تنجح أفلام الرعب في تحقيق الأرباح والشهرة إن نجحت في استهداف الأمان النفسي العميق للمجتمع. فإن كانت هذه الأفلام تتعلق بأشياء غير واقعية، فلن يتهيّأ عقلك لأي تهديد. إلا أن أفلام الرعب التي يدور محتواها حول أشياء تتواجد حقيقةً في الواقع، فإنها تنجح في تحذير الدماغ من أن هذه الأشياء قد تحدث في الحياة الواقعية، ومن الأفضل أن تأخذ حذرك منها. وما يُعالج هذه المشاعر المخيفة في عقلك، هو جزء صغير للغاية في الدماغ يُسمى “اللوزة amygdala”
Amygdala هي مجموعة من الخلايا العصبية المتجمّعة معًا في المخ، تتعامل مع المخاوف الأولية لدى البشر وتعرضها. ويبدو أن اللوزة لا تعمل لوحدها في الدماغ على هذه المشاعر، إنما تتحّد مع منطقتيْن أخرييْن في المخ -منطقة تحت المهاد ومنطقة تُسمى hippocampus-. إذ أن منطقة تحت المهاد هي المسؤولة عن استجابتنا للمخاوف بالصراخ ومحاولة الهرب.
وتعمل اللوزة على تنشيط الجهاز العصبي عبر ما تحت المهاد (HPA axis) ليُخبر الغدد الكظرية بإفراز هرمون الأدرينالين الذي يُسبب شعور جسمك بالخوف ويزيد من معدل ضربات القلب ويُسبب التعرق وجفاف الفم والتنفس بشكلٍ أعمق، إضافةً إلى زيادة تدفق الدم إلى عضلات الهيكل العظمي. لهذا السبب تقفز وتصرخ أو تُصبح أكثر مرونة عند مشاهدة فيلم رعب، حيث يُخبر عقلك جسمك بالهرب من مكانك وبسرعة!
أما منطقة Hippocampus في الدماغ، فهي مسؤولة عن “المنطق”، وإخبار العقل أن ما تشاهده مجرد فيلم ولن يُصيبك بضرر أو لن يتحقق فعليًا في الحياة الواقعية.