زي النهارده السنه اللي فاتت ،
اتجرحت جَرح كنت علي يَقين ان عمري ما هتشِفي منّه !
مش قصّة حب عاطفي فاشله لأ ،
انا اكتشفت وقتها - بالتجربه - ان مش دي الحاجه الوحيده اللي ممكن تدمَّر انسان ..
كانت صديقه علاقي بيها تماماً كَـ علاقة داود و يوناثان ..
نفس ده .. اتعلّقت بنفس ده .. و احبّه كَـ نفسه !
مكنش فيه بينّا حاجه بتستخبّي ..
كنّا بنقول لبعض اللي مبيتقالش لحد ..
كنّا بنعرف عن بعض اللي اهالينا و احياناً اباء اعترافنا ميعرفوهوش عنّنا !
كان فيه بينّا مستوي انفتاح عاطفي و نفسي انا معيشتهوش مع حد غيرها ..
كانت ملجأ ، و ملاذ ، و حُضن امان عجييييب ، و امانِة سر ، و ثقه ، و نصيحه عند اللزوم ، و توبيخ عند الضروره ..
كانت سَتر ، و سِتر ، و قبول شافي انا مجربتش اكتر منّه ..
كانت بتعرف تشاورلي علي النور اللي فيّ ،
وقت ما ابقي انا نفسي مضلّمه في عيني ..
و كانت بتحبّني وقت ما ضعفي بيبلعني و يخلّيني مش عارفه احب نفسي !
كانت حضور دايما ، لا يَنقَطِع
كانت صديقه امينه و صالحه
كانت كده فعلاً
مهما حصل بعد كده .. مقدرش انكر ده !
وزى ماهي كانت ، كنت انا ..
فكنت علي قناعه انّها " صداقِة العمر كلّه "
معرفش ازاي ،
و بدون مقدمات بدأت كل حاجه تتغيّر ..
معرفش ازاي ؟
نفس الحد اللي قال انّي الاغلي علي الاطلاق ،
خلاني الاقل علي الاطلاق ...
نفس الحد اللي كان بيشوفني اجمل حد في الدنيا ،
بقيت عنده سيّئه لدرجه ان صعب حد يستنّي معايا !
نفس الحد اللي دايماً يقولي ان جوايا جمال يا بخت اللي يتعب عشان يوصلّه ،
هو هو اللي وصّلي ان عيوبي و ضعفاتي و طبعي ( الصعب فعلاً ) اقبح حاجه ممكن انسان يقابلها في الدنيّا !!
رسايل اهمال ، و انسحاب ، و تهكُّم ، و عدم صبر ، و عدم قبول ، و رفض ..
بشكل سبّبلي صِغَر نَفس !
و بقيت مش فاهمه حتي " ليه ؟ "
و اللي جرّب كلمة " ليه ؟ " هيبقي عارف لو متجاوبتش بتحسّس الانسان بإيه ..
فضلت كتير في تخبُّط نفسي بشع ، شنيع !
محتاجه افهم " ليه ؟ "
اتقَلَب عليَّ مرّه واحده ليه ؟
قَفلِت الاحشاء مرّه واحده كده تِجاهي ، راجعه لـ إيه ؟
لازم اعرف غلطي ..
ما انا اكيد غلطت في حاجه و انا مش واخده بالي مثلا ..
حقّي اعرف عشان علي الاقل مغلطش نفس الغلطه دي مع حد تاني ..
دموعي مكنتش بتنشف من بشاعه الاحساس ..
لحد ما اخدت قرار انّي هروح اواجه و اعرف " ليه "
و لو غلطت اعرف غلطي لانّه حقّي اعرف و لازم اخد حقّي ..
مش هفضل متبهدله نفسياً بدون مواجهه انا استحق ان كل شئ يتحسم ، و مش هستني تحت رحمة حد يمكن اصلاً مش حاسس انّه مبهدلني نفسياً ولا فارق معاه ...
و فعلاً روحت ، و سألت ليه ؟
لو مش عاوزه علاقه بينا مش هفرض نفسي اكتر من كده لانّي بحترمها
لكن حقّي اعرف غلطي عشان علي الاقل مكررهوش مع حد تاني .. عشان اقوّم نفسي .. عشان ابقي افضل !
و كانت النتيجه انها رافضه يكون فيه بينّا اي حوار
بترد بالعافيه علي اي حاجه بقولها ..
و ملامح وشّها تدبح القلب ..
لمّا جبت اخري كلام و هي رافضه تقولي حتي غلطت في ايه ،
لقيت نفسي بسالها بتهكُّم - باعتبار ان دي حاجه مش قادره اصدق انها تحصل : اييييه بايعه ؟
لقيت الرد زي رصاصه في قلبي : آه ، بايعه !
تنّحت شويه و انا مش مستوعبه اللي بيحصل
ولا اللي اتقال
ولا الحد اللي طالع منه الكلام
ولا الحاجه اللي حصلت منّي وصلت صداقتنا لكده
ومعرفش ليه كنت مصممه جدا ان اكيد بعد كل ده العيب فيّ !!
روّحت و انا مش عارفه وصلت بيتنا ازاي ؟ ..
