“َلِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ الـمَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون”!
أَيُّهَا الإِخْوَة، كَبَشَرٍ أَقُول: إِنَّ الوَصِيَّة، وإِنْ كَانَتْ مِنْ إِنْسَان، إِذَا أُقِرَّتْ، لا أَحَدَ يُبْطِلُهَا أَو يَزِيدُ عَلَيْهَا. فالوُعُودُ قِيْلَتْ لإِبْراهِيمَ وَلِنَسْلِهِ. ومَا قِيْلَتْ: “ولأَنْسَالِهِ”، كأَنَّهُ لِكَثِيرِين، بَلْ “وَلِنَسْلِكَ”، كَأَنَّهُ لِوَاحِد، وهُوَ الـمَسِيح! فأَقُولُ هـذَا: إِنَّ وَصِيَّةً سَبَقَ اللهُ فأَقَرَّهَا، لا تُلْغِيهَا شَرِيعَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ أَرْبَعِ مِئَةٍ وثَلاثِينَ سَنَة، فَتُبْطِلُ الوَعْد. وإِذَا كَانَ الـمِيرَاثُ مِنَ الشَّرِيعَة، فَهُوَ لَمْ يَعُدْ مِنَ الوَعْد؛ والـحَالُ أَنَّ اللهَ بِوَعْدٍ أَنْعَمَ بِالـمِيرَاثِ على إِبرَاهِيم. لِمَاذَا الشَّرِيعَة؟ إِنَّهَا أُضِيفَتْ بَسَبَبِ الْمَعَاصِي، حَتَّى مَجيءِ النَّسْلِ الَّذي جُعِلَ الوَعْدُ لَهُ. وقَدْ أَعْلَنَهَا مَلائِكَةٌ على يَدِ وَسِيطٍ، هُوَ مُوسى. غيرَ أَنَّ الوَاحِدَ لا وَسيطَ لَهُ، واللهُ واحِد! إِذًا فَهَلْ تَكُونُ الشَّرِيعَةُ ضِدَّ وُعُودِ الله؟ حاشَا! فَلَو أُعْطِيَتْ شَرِيعَةٌ قَادِرَةٌ أَنْ تُحْيي، لَكَانَ التَّبْرِيرُ حَقًّا بِالشَّرِيعَة. ولـكِنَّ الكِتَابَ حَبَسَ الكُلَّ تَحْتَ الـخَطِيئَة، لِكَيْمَا بالإِيْمَانِ بيَسُوعَ الـمَسِيحِ يُعْطَى الوَعْدُ للَّذِينَ يُؤْمِنُون.
قراءات النّهار: غلاطية 3: 15-22 / لوقا 1 : 26-38
التأمّل:
في أحد “بشارة العذراء مريم”، وهو تذكار بدء تحقّق وعد الله بالخلاص، نتأمّل في هذا الوعد وفي مدى إيماننا عمليّاً به وقد أوضحت رسالة اليوم بأنّ الشريعة لم يكن لها القدرة على التبرير وعلى غفران الخطايا بعكس معطيها، أي الله، الّذي هو معطي الحياة وفاديها في آنٍ معاً.
لقد خلق الله الكون بكلمته وخلّصه بكلمته، الابن الوحيد وكان بدء الفداء تاريخيّاً في قبول مريم العذراء بتواضع وإيمان بان تكون أمّا لكلمة الله وهو ما يتردّد صداه في كل يوم، في صلاة التبشير الملائكيّ، عبر الكلمات الواردة أصلاً في إنجيل يوحنّا وهي: “الكلمة صار جسداً وسكن بيننا” (يوحنا ١: ١٤).
فهل لدينا الإيمان بهذا الخلاص؟ وهل نحياه ونعكس مفاعيله في محيطنا؟!