|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف صُلب إنساننا العتيق مع المسيح؟ تفسير رو6:6 للقديس كيرلس الكبير ينبغي أن نبحث باهتمام ما هو إنساننا العتيق، وما هو جسد الخطية الذي يُبطل، وبأية كيفية صُلب مع المسيح... الرسول يقصد من جسد الخطية ومن «إنساننا العتيق» الجسد الترابي الذي له حتمية الفساد بحسب حالته القديمة التي في آدم. فقد حُكم علينا بذلك في آدم أولاً، وتفاقم الداء بمحبة الشهوات، لأن هذه حالة الجسد بحسب طبعه من غرائزه المغروسة فيه. فكيف إذن صُلب مع المسيح؟ لقد صار الابن الوحيد إنساناً واقتنى لنفسه الجسد الترابي الذي كان محكومًا عليه بالموت، كما قلُت، بحسب حالته القديمة في آدم، والذي صار كأنه يتمخّض بسبب غرائزه المغروسة فيه بميل جارف للخطية. لكن ناموس الخطية انتفى في الجسد المقدّس كليّ الطهر الذي للمسيح, فنحن لا نقول قط إن أية آلام بشرية مُعيبة كانت تتحرّك فيه، إلا فقط ما لا لوم فيه، مثل الجوع والعطش والتعب وكل ما يصنعه فينا ناموس الطبيعة بدون عيب. ومع أن ناموس الخطية لم يتحرّك قط في المسيح بسبب تفوقه بقوة اللوغوس الذي كان يدبره، إلا أن طبيعة الجسد في حد حتى حينما نعتبرها في المسيح، فإننا لا نجدها مختلفة عن طبيعتنا. ونحن قد صُلبنا معه لما صُلب جسده الذي كانت فيه كل طبيعتنا، بمثل ما حدث في آدم أنه لما لُعن اعتّلت الطبيعة كلها باللعنة، هكذا يُقال أيضًا إننا أُقمنا مع المسيح وأُجلسنا معه في السماويات, لأن عمانوئيل مع أنه يفوقنا كإله، لكن من حيث إنه صار مثلنا، فهو يُعتبر واحداً منا قد قام وصار جليسًا مع الله الآب. هكذا أيضاً صُلب معه إنساننا العتيق، وانحلَّت بقيامته قوة اللعنة القديمة، وبطل جسد الخطية ولا أعني الجسد بصفة مطلقة، ولكن الشهوات المغروسة فيه، التي كانت دائماً تُقلق الذهن بالأمور المخزية، وتلقيه في طين وحمأة الملذات الترابية. وأمّا أن هذه الأمور قد تحققت في المسيح لصالح الطبيعة البشرية، فكيف يشك أحد في ذلك بينما يقول القديس بولس بوضوح: »ما كان الناموس عاجزًا عنه فيما كان ضعيفًا بالجسد، فالله إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية، ولأجل الخطية، دان الخطية بالجسد» (رو3:8). أترى إذن كيف بطل جسد الخطية؟ لقد دينت في الجسد شوكة الخطية وماتت أولاً في المسيح، ثم انتقلت هذه النعمة من خلاله وبواسطته إلينا أيضاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|