و فتحت الـ Facebook
و كتبت الجمله اللي افتكرت كل ده
لمّا قريتها في الـ One this day انهارده ..
كتبت :
" انا مش زعلانه من حد ..
انا زعلانه منّي لان حقيقتي وحشه للدرجة اللي تخلي محدش يستحمل يقرّب مني! "
لمّا شوفتها انهارده بقيت مصعوقه !
ازاي اسمح لحد علي وش الأرض يوصّلّي انّي سيئه لدرجِة انّي مينفَعش اتحَب ؟!
اصلاً : العلاقه دي من حيث التصنيف النفسي
كانت " علاقه اعتماديه "
و لمّا ربنا - فيما بعد - فهّمني ده
شكرته و بوست ايديه انّه قطعها !
و اغلب الناس المتمرَّرين بسبب علاقات
لو فحصوها هيلاقوها علاقات اعتماديّه و محتاجه علاج لان الاعتماديه فعلاً مرض !
و كل المشاكل في العلاقات اساسها عدم تَعَرُّف اغلب الناس علي مرض الاعتماديه فبالتالي مبيدوروش علي علاج ..
همّا عايشين المرض بس و مش عارفينله حتي تشخيص ..
انّك تبقي مختفي بكل كيانك في حد و لو الحد ده اختفي تنهار و تحس ان ملكش وجود ..
اعراضه واسعه و مكتوب فيها كتب بالمناسبه ..
المهم ..
ازاي اسمح لنفسي اسيب حد يحسّسني انّي مستحقّش اتحب ، لمجرد ان حد اتمنيته يحبّني و محبنيش او كان بيحبّني و مبقاش ؟!
ازاي اسمح لحد يهزّ صورتي في عيني
او يعاملني بشكل مُتَقَلِّب ، او يدّيني انطباعات سيئه عن نفسي ؟!
إزاي اسمح لحد يحسّسني انّي Unwanted
او Unworthy
وبدل ما اقول ان " همّا اللي ميتسحقّوش "
اصدّق ان انا اللي فعلاً مستحقّش اتحب ولا ان حد يمسك في وجودي !!!
لأ ! وقت الجد اللي يوصّلّك احساس
انّك Unwanted
يبقي عيب في حقّك لو بَقيت عليه تحت مسمّي الحب و الوفاء ..
و اللي يحسّسك انّك Unworthy
ده مجرم .. ده عمل حاجه ربنا نفسه مبيعملهاش !
دايماً فيه حب شافي لينا في مكان ما ..
لكن احنا اللي اوقات بنفضَّل المرض اللي اتعوّدنا عليه علي الدوا اللي منعرفش طعمه و منعرفش تأثيره علينا ايه !
و انا كمّلت حياتي ..
و الجرح اللي كنت اظن انه عديم الشفاء
اتشفي بحب و قبول اصدقاء تانيين اتبنت صداقتي بيهم علي اساس صحّي مش مَرَضي ..
الجرح اللي كنت اظن انّه عديم الشفاء معدّاش عليه شهرين بالظبط و كان ربّنا شافيه و مبلسِمُه بدموعي ..
و اداني نفسيّه جديده بتعرف تحب بقوّه ..
اداني فهم و قناعه ان لازم يكون ليّ كيان ظاهر
كيان اغلي من انه يختفي في حد تحت مسمّيات المحبّه الكتيره اللي بنخفي فيها امراضنا ..
و انّي استحق اتحَب ،
و ان قلبي جواه حب شافي لأي حد يطلبه و انا اقبل ادّيه ..
و انّي مينفعش قلبي كله يكون محصور في صداقه واحده او علاقه واحده ، لازم احس بكل المحبّات اللي حواليّ و اقدّر غلاوتها و غلاوة القلوب اللي طلعالي منها و ابتهج بيها و اغني نفسي بغِناها ..
و ان اللي هحبه و يبقي عارف انّي بحبه و بتمنّي يفضل موجود و يحسّسني انّي مش مطلوبه او مش مُستَحِقَّه
هو اللي بالفعل ميستحقّش الحب الشافي اللي ربنا زرعه بقدرة ايديه في كل انسان فعلاً بيحب !
و ان الجِراحات الصعبه .. اللي تبدو عديمة الشفاء .. لو عشناها حسب قلب اللّه .. بتخلّينا ناس غيرنا .. ناس احسن من اللي كُنّاه قبلها ..ناس قادره تحب بقلب ربنا و تفهَم الحب و القبول و اُسُس العلاقات من خلال تعريف اللّه ليها ..
الجراحات الصعبه .. اللي تبدو عديمة الشفاء ..
ربنا بيشكّلنا بيها من اول و جديد ..
و ان مادام الحياه مُستَمِرّه و احنا فينا نَفَس و روح ، هنتحاسِب لو دفنّا نفوسنا كَميّتين في قبور علاقات مكنتش اصلاً صحّيه و حسب قلب اللّه ، بدل ما نسلّم نفوسنا لمراحمه تخلقنا من اول و جديد و تشفي امراضنا الخفيه اللي بتظهر بالاحتكاك بالاخر
و اننا هنتحاسب لو اتعلّقنا في علاقه بعينها بشكل مريض
و مسلّمنالهوش يشفي و يغربل علاقَتنا في مَنخُل مشيئته !
