حياتنا وأن تكون حياة الشعب نمت فى النعمة وفى معرفة ربنا يسوع المسيح.
والآن نحن نستقبل الصوم الأخير، صوم أسبوع الآلام الذى يبدأ بأحد الشعانين، وقد رأت الكنيسة إختيار الفصل من إنجيل لوقا، الذى قال فيه المسيح: إننى أشفى المرضى اليوم وغدا وفى اليوم الثالث أكمل، وقد رأت الكنيسة فى هذا الإشارة إلى هذه الأيام الثلاثة السابقة على مجىء الرب يوم أحد الشعانين، الجمعة والسبت والأحد، اليوم وغدا وفى اليوم الثالث أكمل، لكى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب، لأنه فى يوم أحد الشعانين صاحت الجماهير " أوصنا ياابن داود أوصنا فى الأعالى مبارك الآتى باسم الرب " وإلى أن نأتى إلى هذا اليوم العظيم يوم أحد الشعانين، نصلى أن يبارك الله شعبه، وصلوا الآن فى القداس الإلهى بنفوس متواضعة وقلب منسحق، اطلبوا نعمة الله عليكم، واطلبوا خلاص الله فى الشعوب، واطلبوا السلام للكنيسة وفى كل موضع، والسلام لبلادنا وللعالم بأسره .