نشأت هذه الشهيدة في مدينة انطاكية، من اسرة مسيحية شريفة غنية، وقد رباها والداها على التقوى والعبادة. فتعشقت الفضائل، ولا سيما الطهارة وتحلت بجمال رائع وعقل ثاقب فكانت قبلة الانظار. لكنها اعرضت عن الدنيا اذ لم يكن يلذها غير محبة المسيح فنذرت له بتوليتها. ولم تكن لصلواتها وتأملاتها انقطاع.
فعلم الوالي انها، على الرغم من جمالها الساحر، مسيحية، فأرسل جنوداً يأتونه بها. فأحاطوا بمنزلها ودخلوه وأبلغوها الامر. ولما تأكد لها ان لا سبيل الى الحفاظ على عفافها، أظهرت حزماً وفطنة، وقابلتهم ببشاشة ووداعة دون ان يبدو منها ادنى اضطراب، فأخذ الجند يجاملونها، فأستأذنتهم بأن ترتدي ثيابها الفاخرة وتتزّين بحللها.
وبعد ان صلت بحرارة وتوكلت على الله، صعدت الى سطح بيتها وطرحت بنفسها الى اسفل فتحطم جسمها وفاضت روحها الطاهرة واحصيت بين العذارى الشهيدات سنة ٣٠٤ .