كثيراً ما يقال أن عنق الزرافة وقوائمها تمكنها من أكل الأوراق من الغصون العليا في الشجرة وهي بذلك تصل إلى الطعام الذي تعجز الحيوانات الأخرى عن الوصول اليه، ولكنك إذا راقبت الزرافة وهي تأكل نجد أنها تمد عنقها افقيا بموازاة صدرها أي أنها تتناول الأوراق من وسط الشجرة العالية، وهي بذلك أيضا تستطيع أن تصل حيث لا تصل حيوانات أخرى ، باستثناء الفيل ، للحصول على أوراق النبات بلسانها الطويل وشفتيها المتحركتين .
لعنق الزرافة الطويل فائدة أخرى، إن في أعلى راسها عينين كبيرتين بحيث أن رأسها هو بمثابة برج مراقبة عال للتنبه للخطر. ثم أن أذنيها كبيرتان أيضاً وبذلك يمكن أن نفترض أن لها سمعاً قوياً. ومع أن الزرافة كبيرة إلى هذا الحد فإن رؤيتها ليست سهلة حين تكون بين الأشجار، أن جلدها الأحمر البرتقالي بما فيه من بقع قائمة يختلط بالضوء والظلال ، كما أن الخط الأسود على قفا عنقها يبدو كأنه غصن شجرة رقيق .