|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة "الهندي" الذي شارك في نصر أكتوبر الأخبار المتعلقة لا يمر يوم الـسادس من أكتوبر، مرور الكرام، على راجيف هريش، يتشارك صاحب الـ34 الحكاية مع عائلته، إعادتها على مسامع الأصدقاء والجيران.. العائلة هندية، لكنها تعيش في مصر منذ عقود، ولها مع النصر على العدو الإسرائيلي جذور، غرزها جد راجيف بالكفاح وأتمها الجد بالتكريم من الرئيس السادات لمشاركته في نصر أكتوبر، يرويها بفخر لمصراوي أستاذ الصيدلة الإكلينكية بالجامعة البريطانية. قبل 80 عاما، غادر جد راجيف -الشهير بـ"عم تيكمداس" من الهند، إلى مصر، واتخذ من مدينة السويس السويس مستقرا، كان ذلك في عام 1937، لم يكن الأمر سوى سعيا للرزق، وتطلعا لمستقبل أفضل، ببلد كانت تجارتها مزدهرة في ذلك الوقت. أسس الرجل الهندي بزارا سياحيا، صار مقصدا لسائحي السويس، حققت تجارة الرجل الهندي نجاحا كبيرا، وتوطدت علاقته بأهل البلد المضيف، فلم يكن "تيكمداس" بمعزل عن حال "السوايسة"، صار مصري الطابع، يشاطرهم الأحزان قبل الأفراح، بات واحدا منهم.. يعيد هريش الحكاية التي سمعها من والده وأعمامه على مدار سنوات طويلة. أحب "تيكمداس أهل البلد، وذاب الهندي عشقا في تراب مصر، وتوج ذلك برفضه مغادرة السويس يوم أن حُصِرت المدينة، في أعقاب نكسة 1967، اعتذر وقتها للسفارة الهندية التي عرضت ترحيله لبلاده، والأدهى مشاركته للمصريين في الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي بحرب الاستنزاف، متحملا قسوة الحصار ومعاناة الدمار الذي خلفته آلة القتل الإسرائيلية، حتى تحقق نصر أكتوبر في العام 1973، ليزهو الهندي بالعبور ويشارك المصريين فرحتهم بالانتصار.. القصة بتفاصيلها لا تزال حاضرة بذهن أستاذ الصيدلة الإكلينكية بالجامعة البريطانية، رغم قدمها في ذاكرته. لم تنس مصر لـ"تيكمداس" بطولته، كرمه الرئيس الرحل أنور السادات، منحه شهادة تقدير لبسالته، وصموده أثناء محاصرة مدينة السويس، وكفاحه مع أهلها حتى التحرير. صار الرجل رمزا للمدينة، تُعيد ذكراه أجيالها المتعاقبة، وتشهد بمصريته، رغم عدم حمله لجنسيتها، حتى وفاته في العام 1994، عن عمر يناهز 75 عاما، تاركا إرثا طيبا، و5 أبناء: "سوندر، شيفارام، هريش، ساجان، غاندي"، لم يكن سهلا التفرقة بينهم والمصريين، ولا حتى بينهم وأحفادة، إلا من أسمائهم الهندية
اعلان باقى المحتوى باقى المحتوى كتب- محمد زكريا: لا يمر يوم الـسادس من أكتوبر، مرور الكرام، على راجيف هريش، يتشارك صاحب الـ34 الحكاية مع عائلته، إعادتها على مسامع الأصدقاء والجيران.. العائلة هندية، لكنها تعيش في مصر منذ عقود، ولها مع النصر على العدو الإسرائيلي جذور، غرزها جد راجيف بالكفاح وأتمها الجد بالتكريم من الرئيس السادات لمشاركته في نصر أكتوبر، يرويها بفخر لمصراوي أستاذ الصيدلة الإكلينكية بالجامعة البريطانية. قبل 80 عاما، غادر جد راجيف -الشهير بـ"عم تيكمداس" من الهند، إلى مصر، واتخذ من مدينة السويس السويس مستقرا، كان ذلك في عام 1937، لم يكن الأمر سوى سعيا للرزق، وتطلعا لمستقبل أفضل، ببلد كانت تجارتها مزدهرة في ذلك الوقت. أسس الرجل الهندي بزارا سياحيا، صار مقصدا لسائحي السويس، حققت تجارة الرجل الهندي نجاحا كبيرا، وتوطدت علاقته بأهل البلد المضيف، فلم يكن "تيكمداس" بمعزل عن حال "السوايسة"، صار مصري الطابع، يشاطرهم الأحزان قبل الأفراح، بات واحدا منهم.. يعيد هريش الحكاية التي سمعها من والده وأعمامه على مدار سنوات طويلة. أحب "تيكمداس"، أهل البلد، وذاب الهندي عشقا في تراب مصر، وتوج ذلك برفضه مغادرة السويس يوم أن حُصِرت المدينة، في أعقاب نكسة 1967، اعتذر وقتها للسفارة الهندية التي عرضت ترحيله لبلاده، والأدهى مشاركته للمصريين في الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي بحرب الاستنزاف، متحملا قسوة الحصار ومعاناة الدمار الذي خلفته آلة القتل الإسرائيلية، حتى تحقق نصر أكتوبر في العام 1973، ليزهو الهندي بالعبور ويشارك المصريين فرحتهم بالانتصار.. القصة بتفاصيلها لا تزال حاضرة بذهن أستاذ الصيدلة الإكلينكية بالجامعة البريطانية، رغم قدمها في ذاكرته. لم تنس مصر لـ"تيكمداس" بطولته، كرمه الرئيس الرحل أنور السادات، منحه شهادة تقدير لبسالته، وصموده أثناء محاصرة مدينة السويس، وكفاحه مع أهلها حتى التحرير. صار الرجل رمزا للمدينة، تُعيد ذكراه أجيالها المتعاقبة، وتشهد بمصريته، رغم عدم حمله لجنسيتها، حتى وفاته في العام 1994، عن عمر يناهز 75 عاما، تاركا إرثا طيبا، و5 أبناء: "سوندر، شيفارام، هريش، ساجان، غاندي"، لم يكن سهلا التفرقة بينهم والمصريين، ولا حتى بينهم وأحفادة، إلا من أسمائهم الهندية. عند وفاة "تيكمداس"، لم يكن راجيف أتم الـ9 أعوام، لكنه عاش حكاية جده بالكامل، يذكرها كلما سنحت الفرصة لذلك، حتى إنها أول ما رواه عن نفسه داخل الجامعة البريطانية في مصر، يعتز الشاب بذلك التاريخ، يفخر بالعيش في بلد الفراعنة، ورغم عدم حصوله على الجنسية المصرية، لم يزل داخله شعور بأنه ابنا لهذا البلد؛ كمصري فخورا بنصر أحرزته بلد ضارب جذوره في أعماق التاريخ. هذا الخبر منقول من : مصراوى |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|